11فبراير ..انتجت الثورة اربع قوى رئيسية وهي الشباب الذين فجروا واشعلوا الثورة،والثانية قوى اللقاء المشترك او ما اصطلح تسميتها بقوى التغيير،الثالثة قوى الدولة العميقة القادمة من داخل النظام الذي قامت عليه الثورة،والرابعة قوى الحراك الجنوبي التي شاركت في مؤتمر الحوار واستقرت فيما بعد داخل منظومة الشرعية. القوة الاولى وهي الشباب ماتزال مقصية ،وخارج اطار السلطة ،وهي التعبير الحقيقي عن هم، وتطلعات الشارع،والقوى الثلاث الاخرى تحالفت وتوزعت المواقع داخل السلطة الجديدة التي سيطر رموز الدولة العميقة على اعلى المناصب فيها. القوى الاربع متحالفة في معركة واحدة ضد الانقلابين، الذين انقلبوا على الشرعية اليمنية، وعلى الشعب اليمني، لكن القوى الثلاث المكونة لسلطة الشرعية، فيما يبدو انها متحالفة ضد الشباب الذين فجروا الثورات، في الجنوب، والشمال، ورسموا مسار الدولة الاتحادية..متحالفة ضد تطلعاتهم في التغيير الحقيقي، الذي يلامس هموم ومعاناة الناس اليومية، وربما المستقبلية. بصورة اوضح تبدو سلطة الشرعية متمسكة بمشروع شباب الثورة المتمثل في مخرجات الحوار الوطني، والدولة الاتحادية، لكنها لم تحدث اي تغيير في الواقع منذ تكونت هذه السلطة قبل نحو خمس سنوات، بل انها في انصع مظاهرها تعيد انتاج ممارسات النظام القديم، الذي ثار الناس عليه، من خلال افتعال الازمات، او ادارة البلاد بالازمات، وعدم اجراء تغييرات حقيقية تعيد الاعتبار لوظيفة الدولة، في الوقت الذي تكرس الفساد، وضعف الاداء، والمحسوبية، وهذا يتصادم مع تطلعات الثورة، والتغيير، وتضحيات الجماهير. ومن نتائج المقاومة التي جاءت امتدادا للثورة انها اضافت قوة جديدة لتحالف السلطة الشرعية، متمثلة في الحراك السلمي، تيار الاستقلال والتحرير، الذي اصبح ضمن منظومة الشرعية اليمنية، واسندت له مهام ادارية في عدد من المحافظات المحررة، والمؤسسات. تمتلك القوى المكونة للسلطة الشرعية، السلطة، والمال، والتاثير، لكنها كما يبدو لا تمتلك ارادة التغيير ..فيما لا يمتلك شباب الثورة، والمقاومة، والحراك، شيئا ولديهم ارادة للتغيير..ومن هنا يمكن التساؤل: هل تخلت قوى الثورة، والحراك، والتغيير، داخل السلطة الشرعية، عن التغيير، ام انها تخوض صراعا مع قوى الدولة العميقة، والمعيقة، من اجل التغيير، داخل منظومة الشرعية، ام ان كل هذه القوى مجتمعة، تحالفت بدافع المصلحة، واتفقت على تعطيل التغيير ،وبالتالي قد تجد نفسها في صراع مع الشباب اصحاب مشروع الثورة، والتغيير، الذين اضعفتهم للاسف و فرقتهم الاستقطابات، واعاقتهم المؤامرات، وحان الوقت كي يلملموا صفوفهم، للانتصار لمشروع ثورتهم العظيمة. والسؤال الاخير:بما ان الحراك السلمي هو ملهم الثورات في الوطن العربي، اليس من الواجب التحالف بين شباب الحراك، وثورة التغيير،لتشكيل قوة ضغط، للضغط على السلطة الشرعية في البدء بتغيير حقيقي في الاداء، وفي تحسين الاوضاع الخدمية، والمعيشية للناس، واصلاح منظومة الامن، والجيش،ابتداء من عدن،لانه عدم وجود قوة ضغط كبيرة على السلطة الشرعية، فلا اعتقد انها ستعمل شيء يخدم المواطن صاحب المصلحة العليا في التغيير، وستستمر في اداءها الضعيف، واللامسؤول، الذي قد يعقد الاوضاع بصورة اكبر، ويعيدنا الي مربع الصفر. اذن هل حان وقت ميلاد قوة جديدة، وتحالف جديد،ينقذ المناطق المحررة مما هي فيه؟ شرط ان يستمر تحالفنا جميعا، مع السلطة الشرعية، في معركتنا ضد الانقلاب. لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet