إنّ العقل هو حجة الله على عباده، وهو الحجة بين العبد والله سبحانه وتعالى ونحن نقرأ في بعض الأحاديث المأثورة: "إن الله لما خلق العقل قال له أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، ثم قال: وعزّتي وجلالي، ما خلقت خلقاً أحسن منك، إياك آمر وإياك أنهى، وإياك أثيب وإياك أعاقب". ولذلك، ورد أن الله يثيب الإنسان على قدر عقله، ويعاقبه على قدر عقله، لأن العقل هو الذي يطلق الإنسان في كل ما يتحرك فيه وفي كل ما يعمله، وهو القاعدة التي يمكن أن يرتكز عليها في كل ما يقرأ ويسمع. ، لتصنع مجتمعاً يرتكز على العقل كقاعدة للتفكير، وعلى العلم كقاعدة للانفتاح على الإنسان كله والكون كله، حتى ينطلق ليصعد إلى السماء، ولينفتح على الله في إطار ما يملكه من وسائل وما إلى ذلك، وقد جاء في القرآن الكريم: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}[2]، فالعلم هو القيمة الإنسانية، لأنّه هو الذي يعطي الإنسان معنى إنسانيته المنفتحة على مسؤوليته في الحياة كلها. وعندما أكد الله سبحانه أهمية العلم، أراد للأمة أن لا تقف عند مستوى معين منه، بل أن تظلّ في حال ارتقاء وصعود حتى تستوعب أن الإسلام انطلق من أجل أن يعطي الإنسان حضارته، ولا حضارة بدون العقل أو العلم. أراد الإسلام من خلال الخط الذي خطّه الرسول(ص)، من خلال كتاب الله وسنته، أن نصنع الحضارة، وأن ننفتح عليها، وأن نأخذ بأسبابها. والحضارة ليست انعزالاً، بل هي تفاعل مع الحضارات الأخرى. نحن لا نريد أن نأخذ من الآخرين ما يبتعد بنا عن قيمنا وعن قواعدنا الحضارية، ولكن لا بد من أن ننطلق في حوار في ما بيننا وحوار الحضارات، وأن ندرس ما عند الآخرين وما عندنا، لنكتشف ما نلتقي عليه ولنضع أسس للتعايش والقيم الانسانية , دون أن نسقط أمام حضارة الآخرين أو أن ننبهر بها، بل أن نفكر فيها ونناقشها وندخل في الحوار مع الآخرين، لأن الله أرادنا أن نفتح أبواب الحوار على مستوى العالم كله، ولا مقدسات في الحوار، فالله حاور الملائكة وحاور إبليس، والقرآن حاور المشركين وأهل الكتاب والمنافقين، وأراد أن تنطلق علاقة المسلمين مع الآخرين بالجدال بالتي هي أحسن، والبحث عن مواقع اللقاء معهم، لننطلق بعد ذلك إلى البحث في مواقع الخلاف, فاين عقولنا لا حوار وإباحية في التكفير والقتل والرجوع الى الخلف في كل شى العالم ينعم بكل شى ونحن لا ننعم بأبسط لأشياء. محامية ومستشارة قانونية [email protected]