يبدو إن المسؤل عن الحرب في اليمن ومن بيدة أيقافها في أي لحظة هو أمريكا, اما دول التحالف العربي بقيادة السعوديه فإن قرارها السياسي ليس بيدها وإنما بيد أمريكا التي تدير الحرب في الشرق الأوسط من خلف الكواليس, بهدف تقسيم دول الشرق الأوسط الجديد إلى دويلات صغيرة تكون تحت الوصاية الدوليه " الاستعمار الجديد " ,تحت ذريعة الحرب على الإرهاب وتجفيف منابعه. فالمتابع لسير العمليات العسكريه على الأرض وما يجري في أروقة السياسه ومواقف اللاعبين الكبار وعلى وجه الخصوص أمريكا وروسيا, سيعرف بأن مفاتيح القرار في اليمن باتت بيد واشنطن وموسكو, والتي تدل المؤشرات بإن البلدان أتفقان على أن يترك ملف الشمال وقضية صعدة لروسيا وحليفتها إيران, وملف الجنوب والقضية الجنوبية لأمريكا وحليفتها السعوديه, بمعنى تسليم الجنوب للحراك الجنوبي مقابل سيطرة الحوثي وصالح على الشمال . خصوصا بعد فشل الخيار العسكري في اليمن, الذي قام به التحالف العربي بقيادة السعوديه . حيث إستغلت امريكا وحلفائها الغربيين فشل الخيار العسكري في اليمن نحو الدفع لمفاوضات تؤدي للإتفاق على مخرجات توافقيه, تضمن بقاء مليشيات الحوثي وصالح كطرف فاعل وأساسي في صياغة وإدارة المستقبل السياسي لليمن كممثل عن الشمال, وكذلك المقاومة والحراك الجنوبي كممثل للجنوب, خصوصا بعد أن حققت دول التحالف العربي بقيادة السعوديه أهدافها العسكرية ,المتمثلة في تأمين الأمن القومي الخليجي وحماية الملاحه العالميه في باب المندب. حيث تدل المؤشرات على العوده إلى الخيار السياسي, وإتاحة الفرصه لليمنيين من جديد لحل مشاكلهم بأنفسهم, عن طريق الحوار وبإشراف مباشر من الاممالمتحده, وإرسال قوات دوليه لحفظ السلام في اليمن.وفي إعتقادي أن مفاوضات جنيف 2 اليمنيه المزمع عقدها في الأيام القليلة المقبلة برعاية المنظمة الدوليه, سوف تبحث عن صيغة مقبولة لجماعة الحوثي والحراك الجنوبي, تلبي شروطهم في وجود مؤثر وجوهري في المرحلة المقبلة, أي تقسيم السلطة في اليمن بين جماعة الحوثي والحراك الجنوبي, بحسب الوزن الحقيقي على الأرض عسكريا. هذا ما تقولة الوقائع على الأرض خصوصا بعد التعيينات الأخيره في عدن, وهذة هي الصيغة المفضلة لقوى إقليمية ودولية وللامم المتحدة نفسها. أي أن مفاوضات جنيف 2 اليمنيه ستكون بين الشمال الممثل عسكريا بجماعة الحوثي وصالح والجنوب الممثل عسكريا بالمقاومة الجنوبيه والحراك الجنوبي. وهذا ما يؤكدة ضغط الطرفين على الأرض لتثبيت ما تبقى من المكاسب, بالأضافه إلى قرارات هادي الأخيره الذي سلمت عدن سياسيا وعسكريا للحراك الجنوبي, ليصبح وجود الطرفين المقبل, إستحقاقا تفاوضيا مقرا بإتفاق, ترعاة الأممالمتحدة. حدوث ذلك سيعني أن المجتمع الدولي يعيد هندسة المشهد اليمني, بطريقة تضمن حتما, حل القضية الجنوبية وقضية صعدة والسير قدما في بناء اليمن الأتحادي الجديد والحديث المكون من أقليمين شمالي وجنوبي, وهذة الطريقة ستؤدي حتما إلى بناء دولة يمنية فيديرالية حديثه تقوم على المواطنة المتساويه والعدالة الإجتماعية والشراكة الحقيقيه في السلطة والثروة, وهي من سيقضي على العصبيات وعلى الجماعات الإرهابيه في اليمن.فالتطورات السياسيه والعسكرية على الأرض, تمهد لظهور تسوية جديده للأزمة اليمنيه, وكذلك المحاكمة الغيابيه من قبل تحالف الحوثي وصالح للرئيس عبد ربه منصور هادي وسته من معاونيه بتهمة المشاركة في جرائم العدوان على اليمن ,والتي يقول عنها المراقبون : أن هذه الخطوة التصعيدية من قبل تحالف الحوثي وصالح, تعكس الأنسداد الواضح في مساعيهم لإسقاط العقوبات الأممية عن الرئيس السابق ونجله وزعماء الحوثيين ضمن محادثات السلام, التي تامل الأممالمتحدة في انعقادها هذا الأسبوع .. أي أن سيطرة المقاومة الجنوبيه المسنوده من دول التحالف العربي بقيادة السعوديه, على الجنوب, وكذلك تسليم عدن سياسيا وعسكريا للحراك الجنوبي, يضع الرياض وطهران, وجها لوجه في مفاوضات جنيف 2 اليمنيه, لإقتسام النفوذ في اليمن وفقا لما تقتضية المصالح الدوليه في اليمن...