الحديث عن مجلس النواب اليمني هو حديث عن اطول حقبة تاريخية نيابية امتدت منذ2006م إلى 2019م عاصر هذا المجلس ثلاث شخصيات بارزة الرئيس السابق صالح والرئيس الحالي عبدربه منصور وكلاهما رئيسين شرعيين أديا اليمين الدستورية تحت قبة البرلمان وأما الشخصية الثالثة فهو عبدالملك الحوثي وهو زعيم الجماعة الحوثية الإنقلابية والتي ليس لها ذكر في سجلات الدولة الرسمية كحزب او جماعة او طائفة أو حتى جمعية ويعيش زعيمها منزويا في كهف وهو بدوره تابعا لملالي طهران سياسيا وفكريا وعقديا ولايعترف بالجمهورية وتقتصر علاقته بمؤسساتها بأنه سخرها وطوعها له ولجماعته لتمرير فكره الإمامي ومعتقده السلالي واطماع حليفته إيران في المنطقة ولقد كان مجلس النواب ممثلا بِقُبته وممن تبقى من أعضائه ممن عجزوا من الهرب من بطش المليشيا الإنقلابية إحدى الوسائل المستهلكة والمُعطلة التي يستغلها الإنقلابيون لإثبات استحقاقهم في السيطرة والسطوة والإستبداد . مر مجلس النواب بمرحلتين الأولى : الأغلبية المريحة للمؤتمر الشعبي والتي تولت التحكم في معظم قراراته مستندة إلى نفوذ صالح في بقية السلطات ثانيا : مرحلة المبادرة الخليجية والتي عزلت دور مجلس النواب التشريعي والرقابي واقتصر دوره على انعقاد جلسات تنتظر الإذن من المبعوث الدولي جمال بنعمر لمايجب ومالا يجب واستمرت هذه الفترة حتى الإنقلاب الإمامي والذي حاول جاهدا مع حليفه صالح حينها جمع اعضاء مجلس النواب في الجلسة الشهيرة ( نواب السبت) والذين اغلبيتهم من حزب المؤتمر لإضفاء شرعية لتحالفهم وانقلابهم غير أن قليل من برلماني المؤتمر رفضوا الحضور رغم الإغراءآت لإدراكهم بإن مجلس النواب بعد الإنقلاب ماكان إلا مُشرعا لجريمة الإنقلاب ومُحللا للتحالف المشبوه والمشوه بين حزب سياسي عريق كالمؤتمر وجماعة لاتعترف بالجمهورية والديمقراطية ولابالعمل السياسي ولقد كان للبرلماني المؤتمري الشيخ المناضل / عبدالوهاب معوضة دور وطني و مُشرف حين كان أول الرافضين لحضور جلسة البرلمان الإنقلابية تلك فألقى بكل مغريات حزبه وزعيمه خلف ظهره وحمل بندقيته مع ابنائه وقبيلته وأحرار مديرية عتمة من كل المكونات ليدافع عن مديريته من زحف الإمامة وليدفع ضريبة باهضة لثباته على مبادئة الجمهورية . اختيار الشيخ عبدالوهاب معوضة رئيسا لمجلس النواب استحقاق لمن يستحق فهو جدير بالمسؤلية وأهلٌ لها فإضافة لمايتمتع به من صفات متميزه تؤهله لتلك المهمه فيكفيه شرفا أنه حمل راية الجمهورية ودافع عنها حين انبطح بقية البرلمانيين. من المؤتمر وغيره واصبحوا تابعين للمليشيا و( رغاليون) يَدُلون قطيع المليشيا على أبناء مناطقهم الأحرار وأرضهم وأعراضهم ومع هذا كله سواءً كان الشيخ معوضة عليه السلام هو رئيس المجلس أو حتى عمرو بن العاص رضي الله عنه فهناك العديد من التساؤلات نتمنى أن يجيب عنها البرلمان الذي تستعد لاستقباله مدينة سيؤن فعلا لاقولا : هل يستطيع مجلس النواب (المهاجر) نقل جلسته الثانية من سيؤن الى عدن والثالثة إلى تعز بكل حرية وسلالسة ودونما تودد لأحد؟ هل يستطيع استدعاء ومحاسبة مسئول في الشرعية ثبت اخلاله بمسئولياته ؟ هل يستطيع المجلس المهاجر والمتنقل مسائلة قيادة الشرعية عن صمتها في أغلب القضايا والتي منها قضية سقطرى والمهرة ومحاولة تحزيمها بأحزمة غير وطنية ؟ هل يستطيع هذا المجلس أن يصدر بيانا ينتقد فيها أخطاء التحالف المتكررة وتحكماته واشتراطاته المجحفة للحسم ؟ إن أي عضو برلماني سيركب مقطوره البرلمان المتحركة ولن يقدم دورا وطنيا مُشرفا ومسئولا أقله الصدع بكلمة الحق دونما خشية و خوف من نقصان عطاياه الملكية فشرفٌ لهذا العضو أن ينفض عنه غبار الغربة حتى لاتتراكم وتصبح مهانة وذلة ويلقيها خارج بلاده وليأتي إلى أي مكان من المساحة ال82% الذي تسيطر عليها الشرعية ويختر منها مايشاء لينضوي ويمضي في لواء استعادة الجمهورية ويتصدر صفوف المناضلين فتلك أعلى المراتب لنواب الشعب والذين مُنِحوا ثقة الجماهير وعُوِل عليهم حل قضاياهم وتحقيق مطالبهم وليس بعد إنهاء الإنقلاب اليوم من مطلب وقضية في واقع عُطلت فيه مؤسسات الجمهورية وتم التحكم في كل قراراتها وتعطيل معظم مؤسساتها .