منذ عهد آخر ملك معيني، وإلى اليوم؛ لم تعرف الجوف أي وجود حقيقي للدولة، أو ما يتجسد عليها من مشاريع تنموية وخدمات إنسانية كالذي عرفته في عهد القيل المعيني الشيخ اللواء/أمين العكيمي بإنجازاته المختلفة وأولها ترسيخ تواجد الدولة بإيجاد وتحقيق الأمن والإستقرار في المحافظة وفرض هيبة الدولة في مناطق سيطرتها وتثبيت أسس النظام العام فيها بشكل ملموس يجعلك تشعر فعلا بأن هناك وجود حقيقي للدولة في المحافظة. ناهيك عن إنجاز حزمة من المشروعات التنموية والخدمية العملاقة يأتي على رأسها إنشاء كلية العلوم الإنسانية والتطبيقية عن جامعة سبأ الحكومية كأول صرح جامعي حكومي بالمحافظة، وكذلك إعادة تأهيل وتطوير مستشفى الجوف العام الحكومي بما يجعله يضاهي نظراؤه في كثير من المحافظات وقد كان أسوأها بلا منازع. وكذلك مشروع طريق الجوف-حضرموت الذي يجري فيه العمل على قدم وساق، إضافة إلى إنشاء إذاعة الجوف المحلية، وأنا أذكر تلك الإنجازات فقط من باب التمثيل وليس الحصر وإلا فإن هناك الكثير من المشروعات الكبيرة والمتوسطة التي جرى ويجري العمل فيها بشكل متسارع، ومنها المشروعات العملاقة التي أفصح المحافظ قبل يومين عن اعتزامه تنفيذها في قابل الأيام لتؤكد أن محافظة الجوف باتت فعلا على أبواب عهد جديد يرسمه أبنها البار الشيخ أمين العكيمي، عهد من البناء والإزدهار والتنمية. لكن من المهم أن يعرف الجميع أن كل ذلك قد تحقق في فترة وجيزة جدا، وفي ظروف الحرب والتحرير، ظروف غاية الصعوبة والتعقيد، وبجهود مباشرة من المحافظ، وفي ظل عدم وجود موارد نفطية ولا دعم حكومي ولا موازنة، ومع ذلك فقد تمكن من إنجاز كل تلك المشروعات التي لم تتحقق للمحافظة ولا حتى نصفها في الفترات السابقة رغم وجود الإستقرار والموازنات الضخمة والدعم الحكومي وفي ظروف مواتية وهذا دليل على حسن إدارة المحافظ العكيمي وحنكته وقدراته وإخلاصه ونزاهته رغم إنشغاله بالحرب وإرتباطه الكبير بالميدان في عملية تحرير ما تبقى من مناطق المحافظة تحت الإنقلابيين. فعلا أصبحت الجوف اليوم غير الجوف بالأمس، أصبح الأمن والأستقرار يسود المحافظة ووجود الدولة لم يعد حلما فقد أصبح اليوم ملموسا بصورة غير مسبوقة، ولم يعد حلما يراود أبناء الجوف، بل أنه يترسخ ويتقوى مع مرور كل يوم، في ظل نهضة متسارعة في جوانب التعليم والصحة والخدمات، وأنعكس ذلك من خلال التزايد الكبير في مشاريع الإستثمار في جوانب مختلفة وإزدهار الأعمال التجارية وأعمال البناء والعمران التي تسير اليوم في المحافظة بشكل كبير جدا، حيث لا تنظر في أي مكان في عاصمة المحافظة إلا وترى هناك منزلا يبنى أو مشروعا ينجز أو محلا يعمر، وهذا أمر عظيم جدا، ويبعث على التفاؤل والسرور. اليوم أمام المستثمرين ورؤؤس الأموال ورجال الأعمال فرصة ذهبية للإستثمار في هذه المحافظة التي باتت فعلا على أبواب حقبة ذهبية وينتظرها مستقبل زاهر حيث تعد الجوف الآن أرضية خصبة للإستثمار في شتى المجالات خصوصا مع التسهيلات التي أعلن محافظ المحافظة اللواء العكيمي أنها ستقدم لمن يرغب في الإستثمار في المحافظة. ومن هنا يتوجب على الجميع، واخص الشرعية والحكومة أﻻ تترك محافظ الجوف والسلطة المحلية لوحدهم في معركتهم تلك التي يخوضونها اليوم ببسالة وعزيمة تقهر الجبال لتغيير واقع المحافظة الذي ظل بائسا لفترات طويلة وهاهو اليوم يتحسن ويتعافى، ليعطي صورة أفضل ونموذج أجمل عن واقع المحافظات المحررة؛ فينبغي على الشرعية أن تدعم وتساند المحافظ والسلطة المحلية في ذلك، ويكفي الجوف ما تعرضت له من تهميش وتجاهل الحكومات خلال الفترات الماضية. كذلك أبناء المحافظة بمختلف مكوناتهم السياسية والإجتماعية والحزبية ومنظمات المجتمع المدني وكل المعنيين يجب على الجميع الوقوف صفا واحدا إلى جانب السلطة المحلية ومحافظ المحافظة من أجل بناء محافظتهم وإصلاح أوضاعها وتنميتها. .. لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet