تلوح في أفق اليمن بوادر انتصار طلائع الثوار، انتصار يزحف بعنفوان الإباء الذي استلهموه من روح الآباء المؤسسين للجمهورية، بعد أن آلو على أنفسهم إلا انقشاع ركام الإمامة المتسلطة إلى الأبد، زحفا يزمجر كأمواج البحر العاتي نحو غايته الوطنية المقدسة، تحدو أرواح جنوده المقاومة نشيد الوطن تلهب حماسها، قد أقسمت نشيدها النضالي بكل مشاعره الجياشة، كل "ذرات رمالك"، كل "صخرة في جبالك" يجب أن تلبس حلة الحرية، لا ضروبا من زوامل الجاهلية البغيضة المغرمة بسكر العبث والدمار "لا نبالي". هذا الزحف المبارك من الجوف ومآرب ونهم والجبهة الغربية للعاصمة، وفي كل أرجاء الوطن، يترنمون جنوده أصوات المدافع وأزيز الرصاص، قد تدرعوا أوسمة التضحية والصبر، وعبثا أن تثنيهم عن هدفهم مسوخ صالح البشرية، وأتباع الحوزة المأفونة والمحقونة بالمرض الأسري، و"المعززة بالطلاسم"، التي بدأت تفقد تأثيرها تحت سلاح العقيدة الوطنية التوحيدية. 2016 اليمن على موعد استثنائي قدري، ينعتق فيه من كل رجس الماضي، وكوابيس الأصنام التي توالت على حكمه، وامتصت دماء أبنائه، وعبثت بكل مقدراته، 2016 "يمن بدون حوافيش"، يمن خالي من رجسة خراب صالح ولعنته، وعبثية قطعان القرون الوسطى، التي خرجت من كهوف الارتزاق الممولة مجوسيا إلى وادي اليمن الكبير تعيث بأبنائه قتلا، وتشريدا، وترهيبا، وتسلطا على رقاب الناس، وكبتا لحرياتهم، ونسفا لكل معاني التعايش والإخاء وحسن الجوار. هذا هو المشروع الحوثي، الذي تدثر بالمظالم، وقد صبها صبا على شعب خدع بأكاذيب لا أصل لها إلا في برنامج الكذب، الذي يتنفسه الحوثي وأبواقه، لم تمر سنة إلا وقد بلغ السيل الزبى بشعب يبحث عن أي قشة يتعلق بها، أو حتى وهم يسوق عله يرشف منه نسمة أمل بعد أن أحبطته دولة صالح الفاسدة، والتي ما زالت تنتهج سياسة الأرض المحروقة، التي دشن نار خرابها منذ أن أطاحت به رسميا ثورة 11 فبراير 2011. أصنام مشوهة في تفكيرها وسلوكها هذا هو المشروع الحوثي المتخلف ليس فقط بمرجعيته، ومنظومة أفكاره، بل حتى بسلوك شخوصه الممثلة، فلا نستغرب من حمق قيادات القتل الميدانية ودمويتها، بل من آفة الحمق التي يتسلح بها دبلوماسيه وممثليه، وما خبر مهدي المشاط عنا ببعيد، ومخازية في بيل السويسرية، على مرأى العالم المتحضر ومسمعه، عندما وزع تهديداته وشتمه للمبعوث الأممي وممثلين الشرعية النجباء على السواء، هذا هو النموذج الدبلوماسي الحوثي الذي يزخر به جناب الحوزة وممثليه من على شاكلة المشاط، "انضحي ياجهالة من وحي العصابة". إنها بحق أصنام مشوهة في تفكيرها وسلوكها. اليمن بسواعد أبنائه الشجعان على موعد مع نصر بكل معانية العميقة، انتصار يزلزل كل أركان بيت الظلم السلطوي، ويعيد زخم الجمهورية بمعانيها ومبادئها الحقيقية، التي فقدتها مع دولة صالح وأسرته الفاسدة، انتصار الشعب على حفنة المرتزقة من ذوي النفوس العليلة، والمشاريع الصغيرة، معركة انتزاع الدولة من أيادي اللصوص الخاطفين. مخالب الثوار اقتربت من وضع اللمسات الأخيرة لمقلاب كبير سوف تواري بمراسيم جمهورية شرعية دفن حفنة الأصنام وثقافتها في أرض اليمن المباركة، وتدشن عهد جديد من المساواة والعدل والإخاء بين أبناء الوطن الواحد، يقوم على أسس مشروع وطني، يتجاوز كل ثقافة الماضي السلطوية والأسرية بكل موروثها السحيق، وتبعاتها المشوهة بوجه الوطن وحياة أبنائه المظلومين.