حالة من الزوبعة طغت على الفضاء العربي المشحون بالأزمات المستعصية عقب تصريحات المتحدث باسم الحكومة الألمانية ،شتيفن زايبرت، بشأن غياب العاهل السعودي عن قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في مدينة هامبورغ الألمانية خلال اليومي القادمين. وتناقش القمة تعزيز وحماية النمو الاقتصادي العالمي في حين يعانون قرابة 795 مليون شخص في العالم من سوء التغذية و اكثر من 60 مليون شخص نازح . حضور وزير المالية الجدعان عوضاً عن الملك وابنه ولي العهد ،صاحب رؤية 2030، فتح باب الكثير من التساؤلات والتكهنات خصوصاً أن دول عظمى وكبرى عالمية كأمريكا و روسيا والصين والبرازيل ستحضر برؤسائها ليجدوا أنفسهم يتعاملون مع موظف مالي لا صلاحيات لديه على اتخاذ القرارات. تفريط الملك وولي عهده في حضور قمة كهذه بالغة الاهمية ترى من خلالها المملكة مكانتها الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط والعالم ؛ يعود لعدة اسباب يمكن تفسيرها ما يلي: أولاً: تدهور الوضع الصحي للملك سلمان وهذا يمكن ربطه بغيابه مؤخراً عن المشهد السعودي وكان ظهوره الأخير خلال اداء صلاة العيد بمعية الرئيس اليمني ... ولكن هذا التفسير قد يراه البعض مناقضاً مع ترتيبات الجارية لإجازة الملك منتصف الشهر الجاري إلى مدينة طنجة، شمالي جمهورية المغرب. ثانياً: انشغال الملك بتطورات الأزمة الخليجية وتفاقمها و التلويح بعقوبات إضافية خصوصاً مع انتهاء مهلة العشرة أيام المقدمة من دول الحصار لقطر في ظل انسداد طرق التوصل للحل رغم رحلات الكويت المكوكية و دعوات الموقف الغربي والأوربي إلى سرعة إعادة ترتيب البيت الخليجي.. لنفترض أن هذا التفسير هو الأرجح و الذي بدى البعض بترويجية على منصات مواقع التواصل الاجتماعي إلا انه ليس سبباً لإلغاء المشاركة في القمة. ثالثاً: الاضطرابات السياسية الداخلية على خلفية قرار تجريد الرجل القوي في مواجهة الإرهاب ومهندس الأجهزة الأمنية ويحظى بقبول واحترام اقليمي ودولي الأمير محمد بن نايف من منصب ولي العهد و وزير الداخلية وتنصيب الملك سلمان المفاجئ لابنه محمد، وزير الدفاع، ولياً للعهد. القرار أو الأمر المتبوع بإجراءات صارمه أثار حراك داخلي في أوساط بعض اجنحة الاسرة الحاكمة وهذا ما جاء في صحيفتي "الغارديان" البريطانية و"نيويورك تايمز" الأمريكية ،أنه ممنوع عليه مغادرة قصره في مدينة جدة. رابعاً: وجود اسباب سياسية يُمهد من خلالها لإجراءات على هيئة قنبلة تحدث ارتجاجا في الوسط الإقليمي والدولي من بينها استكمال ترتيب نقل الحكم لولي العهد أو اتخاذ اجراءات بحق قائد الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله الشخصية التي لازالت تمثل تهديدا لسلطة بن سلمان.. وهذا ما برهنته تغريدة المغرد الإماراتي المزروعي امس الثلاثاء "وداعا يامتعب بن عبدالله". و يبلغ قوام الحرس الوطني أكثر من 150 الف شخص، مزودين بأسلحة ثقيلة ومتوسطة حديثة ومتطوره. حضر أو لم يحضر الملك فالضجيج وارد لا محاله سواء على صعيد استكمال ترتيب مؤسسات الحكم في المملكة أو على مستوى قمة العشرين التي فيها سيكون أول لقاء مباشر بين زعيمين مشاكسين، ساديين (ترامب و بوتين) فلن تخلو منها الخلافات نتيجة المصالح المتضاربة و تعدد الهياكل السياسية والاقتصادية فيها. .... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet