قبل خمس سنوات تمرد الحوثيون وانقلبوا على الشرعية فقامت حرب شاملة بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية .. يومها قيل أن الحوثيين لا يشكلون أكثر من 5% فقط من سكان صعدة خرجوا من الكهوف لا يقدرون على مواجهة تحالف عربي جبار من عشر دول عربية بطائراتها وأساطيلها وجحافلها وأن النصر أكيد لصالح الشرعية قد يكون في أيام فقط واليوم نحن في العام الخامس من الحرب ولا ندري هل انتصرنا فيها أم اعتصرنا. الحرب في شمال اليمن وللعام الخامس لا تزال عالقة من تبه إلى تبه لا يُراد لها الحسم متقطعة هنا وهناك وتتوقف عند الحاجة وكلها كما يُقال بأوامر وتوجيهات ربما في إطار تكوين توازنات مدروسة يعود باليمن إلى قديم تاريخه فتلك هي سبأ وتلك هي آزال وتهامة والجند... في تناقضات حزبية ومذهبية وطائفية معقدة لتبقى في حروب مستمرة تحت عنوان (الانقلاب الحوثي والمرجعيات الثلاث) ليبقى قرار مجلس الأمن رقم 2216 ساري المفعول ويبقى التحالف العربي في اليمن مُبرر وقانوني ومشروع وبطلب من الرئيس الشرعي هادي حتى يكمل التحالف العربي بقيادة السعودية مهمته في تحرير يمن دموي ممزق و(بلا دولة) أطراف أراضيه مقضومة أطراف رجاله مبتورة وبطون أهله جائعة فقيرة حتى يُكفى شره. أما اليمن الجنوبي وبدعم من التحالف العربي فقد تم تحريره وبات في قبضة وهيمنة وسيطرة وإدارة (التحالف العربي والشرعية) وبات جديراً بالإعمار والبناء والتنمية وإعادة تأهيل الدولة بمؤسساتها وخدماتها كما وعدوا وتعَهدوا وما رأينا إلاَ أنهم وبضربة قاضية أجهزوا على ما تبقى من الدولة ومؤسساتها وخدماتها في انقلاب أخلاقي فريد اغرقوا به الجنوب وبالذات العاصمة عدن في فوضى (خلاقة) فاقت كل وصف وعلى كل المستويات فساد وافساد ونهب وتخريب وعدوانية ودموية وصراعات ولا من رادع. هلاك ساحق في الحقوق والأمن والخدمات أصابوا بها أهل عدن وفي أساسيات حياتهم غلاء ومعيشة وأزمات وأمراض وأوجاع وكهرباء وماء وهواء ملوث وكما لم يسبقهم بها من أحد لا الشيوعي المُلحد ولا المستعمر الكافر ولا السلطان الجائر. اليمن الجنوبي بثرواته وبحاره وخيراته هو اليوم محرر وفي قبضة وهيمنة وسيطرة وإدارة (التحالف العربي والشرعية) ولكنه صريعاً ً أشتاتاً و(بلا دولة) وهو اليوم أكثر من أي وقت مضى جدير بالكونفدرالية والاحتواء الشقيق. فهل انتصرنا أم اعتصرنا ؟