هكذا هي الحرب إلتهمت كل شي جميل في ربوع الوطن من شماله الي جنوبه ومن شرقه الي غربه وضلت الحرب تنخر جسمه الهزيل المُثقل والمنهك بالحروب العبثية التى شنها الإنقلابيين بحكم الحق الالهي ، متناسين تبعاتها وخطورة نتائجها القاسية على الوطن والمجتمع وبما تحدثه من إنقسامات إيدلوجيه. إذاً ضلت الحرب تحط رحالها بكل وحشيتها ومظالمها التدميريه الي كل المحافظات عبثاً وتكبراً وستعلاءً بثوب الإنتفاش المتعجرف على الوطن أرضاً وإنساناً. غير أبهين بتبعاتها في المستقبل على الصعيد الأجتماعي والأقتصادي والثقافي ، هانحن نتجرع مرارتها يوماً بعد يوم، الي أن وصلنا الي طريق لا يمكن العبور منه، طريق الفقر والجهل وتفشي الأمراض وغلا الأسعار وتدهور العمله المحلية الي أدنى مستوياتها منذٌ الإنقلاب، وإنتشار السوق السوداء، وإنعدام الرقابة المؤسساتيه، والخدمات المجتمعية كالمياه النقية الصالحة للشرب، والصحة والتعليم وغيرها من الخدمات الأساسية وإنتشار البطالة وإزدياد حالات النزوح والتهجير نتيجة الصراع الظالم، ومع هذا لا نجد اي تحركات من قبل الحكومة الشرعية وأصحاب الراي وصنع القرار، فكل المسؤلين عن هذا الشعب عبارة عن كومة فساد لايهمها معيشة المواطنين، ولا تحس بمعاناتهم نتيجة غياب ساستها عن أرض الوطن وعدم تلمس المواطنين وما يحتاجونه عن قرب ، ولا يعرفون حجم الماسي التي تتشدق بشعبهم المنهك إقتصادياً، إننا اليوم إمام كارثة المجاعة لا محالة والتى بدأت معالمها تتشكل على الواقع الاقتصادي لدى المواطنين عامه، فكل يوم يزداد غلا الأسعار بشكل جنوني، مع إرتفاع العمله المحلية امام العملات الاخرى الي ادراج قياسية، لا يمكن السكوت عنها، ومع كل هذه التغيرات الإقتصادية وأثارها على الإقتصاد المحلي وعلى السلع الإستهلاكية، إذ إننا لم نشاهد اي تحركات جادة، وفعليه على الأرض تخدم المواطن وتراعي مصالحة في ظل هذه الظروف الصعبة ، فإنعدم الحلول وغياب دور الدولة وسكوت المسؤولين ونشغالهم وراء مصالحهم الذاتية وعدم التحرك الجاد من أجل إيقاف تدهور العمله المحلية ، وكساد المؤسسات الخدمية عن العمل وعدم تفعيلها وغياب الموارد النفطية والزراعيه والصناعة. وكإننا إمام تدمير ممنهج للوطن لمحور الإرتكاز الإقتصادي والإجتماعي والثقافي ، تقوم بها أيادي عابثة وغرف مظلمة تخطط لها قوى الشر الداخلية والخارجية، وتنثر سمومها لتغتال حلم المواطن الباحث عن العيش والأمن وعن مقومات الحياة الكريمة، فها نحن اليوم امام أم الأزمات والمجاعة التي تعصف بالجميع دون إستثناء فصداها ومتاعبها وقسوتها سوف تلتهم كل شي. الي اين نحن نسير وكل الأمال متبخره في سماء مظلمة وأرض تشتعل بحرائق الحروب العبثية الجوفاء. وعاصفة إعادة الأمل لاتريد الأمل لهذا الشعب الملكوم ولا للحرب أن تنتهي، وتجار حروب يعزفون خبث أعمالهم الدنية لإرضاء أسيادهم. ومؤسسات واقفة عن العمل، إذاً لماذا لا يتم تشغيل الموانئ، وتصدير النفط وفتح حركة الملاحة الجوية، وتفعيل كل المؤسسات الحكومية لرفد الخزينة العامة بالعملة الاجنبية لوقف التضارب بالأسعار امام هذه الدرميكيه الإقتصادية الموميته . أم إن هناك حسابات هوجاء وتضارب المصالح المتبخره التى رسمها التحالف مع شركائة من خلف الستار. فكل شي على أرض الواقع لم يعد مخفياً بل اصبح مكشرفاً للجميع ولا يمكن إخفائه وطمس أثارة الكارثية نتيجة التجاوزات المغلوطة . كيف يتحمل المواطن غلا الأسعار وظروف الحياة القاسية فتجار الحروب المتعطشون للدماء وثروات الوطن لا يريدون توقف عاجلة ظلمهم، فالزمن لايعود الي الوراء ولا التاريخ يتوقف عن تسجيل الأحداث، ولا المواطن حينها يقف متفرجاًوما ينفع الندم حين تصحوا براكين العضب وتتحرك المياه الراكده بثوب المجاعة