قتل قائد العمليات السعودي و القائد الإماراتي اختراق كبير وخسارة فادحة و نصر معنوي كبير قدمه الخونة للحوثيين و مليشيات عفاش.. فهل أدركَت قيادة التحالف فداحة اللعب بالنار؟ وهل عرفَت مضاعفات خذلان المقاومة الفاعلة على الأرض من الخصوم الحقيقيين للمشروع الإيراني؟ و هل استوعبت مخاطر الإصغاء لأصحاب الحسابات الضيقة و المصالح الخاصة و المرتزقة متعددي الشرائح من سدنة أقدام عفاش سابقا و حاشية الدنبوع لاحقا؟ و هل سيكون ما حدث في باب المندب درسا وقبله في مارب كافيا لإيقاف المهازل المستمرة منذ شهور؟ للعلم فإن قتل القيادة لم يكن مجرد إطلاق صاروخ بل عملية اختراق نوعي لأقرب المحيطين بهم و وبلاغات عن تحركات عالية السرية وجود اتصال فعال لتحديد المكان بالضبط وقت إطلاق الصاروخ و بالنالي فإن من خانوا تعز و حرضوا على مقاومتها قد خانوا التحالف و شاركوا في قتل قيادة التحالف في اليمن و من خان مرة يخون الف مرة.. الفقعسة الخليجية في اليمن لها تبعات كارثية ليس قتل القيادة العسكرية لها في اليمن إلا حلقة بسيطة من مخاطر وجودية تحدق بهم و لو استمر مسلسل التلكؤ في اليمن و الرضى عن أنهار الدم التي تسيل فإن تبعات الفشل في اليمن سيغري العابثين بالمنطقة لسيناريوهات أكثر توحشا و لنقل الصراع إلى الجغرافيا الخليجية و ليس ذلك مجرد تخمبن بل إن التعبيرات المعلنة للقوى المعادية و التحركات المتتابعة لا تخفى على أحد.. اتمنى أن يكون دم الشهيد السهيان و الشهيد الكتبي كافيا لتحفيز الخليجيين على التدخل الفعال في اليمن بالقوة التي تصنع السلام فمن يعرف الإمكانيات و يقرا ما حدث يدرك ان ما قاموا به خلال الشهور الماضية لا يعدو لعب و استنزاف و شكل واضح من نقص القادرين على التمام.. الناس في تعبت من الحرب و الحميع يريد السلام و السلام لا تصنعه الطاولات و لا المبادرات الإعلامية بل بل تثنعه القوة الرادعة.. و تصرفات التحالف العربي خلال فترة طويلة لم تكن حربا حقيقية بل محاولات لقرص الاذن لا تكفي لتطوع المارقين بل تمنحهم مزيدا من الجرأة لمزيد من العنف و الإجرام و تغري القوى المتربصة لمزيد من التصعيد في المنطقة و لن يكون نقل العنف إلى الأراضي الخليجية ببعيد بل و بأيادي خليجية و الكتلة الشعية في الخليج لو كسرت حاحز الهيبة و رهبة الإخفاق فإن ما حدث في البحرين سيتكرر في كل دول الخليج بشكل اكثر ضراوة و بحروب عصابات لا يعلم مداها إلا الله.. ختاما.. فإن اولئك الشهداء قدموا أرواحهم دفاعا عن اليمن و لا يكفي ان نقدم المدائح لهم بل ان نقرع الأجراس بكل قسوة ضد العبث الذي أودى بأرواحهم و ان ننبه على المخاطر المترتبة على ذلك العبث. رحم الله الشهيد السهيان و الشهيد الكتبي و كل الشهداء و اسكنهم فسيح جناته.