أن مجتمعنا اليمني، يتحدَّث عن الإيجابيّات، فكأنّما نحن ملائكة، في حين أنّه كما علينا أن نتحدَّث عن الإيجابيّات لنستزيد منها، فعلينا في المقابل أن نتحدَّث عن السَّلبيّات لنتخفّف منها، لأنّك عندما تقدِّس سلبيَّاتك، بحيث تتحوَّل أخطاء مجتمعك وقياداتك وتجمّعاتك إلى مقدَّسات، فإنّ معنى ذلك أنّك سرت في خطِّ الانهيار، فعندما يكون الخطأ مقدَّساً، فكيف يمكن أن تسير إلى الصّواب؟ وعندما يكون الانحراف مقدَّساً، فكيف يمكن أن تسير في خطّ الاستقامة,ونحن نعيش في مجتمعنا، الكثير من الكذب الذي يبدّل صورة الواقع، ويغيّر الحقيقة، ويصوّر الباطل بصورة الحقّ، والحقّ بصورة الباطل، فيضيع الناس بين هذا وذاك,الا ان مايجدث في اليمن ليس له مثيل من الرشوة والوساطة والمحاصصه وتعطيل التنمية , كانت الحرب على اليمن لها أسباب عدة والكل يعرفها ولكن الملفت للنظر مايحدث ايضاً في اليمن وهو بقاء الحال على ماهو عليه في الفساد الإداري ,أريد أن أتحدَّث عن ظاهرة، هي أنَّ الكثير من أبناء اليمن يتربّى عليها, فهناك من المسوؤلين من لازالوا على نفس الدرجة الوظيفية هم واقاربهم , ففي مؤتمر الكويت يجتمع الإنقلابي مع المرتزق مع الفاسد المخضرم على أشلاء البلد المخضب بالدم ليحكموا لا ليحاكموا , بينما الشعب يقف موقف المتفرج وكانه راضي عما يحدث ,وقد اكد ذلك الحشد الشعبي في ميدان السبعين 26/ مارس 2016م من تأييد لمن يحكم اليمن فنحن مولعون بالبهتان، ولهذا ضاعت الحقيقة فيما بيننا؛ مولعون بأن نقلب الحقائق، وأن نحكم بدون علم، ونعطي الانطباع بدون علم، وهذه هي الصّورة السّائدة الآن في اليمن,أنّ مشكلتنا أحياناً ليست في أن نحمي المجتمع من أعداء الإسلام، ولكن أن نحمي المجتمع من أصدقاء الإسلام وأتباعه الّذين يعيشون الكفر في أخلاقهم، وإن عاشوا الإيمان في عباداتهم ,إنَّ مشكلة المجتمع اليمني، أنه يصلِّي ويأتي بالفروض والنَّوافل، بشرط أن لا يكون واعياً لإيحاءات العبادة الأخلاقيَّة، أي بشرط أن لا تقترب العبادة من تقاليده وأوضاعه الاجتماعيَّة السلبيّة وعصبيّاته، وتلك عبادة بدون روح. نحن نحتاج إلى عبادة أخلاقيّة واجتماعيّة وسياسيّة وأمنيّة، وفكر يعبد الله بالحقيقة، وحركة تعبد الله بالسَّير في الخطِّ المستقيم ونبذ الفساد والمفسدين الذين هم سبب وباء اليمن، لأنَّ العبادة في الإسلام ليست الصَّلاة أو الصّوم فقط، ولكن هي أن تخضع لله في كلِّ ما يحبّه، بأن تفعله، وأن تخضع له في كلّ ما يبغضه، بأن تتركه،فمسؤلية هذا المجتمع واضحة وضوح الشمس فانتم اهل الحكمة ,فحلم الشعب بالتخلص من الفساد و المفسدين لن يصير ذكرى, ولن يموت ,بل تحمله الأجيال جيلا بعد جيل ,حلماً مؤجلاً وديناً مستحقاً حتمى السداد ولو بعد ألف جيل . محامية ومستشارة قانونية [email protected]. لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet