يقول الشيخ عبدالعزيز الثعالبي المورخ التونسي اثناء زيارتة لليمن عام 1924م عندما دعى إلى الوحدة آنذاك وحاول التقريب بين الأئمة من بيت حميد الدين وحكام الحجاز حيث ذكر في كتابه "الرحلة اليمنية" :" وبالرغم مماتمتاز به اليمن من موقع جغرافي مميزعلى طريق الملاحة وخصوبة اغلب اراضيه الزراعية وتنوعه الجغرافي إلّا أنّ الصناعات كانت تكاد تكون معدومة ان ذاك وذالك بسبب ممارسات الحكام من المتييز الطبقي ضد اصحاب الحرف وعزل الشعب اليمني عن اغلب شعوب المنطقة خوفا من التدخل بشئون اليمن" تتعدد أسباب استمرار اليمن السعيد في نفس الظروف السابقة ولكن بوجع تختلف درجاته من حقبة إلى أخرى , لم يكن اليمن سعيدا انذاك حين زارة العلّامة الثعالبي واستمرّت الحالة حتى اليوم باختلاف عرّابيّ الأسى ,اليمن هو ذلك البلد الذي لايمتلك شعبه السعادة ولايكاد يراها الا في تسمية بلاده التاريخية ب"اليمن السعيد" . لن أتحدث عن الصراع السياسي او الممارسات السابقة للأنظمة المتعاقبة التي حكمت اليمن و التي لوكانت رشيدة او عملت لمصلحة الوطن لما وصلنا الى ما وصلنا اليه اليوم, الآن وأنا اكتب هذه الخاطرة تمر اليمن الحبيبية بظروف بالغة الصعوبة والتعقيد , ولعلّها الاكثر سوءا في تاريخنا الحديث على كافّة الأصعدة من حيث القتل والتشريد وحجم الاضرار المادية والاقتصادية "تحديداً" وهو ماسوف اتطرق الية بمقالي هذا: أدّت الحرب الاهلية الدائرة الان في البلد الى توقف جميع الاستثمارات الاجنبية والشركات المحلية وشركات النفط والشحن والبنى التحتية , بلا استثناء, توقفت جميع اعمال التنمية الحكومية والخاصّة , ودمّرت اغلب البنى التحتية من مطارات وموانئ بحرية وشبكات طرقات, وعلى الرغم من بساطتها الا انها كانت تلبي الحد الادنى من تلبييّة حاجيّات الناس , نتج عن كل ماسبق, خروج رأس المال الاجنبي والوطني على حد سواء ولا ادري بعد ان تضع الحرب اوزارها ونتجاوز وجع الاحداث وندرك حجم الكارثة وما خلفته هذه الحرب من اضرار على المستوى الاقتصادي وماخلفته من شرخ اجتماعي فالإحصاءات تقول بأنّ وارقام البطالة تضاعفت وبلغت بحسب تقارير الاممالمتحدة مستوى ال60 بالمائة وهو رقم جنوني لا قبل لأحد بتخفيضه , أما أعداد القتلى واليتاميى والأرامل من كل أطراف الحرب سوف ينتج عن ذلك كم لا نهائي من المشاكل والأزمات في المستقبل ناهيك عن فقدان المواطن ثقته ببلده . ترى بأي وجه سوف تقابلنا النخبة السياسية من كل الاطراف وهم جزء أساسي من المشكلة ان لم يكونوا هم المشكلة ذاتها ووحدهم صانعيها , لكن العتب واللوم يبقى على الشعب الذي أعطى وسلم رقبته لنخبة فاسدة مفسدة أودت بالبلد المهالك . انا, كاتب المقال , هنا في ماليزيا من موقعي كرئيس جالية التقي كل يوم شخصيات جديدة من اصحاب رؤوس الاموال الهاربة من جحيم الحرب , بعضهم لم اكن اسمع اسمه إلّا على التلفاز اثناء الاعلانات التجارية التي تبثّها القنوات اليمنيّة . وأنالن اخوض كثيرا في اسباب المشكلة لانها قدو قعت وخرّبت بلادنا كنتيجة لصراع الثيران المتجهمّة وحتى التنقيب عن اسبابها اصبحت معضلة بحد اذاتها اختلف فيها المجتمع ولكنّي أقول لكل ابناء الجالية اليمنية في ماليزيا و الجاليات اليمنية في بقية الدول وخاصة تلك التي شهدت نزوح كبير ولعل ماليزيا احد اهم واكبر الدول التي شهدت نزوحا ً إليها ان علينا ان نكون عوناً لابناء جلدتنا وأن نكون على قدر من الوعي والمسئولية بحيث نعمل كل مابوسعنا وبما نمتلكه من خبرة عن الدول الذي نقيم فيها وما نمتلكه من علاقات من شأنها ان تؤسس جاليات ناجحة تعتمد على العمل والانتاج وبحيث تعزز نجاحاتها وتوفر لرأس المال المهاجر بيئة مناسبة تمكنه من مواصلت قصص النجاح, والمضي قدما نحو توفير فرص عمل لأصحاب الأعمال والكوادر المهاجرة لتعود الى الوطن في القريب العاجل اكثر نضجا وقوة, لكي نسهم في اعادة بناء ما خلفته الحروب ونضمد جراحاتنا بأنفسنا ومما لاشك فيه ولا ريب بأننا كلنا تواقون لإعادة بناء الدولة لن ننتظر الساسة لانّ لاحد منهم يحدث نفسة ماذا عن مرحلة مابعد هذه الحرب!! كما نهيب بجميع اصحاب الاموال المهاجرة عدم الاستعجال في البدء بأعمال الابعد التحري والرجوع لاصحاب الخبرة والقدرة والاستعانة بالسفارة والجالية, ففي ماليزيا نعمل بالتعاون مع السفارة على تقديم ماهو ممكن وبدون اي مقابل حيث بدأت تتبلور فكرة انشاء كيان لرجال الاعمال يقدم لهم العون والمشورة ويمثلهم على كل المستويات فنحن في قيادة الجالية مشغولون بمشاكل يومية تكرر نفسها مثل تجديد الاقامات وقضايا امنية وبعض خلافات ابناء الجالية فيما بينهم, وخلافاتهم مع اطراف اخرى كما نعيش تحديات امنية كبيرة بسبب مشاكل الإرهاب, هذه التهمه المقيته التي اصبحت تطلق على كل عربي , غير اننا وللاسف الشديد اصبح لدينا عدد من القضايا غير المشرفه والذي لم تكن مألوفه على جالياتنا حيث اصبح لدينا حدد 20 حالة اتجار وتعاطي مخدرات بحسب احصائية السفارة اليمنيةبماليزيا. كيف لسفارتنا ان تطلب لنا مزيد من التسهيلات ولدينا عدد لايستهان به من هذه القضايا غير الأخلاقية , خاصه في دوله مثل ماليزيا تعتمد على المعلوماتيه في قراراتها ومأسوف أن يكون لمثل هذه الممارسات من انعكاسات سلبية على جميع ابناء الجالية ناهيك عن ان جيلنا من المهاجرين الاوائل هم من نشروا الدين في اغلب مدن ارخبيل الملايو ومنهم من كانوا ملوكا في هذا البلد ووزراء وشخصيات لها اعتبارها الديني والاجتماعي والسياسي وعلية فاننا نهيب بالجميع احتضان المهاجرين الجدد والإشارة عليهم وخدمتهم بالممكن لإستمرار العطاء وقصص النجاح القديمة . وفقكم الله لكل خير * رئيس الجالية اليمنية بماليزيا