هل سمعتم بهذا اللواء أو قيادته؟ بالطبع سيكونون قليل الذين سمعوا بهذا اللواء خصوصا من هم بعيدين عن الجبهات والأوساط الإعلامية ورواد مواقع التواصل الإجتماعي، وهذا نظرا للإجحاف الكبير من قبل وسائل الإعلام خصوصا الإعلام المحلي بحق هذا اللواء وبطولاته التي يسطرها بصمت بعيدا عن الأضواء، في جبهة هي حاليا من أكثر جبهات محافظة الجوف إشتعالا، جبهة برط - القعيف. هذا اللواء البطل، ومنذ تأسيسه قبل أشهر، وهو يخوض كل يوم تقريبا معركة عنيفة مع مليشيات الحوثي، إما بتحرير منطقة إستراتيجية أو موقع هام أو بالتصدي لهجوم عنيف للحوثيين لكن لو أتيت لتبحث في الإنترنت أو المواقع عن أخبار اللواء لما وجددت عنه سوى ثلاث أو أربع مواد اخبارية (متداولة) فقط، بينما لو كان الأمر يخص لواء آخر لوجددت عشرات المواد والتقارير حول صد هجوم قام به أفراده ولرأيت عدة تصريحات اعلامية لقيادته حول الخبر. قطيعة اعلامية منقطعة النظير بين هذا اللواء وقيادته وبين وسائل الإعلام هي السبب الذي قد يجعل في كلامي نوعا من الغرابة او المبالغة عن البعض ممن لا يعرفون عن الألوية وعن الأبطال إلا بقدرما يعرفون عنها في قنوات التفاز ومواقع الأخبار والصحف. قائد اللواء العميد هادي حمران الجعيدي الذي يتقدم كل هجومات اللواء وينطلق للتعزيز بنفسه في كل معركة، يكفي أن نعرف عنه أنه قد أصيب مرتين أو ثلاث لكن عندما أتيت ابحث في المواقع الاخبارية لم أجد لذلك أي خبر، ولو كان قائد آخر لرأيت عشرات الأخبار على إصابة هذا القائد البطل الذي أصيب وهو يتقدم الخطوط الأمامية ولرأيت تقارير عدة اتصالات وزيارات للإطمئنان على صحته. وفي الحقيقة المشكلة ليست في هضم وسائل الإعلام للواء ولبطولاته وتضحياته، بل أيضا في قيادة اللواء، التي تفضل العمل بصمت بعيدا عن دوائر الضوء وضجيج الإعلام، وتهربهم عن وسائل الإعلام، ولو أن هذا أمر يحسب لهم ألا أن "الشيء اذا زاد عن حده ينقلب ضده". هل تعرفون أن هذا اللواء لم يجيش له أي كتائب اعلامية ولا سرايا كاميرات كما يفعل البعض رغم حضوره العسكري وقوة المعارك التي يخوضها هناك بكل صمت، وليس لديهم أي جناح اعلامي غير نشرة دورية توزع داخل اللواء لرفع معنويات الافراد وتثقيفهم، هكذا يهتمون لما يزيد حماسهم وجهودهم ولا يبالوا بالإعلام الخارجي الذي يبرز بطولاتهم وتضحياتهم أمام الآخرين، بعكس كل الألوية والوحدات المعروفة، وما ذلك الا تواضعا وبساطة من قيادة اللواء المخلصة. ولكم اهتزت مشاعري إجلالا وإكبارا عندما قال لي أركان اللواء الأخ العقيد/حزم خرصان -عندما كنت أنتقد تجاهلهم للإعلام وعدم اهتمامهم به في اللواء- فقال لي: "هي لله" يا أستاذ علي.. الله أكبر كم أنتم كبارا وعظماء ومخلصون يا قيادة لواء الحسم وأفراده، نسأل الله لكم النصر والتمكين في مهمتكم النبيلة.