أغلب مدن دول سوريا وليبيا والعراق فيها حرب وتُقصف بالطيران .. ورغم الحرب الشرسة هناك إلا أن الدرويات الكروية لم تتوقف بل مازال لاعبو تلك الدول الشقيقة يمارسون ركض الكرة في الملاعب والشوارع فوق أنقاض الدمار الذي خلفته الحرب وهو ما عاد بالنفع على منتخباتها الوطنية التي أستطاعت أن تقارع عتاولة القارة و حققت نتائج أكثر من رائعة في المنافسات الآسيوية والإقليمية .. والسبب أنهم وبعزيمتهم وإصرارهم الشجاع تحدوا الصعاب وعملوا كل ما بوسعهم لما من شأنه عدم إيقاف متنفسهم الوحيد (الساحرة المستديرة) فبفضل هذا التحدي وذكاء قيادات اتحاداتهم الكروية استمر دوران الكرة واستمرت المسابقات المحلية . وفي اليمن تسبب طيران التحالف العربي في توقف دوري الدرجة الأولى لكرة القدم 2014 - 2015م في الأسبوع الثامن عشر تقريباً من رحلة "الإياب" ناهيك عن الاضرار التي لحقت ببعض الاستادات والأندية الرياضية نتيجة الحرب الشعواء والقصف الجنوني. وبعد أن اشتدت الحرب على يمننا المغدور به في نهاية شهري مارس وأبريل وليقيني أن الحرب ستطول طالبنا اتحاد اللعبة بسرعة إقامة بقية المباريات أو إنهاء الدوري وإعلان المتصدر بطلاً أو إلغاء دوري موسم 2014-2015 .. حسناً: ولأن قيادة الاتحاد لا تملك نظرة ثاقبة , وميتة أصلاً , تجاهلت هذه المطالب وأعلنت تأجيل الدوري مرتان والثالة حتى إشعار آخر فلا الاتحاد ألغى المسابقة ولا سمى البطل ولا أعلن عن موعد الدوري الجديد وكأن دورينا كُتب له أن يظل معلقاً في جبال بابل كهاروت وماروت إلى يوم القيامة .. هذا التوقف الطويل للمسابقة الرياضية الأولى في بلادنا دون وجود حلول تحمي اللاعبين والمواهب الرياضية من الإنزلاق نحو السلوكيات الخاطئة التي ستقضي على نجوميتهم بل وبعضها قد أطل برأسها .. ونتيجة لهذا التوقف الطويل وعدم عودة الحياة إلى الملاعب الرياضية أصبح اللاعبون عاطلين عن العمل وحالهم يصعب على الكافر .. صدقوا أولا تصدقوا أن عيني ذرفت بالدمع عندما شكا لي بعض نجوم أندية كبيرة ونجوم منتخبات وطنية سابقين عن ظروفهم المادية القاسية وأقسموا بالله أنهم لن يعودا إلى الملاعب مجدداً بعد اليوم .. إن استمرار صمت الأندية وعدم اكثراث الاتحاد لعودة الحياة إلى الملاعب ولو بشكل مصغر وبشكل تنشيطي خصوصاً في بعض المحافظات الجنوبية والشمالية التي أصبحت آمنة سيكون له عواقبه وخيمة لا سيما ومنتخباتنا الوطنية بفئاتها المختلفة مقبلة على خوض الإستحقاق الآسيوي الأهم و المُهم .. فما الذي يمنع اتحاد الكرة في البت بمصير الموسم الماضي و إعلان تدشين الموسم الكروي الجديد خصوصاً ووضعنا الأمني أفضل حالاً من سوريا ؟!