تشكيل الانقلابيين لمجلس سياسي أعلى سيؤثر سلبا ع مستقبل التفاوض وسينسف جهود التفاوض ويعيد اطلاقها من جديد بتحديد دقيق لمستوى اللاعبين ومسؤولياتهم ( اعني في فريق صالح والحوثي ) اتفاق صالح والحوثي اليوم ياتي بعد ان استكمل الحوثيين حوثنة اجهزة الدولة السيادية وكرسوا وجودهم خاصة في أجهزت الاستخبارات بفروعها المختلفة وجود اللجنة الثورية لم يعد لازما بل وأصبحت عبئا لانها لن تقدم سوى الاخفاق للمواطنين بل وساهمت في زيادة معاناتهم يحاول الحوثيون تقاسم اعباء الفشل في ادارة موسسات الدولة البالية وتقاسم نتائج هذه الحرب كما يعني ايضا فشل حوثي ذريع في إقصاء تيار صالح بعد الفشل الواضح في امتلاك القدرة ع ادارة دولة والعمل وفق عقلية ادارة دولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى لا يريد الحوثيون تحمل مسؤولية الموافقة على اي اتفاق سياسي مع الشرعية حتى لا ينكشفوا امام أنصارهم ويتكشف زيف شعاراتهم كذالك لا يوجد ما يكشف في البيان عن وجود مشروع سياسي جاهز لطرفي الاتفاق للبدء بتنفيذه فقط الاتفاق ع تشكيل المجلس وكأنه بمثابة اخراج سينمائي رفيع لأعلان موت اللجنة الثورية الحوثية الفاشلة وإعلانها الدستوري. لازال من الصعب التنبؤ بقدرة التيارين ع التوافق ع ادارة دولة ووجود بند ينص على دورية رئاسة المجلس دليل على عمق الأزمة ومؤشر على ضحالة الفكر وانعدام الروية بل ومؤشر على حال من الشكوك المتبادلة بين الفريقين اذ كان يكفي النص على ان القرارات تتخذ باجماع التيارين بدلا من ذلك النموذج لاعلى مجلس سياسي يفترض ان يمارس مهام رئيس جمهورية وحكومة ايضا. فحتى الشركات ولا الاحزاب ولا المنتديات لا تدار بهذه الطريقة. توقيت اعلان هذا المجلس مع تازم مفاوضات الكويت وانقضاء مهلتها الزمنية قد يعكس امران الاول: ان الحوثي وصالح يهددان بالمضي منفردين في إجراءات احادية لإدارة ما تحت أيديهم من جغرافيا وتكريس واقع والثاني : ربما الاستعداد لتوقيع صفقة حل شاملة ( وهذا اضعف الاحتمالين في ظني على الاقل في هذه اللحظة ) الاخطر في هذا الإعلان ان يكون مقدمة لإعادة تشطير اليمن خاصة اذا وجد اعترافا من قبل بعض الدول. كما انه يربك شرعية هادي وحكومته في ظل وجود سلطة في عدن وغيرها من المحافظات الشرقية هي اقرب للاتفاق مع مشروع الحوثيين من الولاء لشرعية هادي. قيمة هذا الاتفاق ان نفذ وبدء شريانه على المستوى الإقليمي غير واضحة حتى اللحظة وهل سيغير من معادلة الحرب الدائرة. داخليا باستثناء اعادة فريق صالح الى واجهة المسؤلية السياسية والإدارية لن يكون هناك جديد فعلينا ان ننظر الى نتائج واثار تشكيل هذا المجلس بين الحوثيين وصالح من منظور الملفات المهمة والحيوية والساخنة واهمها ملف الحرب : ما الذي سيقدمه هذا المجلس لإنهاء هذه الحرب وهل لديه القدرة اما الوصول الى اتفاق مع الشرعية والتحالف او قدرة على حسم عسكري واضح ان فرص التوصل الى اتفاق تبدو ضيئلة كما ان الحسم العسكري غير متاح لهم. وبعد هذا الملف تاتي الملفات الاخرى والمرتبطة به وأبرزها الوضع الأمني الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ومعالجة تدعيات الحرب وكيفية اعادة بناء الوفاق الوطني وترميم النسيج الاجتماعي وكلها ملفات سيعجز هذا المجلس عن ادارتها او امتلاك روية للتعامل معها. لذلك لا اجد فيه جديدا يعول عليه ولا يعني لي سوى ان الحوثي أذعن اخيراً لمطالب صالح لكن بعد ان جرف ما كان موجودا من موسسات الدولة وزرع اتباعه في مؤسساتها المدنية والعسكرية لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet