من كتابي الكون الغامض المتوسع قيل ابدأ بنفسك، وسأبدأ بتوثيق نظريتي التي اسميتها (الانزياح الديناميكي بين سرعة الفوتون وطاقته). ولكي افعل ذلك لابد ان اتحدث اولا. عن النسبية الخاصة لأينشتاين ثم عن قانون هابل. النسبية الخاصة والنسبية العامة في ديسمبر 1916 اصدر البرت آينشتاين كتابه (النسبية، النظرية الخاصة والعامة)، وفي الجزء الاول من الكتاب ارتكب هرطقتين جسيمتين. ففي معرض لهفته على اثبات ان سرعة الضوء سرعة حدية لا يمكن تجاوزها ورغبته في ازاحة اي اعتراض على اطروحته هذه، قرر بفرمان منه الغاء نظرية تركيب السرعات او جمع السرعات المستعملة في الميكانيكا الكلاسيكية، لأنها تقدم اعتراضا وجيها على نظريته في حدية سرعة الضوء، وابسط مثل لهذا الاعتراض هو اننا لو افترضنا طائرة ضوؤها الامامي مشتعل (كانوا يفترضون قطارا في ذلك الزمن لأنه لم تكن هناك طائرات) فان نظرية جمع السرعات تجزم بان سرعة الضوء المنطلق من مقدمة الطائرة في اتجاه حركتها سيساوي سرعة الطائرة + سرعة الضوء. اما لوكان الضوء منطلقا من مصباح خلفي للطائرة وفي عكس اتجاه حركتها فان سرعة الضوء المنطلق من خلفيتها سيساوي سرعة الضوء – سرعة الطائرة. فكتب يقول: "سنرى ان هذه النظرية وتسمى في الميكانيكا الكلاسيكية نظرية تركيب السرعات لا يمكن الاحتفاظ بها" ص 20. واضاف قائلا: "ان سرعة انتقال الضوء لا تتأثر بحركة المصدر الذي يصدر منه والزعم، القائل بأن سرعة انتشار الضوء تعتمد على اتجاهه (في الفضاء) زعم في حد ذاته غير محتمل" ص 21. لقد ادى الغاء نظرية تركيب السرعات الى هرطقة اكبر وهي مخالفة قانون حفظ الطاقة. وينص قانون حفظ الطاقة أو بقاء الطاقة' أو انحفاظ الطاقة في الفيزياء على أنه في أي نظام معزول ، الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم ولكن يمكن تحويلها من صورة لأخرى. يمكن تحويل الطاقة من صورة إلى أخرى مثل طاقة الحركة يمكن أن تتحول إلى طاقة حرارية ، ولكن ليس ممكنا في نظام مغلق معزول أن تخلق طاقة من نفسها أو تفنى. ونقول أن الطاقة تتبع قوانين الانحفاظ. نعرف صورا عديدة للطاقة : طاقة حركة ، طاقة حرارية ، طاقة كهربائية ، طاقة ميكانيكية ، طاقة إشعاعية وغيرها ، ويمكن تحولها من صورة إلى أخرى . ولكن تبقى الطاقة ولا تفنى . ويتضح من هذا ان اينشتاين خالف قانون حفظ الطاقة عندما الغى مبدأ تركيب السرعات حيث يطرح السؤال نفسه: اين ذهبت طاقة حركة الطائرة بالنسبة للضوء المنطلق منها كما في المثال الذي اوردناه اعلاه؟ حتى الآن لا توجد في الفيزيا اجابة على هذا السؤال ولكن نظريتي ((الانزياح الديناميكي بين سرعة الفوتون وطاقته) تقدم اجابة بسيطة وانيقة وواضحة على هذا السؤال وهي: ان سرعة مصدر الفوتون في اتجاه انتشاره او عكسها تظهر على شكل زيادة او نقص في طاقة الفوتون.
ان لهذه النظرية مضامين كثيرة وواسعة وسيكون لها تأثير كبير على الفيزياء الكونية كما نعرفها اليوم قانون هابل وتمدد الكون أظهرت عمليات رصد أبعاد المجرات والنجوم الزائفة أن الانزياح الأحمر للضوء المنبعث من تلك الأجسام له أطوال موجية أكبر. ويمكن ملاحظة ذلك بدراسة طيف تردد هذا الجسم ومطابقته بنموذج مطيافية خطوط الانبعاث أو خطوط الامتصاص المصاحبة لذرات العناصر الكيميائية التي تتفاعل مع هذا الضوء. هذه الانزياحات الحمراء متجانسة الخواص، وموزعة بالتساوي بين الأجسام المرصودة في كل الاتجاهات. وإذا تم تصنيف الانزياح الأحمر على أنه انزياح دوبلر، فبالإمكان حساب سرعة ابتعاد هذا الجسم. بعض المجرات يمكن تقدير بعدها من خلال سلم المسافات الكونية. وعند رسم سرعات ابتعادها إلى مسافاتها، ستنتج علاقة خطية تُعرف باسم قانون هابل: v = H0D حيث • v هي سرعة ابتعاد مجرة أو أي جسم بعيد. • D هي المسافة إلى الجسم • H0 هو ثابت هابل، الذي قدّره مسبار ويلكنسون ب 70.4 +1.3−1.4 كيلومتر/ثانية/فرسخ فلكي.[24] هناك تفسيران محتملان لقانون هابل. الأول أننا في مركز انفجار المجرات، وهو أمر لا يمكن تأكيده وفقًا لمبدأ كوبرنيكوس، والثاني أن الكون يتمدد في كل إتجاه. نظرية تمدد الكون استُنتجت من خلال نظرية النسبية العامة عن طريق ألكسندر فريدمان سنة 1922 م،[37] وجورج لوميتر سنة 1927 م، أي قبل أن يقوم هابل بأرصاده وتحليلاته سنة 1929 م، التي أصبحت حجر الزاوية في نظرية الانفجار العظيم، ونتج عنها وضع إحداثيات روبرتسون- ووكر. تفترض تلك النظرية أن العلاقة v = HD ثابتة في جميع الأوقات، حيث D هي المسافة، v هي سرعة الابتعاد، وأن v وH وD تتغير نظرًا لتمدد الكون (وبالتالي تُكتب H0 للدلالة على ثابت هابل المعاصر). وبالنسبة للمسافات الأصغر في حيز الكون المرصود، يمكن اعتبار انزياح هابل الأحمر على أنه انزياح دوبلر المصاحب لسرعة الابتعاد v. ومع ذلك، فإن الانزياح الأحمر ليس انزياح دوبلر حقيقي، وإنما هو الناتج عن تمدد الكون في الوقت الذي انبعث فيه الضوء إلى الوقت الذي تم اكتشافه فيه. هابل وظاهرة دوبلر اعتبر انزياح هابل الأحمر على أنه انزياح دوبلر المصاحب لسرعة الابتعاد v. وظاهرة دوبلر وضعها دوبلر في الاصل لتفسير تناقص حدة الصوت مع ابتعاد السامع عن مصدر الصوت، وذلك لان الموجات الصوتية المتضاغطة عندما يكون مصدرها مقتربا من السامع يقل انضغاطها وتتمدد كما يحدث لزمبرك يتم شده وذلك كلما ابتعد مصدر الصوت عن السامع فتتضاءل شدة الصوت. ولذلك اعتبر هابل ان ذلك هو ما يحدث للموجات الضوئية ايضا. ومع أن استنتاجه لعلا قة اتجاه الاراحة في حطوط الطيف باقتراب او ابتعاد المصدر كان صحيحا الا ان تفسيره العلمي للظاهرة بانها ظاهرة دوبلر كان خاطئا، وهو حطأ لا يزال مستمرا في الاوساط العلمية حتى اليوم وهو ما أنا بصدد تصحيحه هنا: ان فوتون الضوء الذي ينطلق من مصدر بتحرك في اتجاه انتشار الفوتون ستزداد طاقته اي سيزداد تردده ويصغر طوله الموجي فاذا استقبله مستقبل فيسجل ازاحة زرقاء في طيفه والعكس بالعكس. انتهى ..... لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet