تعرض اليمن في تاريخه المعاصر لأسوء عملية تشويه طالت جسده السياسي والوطني، لم تكن سوى النفعية المريضة من سبب يعزى إليه ذلك التشويه، النفعية "البشعة" و "الانتهازية" بمسمياتها المختلفة أكانت مناطقية أو طائفية دائما ما تقف شعارا وراء مسلسل التشويه الممنهج. من وحي النفس الضيق والأناني السلطوي التوريثي، وبكل إسقاطاته النفسية السلبية، ألحق العفاشي علي صالح منذ نهاية السبعينيات باليمن تشويها عميقا لكل معنى أصيل وقيمي وتاريخي، وبددت كل مكانة يمكن أن يتبوأها اليمني بكفاءته وجهده. طالت لعنة هذا الشخص باليمن هوانا، ومعاناة، قل أن تجد لها نظير، فاليمني في عهده أصبح مدعاة لتهكم واستهانة الآخرين، ومحل تندرهم ودونية التعامل معه، نحن لا نريد أن نكون في مرتبة أعلى في التعامل مع الآخرين، بل نريد الحدود الدنيا من كرامة التعامل الإنساني معنا، وإن كنا نتفهم اعتبارات الآخرين ومخاوفهم. وحدها، تبعات فساد صالح ومضارباته بمصير اليمن ومقدراته، موضع اليمن وأبنائها في خانة الجنسية الأكثر شقاء واستهتارا، إذ لم يعد يسر اليمني وتحديدا في خارج حدوده الجغرافية أن يظهر يمنيته، التي يعتز بها في أعماق ضميره وكينونته، تجنبا لتعقيدات التعامل معه، إذ هو عرضة لابتزاز الأخ العربي قبل الآخر الغربي. اليمني، موقوف بالمطارات حتى بدون سبب، ممنوع من ركوب الطائرات لإرباك غير واقعي، معلق في إقامته لأتفه الأسباب، رحمة الآخرين تتنزل لكل اللاجئين ومحروم من هذه الرحمة الإنسانية الانتقائية، فمهانة المعاملة، وجرح الكرامة التي يتلقاها اليمنيين في الخارج أكثر مرارة وأشد "قساوة" "ووقعا"، فاليمني يستحي أن يظهر جواز هويته أمام الآخرين، فمجرد أن يعرف من بجوارك أنك يمني حتى يبتسم سخرية!! ويبادرك بكلمة واحدة هي مواساته الوحيدة: قائلا هل مازال المريض علي صالح مصر على هلاك قومه؟ يأتي المواطن الخليجي، أو أي جنسية أخرى، فترى الضابط أو مدير في أي مصلحة ينحنى إكراما له، وعندما يظهر يمني يكشر ويتعوذ، ويلوي ظهر تعامله!! حتى تتمنى أن تبتلعك الأرض. هذا هو حال المنجز اليمني العفاشي باختصار يامن ما تزالوا منبهرين بسحر عفاش ومخبولين بطلاسم السيد، والكارثة أن حثالة عفاش وممثليه الدبلوماسيين في الخارج زادو الطين بله، والأمر تعقيدا، بفشلهم، وسوء إدارة وتدبير مواقعهم ذات الولاء لعفاش، أو الولاء المزدوج، كما أوضح الأخ وزير الخارجية عبدالملك المخلافي. لذلك، فاليمني المغبون، يحاول جاهدا عند خروجه من بلده سرعة التدثر بعباءة أي جنسية أخرى لينعتق من رعب الحصار والتضييق على حياته، ومستقر عيشه، الذي ألحق بها عفاش ويلات مرضه وسمومه، ولا تزال لعنة الصنم عفاش مصرة على تشويه اليمن بكل آلة عبثيتها الشيطانية الماكرة. فما أن يتعرض مشروعه المريض للهزيمة في موقع فتح نار تخريبه من موقع آخر، أخرجت المقاومة رمته النتنة من الجنوب، فحرك قاعدته العمياء الإرهابية لتمارس شقاوته بالوكاله خدمة لأجندة معركته العبثية الحاقدة. طردته المقاومة الماربية هو وقطعان الحوثي مآرب، فراح يبث سموم الفتنة بإشاعات مفبركة لنخر الجبهة التي أنزلت بأتباعه الهزائم. واجهته المقاومة بتعز والضالع بكل بسالة واقتدار، فبث حماس نفعيته وأسال لعابها بتوزيع وعوده للشيخ المغمور، الذي ينتظر غنائمه من جيفة حماره الموعود. لم يكن لعلي صالح أن يلحق كل هذه الأضرار الإستراتيجية باليمن التاريخ لولا الفرقة التي وزعت اليمنيين على مشاريع صغيرة لا نفع لها، ولعاعة منافع تنتهي بانتهاء مموليها، وفوق ذلك، ساعدت هذا الشخص المريض جملة من الحسابات الخارجية الخاطئة، ونهم المشروع الإيراني الأكثر خطرا، وعبئا، وضررا، خصوصا عندما تعانق مشروعا التوريث المتهاوي لعفاش مع الملكية الرجعية الحالم بالعودة لعبد الملك المتعجرف، وسعيهم المريض بعد تدشين انقلابهم على الشرعية في 21 سبتمبر 2014 لاقتسام الوطن، الذي يستميت أبنائه في الخلاص من ربقة وتبعات حكمهم سيء السمعة، والأبلغ مصيبة. اليمن الذي شوهت صورته، بجرم عفاش، يحتاج لخلاص، وإنقاذ سريع، لن يتأتى بدون نبذ الحسابات والهويات التي لا طائل من ورائها بقدر ما تخدم الوجه المشوه الحقيقي، الذي شوه اليمن. اليمن بحاجة للخروج من عباءة العنصرية والارتزاق إلى بحبوحة الوحدة والتئام الصف، ورصه في خط المعركة الحقيقي مع مشروع عفاش برؤسه الاخطبوطية العديدة، معركة الخلاص من أذناب عفاش في الداخل والخارج، وترحيلهم إلى مزبلة التاريخ، لاستعادة الوجه اليمني الاصيل بكل نضارته وجماله، معركة استعادة كرامتنا في الداخل والخارج كيمنيين، معركة استعادة دولتنا التي اختطفها اللصوص على حين مؤامرة طمعية، لا يجب أن ننشغل بخلافات جانبية هامشية عفا عليها الزمن، وأسقام تجاوزتها أرقام المواطنة الحقيقية، لنترك رأس الأفعى يبث سمومه القاتلة في الجسد اليمني المنهك. دعوة وطنية صادقة إلى كل يمني أن نلتف حول الشرعية، فعفاش حريص على تشويهها كما شوه الوطن، وأن نسند قدرتها التعبوية في المعركة، وكفى تخاذلا أمام من يعبث باليمن الأرض والإنسان، كفى تخاذلا في وجه من مرغ كرامتنا الوطنية في الداخل والخارج، وأصبح اليمني في وضع لا يحسد عليه.