مع انقلاب الحوثي ذراع إيران في اليمن ضد الحكومة الشرعية، اضحى يهدد ليس فقط امن اليمن وانما امن المملكة والخليج والامن القومي العربي برمته. وجاءت عاصفة الحزم التي تعد صحوة في ضمير الانظمة العربية في محاربة مخالب إيران في المنطقة ووقف أدوات تمدد المشروع الصفوي الصهيوني في اليمن، ولقد مثلت إعادة الاعتبار لمعاني الاخوة وقيم العروبة والإسلام والدفاع عن الهوية العربية والمصالح المشتركة التي أضحت مستباحة من قبل أذرع إيران أداة الصهيونية في المنطقة، وتعد صحوة متأخرة لإعادة الاعتبار للحمة العربية والامن القومي العربي المجزأ والمهترئ والمخترق من قبل المشروع الصفوي الصهيوني سياسيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا. لم يكن الاستهداف من قبل الحوثي أداة الصهيونية في المنطقة لليمن للإنسان لثرواتها وتراثها وحضارتها وعروبتها ودينها الإسلامي، وانما أيضا استهدافا للمملكة لثرواتها النفطية وللأماكن المقدسة، ويمكن إيضاح دلائل ذلك كما يلي: -ان هدف المشروع الإيراني باستهداف اليمن هو بالأساس يستهدف ما هو استراتيجي يخدم الإمبراطورية الإيرانية والمصالح الامريكية والبريطانية والكيان الصهيوني، ويتمثل ذلك في نهب الثروات النفطية واستنزاف الفوائض النفطية للمملكة وتدويل الأماكن المقدسة واحتلال الممرات المائية. -كان ادخال الحوثي لليمن وفق مخطط امريكي يستهدف فتح بؤر للصراع في المنطقة بغية تنشيط بيع السلاح الأمريكي للمملكة وامتصاص فوائضها النفطية وتنشيط الاقتصاد الأمريكي. - إن ادخال الحوثي الى اليمن يعد هدفا أمريكيا لزرع الأقلية الشيعية للحوثية في جنوب المملكة على طريق تقسيم المملكة من جهة وابتزازها والدفع بها للتطبيع مع الصهيونية من جهة أخرى، وتهديد امنها الوطني. -لقد كان خطاب الشهيد صدام حسين لأمناء جريدتي المدينة والجزيرة بتاريخ10 /1/ 1988 ان استهداف العراق هو المقدمة لاستهداف مكةوالمدينة. ومن الدلائل على ذلك رفع الحوثي شعار الحج بالبنادق وتقرير جريدة (بني شفق) التركية ان إيران تريد الدخول الى مكة عبر الدبابات الحوثية. -استهداف الحوثي بالصواريخ والطائرات المسيرة لمنشآت المملكة الاستراتيجية، وكذا استهداف بوارجها النفطية في الممرات المائية دون غيرها، من الدول سواء اكانت الامارات المتحالفة مع المملكة او أعداء الشعار إسرائيل وامريكا. -تصريحات ترامب ان المملكة محمية امريكية ولن تستطيع ان تحمي نفسها من إيران أسبوعا واحدا (وهي-أي أمريكا-التي ادخلتها الى شمالها وشرقها وجنوبها). ودعوة مساعد وزير الخارجية الامريكي للشرق الأدنى ديفيد شنكر للحوار مع الحوثي. والغدر الاماراتي بذهاب الوفد العسكري الاماراتي للتصالح والتنسيق مع إيران. وفي ظل تلك التهديدات لأمن المملكة تفاجأنا ظهور الامارات وهي تقود التحالف العربي باتجاه ضرب الامن الوطني والامن القومي وامن المملكة، من خلال قصفها بالطيران للجيش الوطني اليمني في عدن وابين في 30 اغسطس ودعم انقلاب الانتقالي ضد الشرعية ليتسق مع اهداف انقلاب الحوثي ويخدم مشروع إيران في اليمن، وتفاجأنا ببيان مشترك للخارجية الاماراتية والسعودية الذي يكبل الشرعية في محاربة الكيانات الخارجة عن الشرعية والتي تحاربها والذي يتسق مع هدف دعم الوظيفة الحوثية لخدمة الصهيونية في المنطقة. حقيقة لم يكن سلوك الامارات مستغربا فهي من أدخلت الحوثي لليمن تحت غطاء محاربة حزب الإصلاح وهي من تنقلب على الشرعية وتحتل جنوب الوطن تحت شعارات أصبحت مكشوفة ومفضوحة. وهي من تحول دون تحقيق نصر محقق على الحوثي لان ذلك يمكن من عودة الدولة وعدم تحقيق اطماعها في المحافظاتالجنوبية، لكن المستغرب هو صمت سلوك السعودية عن سلوك الامارات في الانقلاب على عاصفة الحزم، المستغرب ان المملكة دولة كبيرة وقوية كيف تصبح تابعة لأولاد زائد تقوض الشرعية في محاربة الحوثي ومن ثم تهدد امنها الوطني والامن القومي. ان قصف الامارات للجيش الوطني هو ضرب للخط الوطني والامن الوطني والثوابت الوطنية ضرب لصمام امان استعادة الجمهورية والهوية العربية والإسلامية المسلوبة من قبل أذرع إيران في اليمن. وفي نفس الوقت ضرب الجيش الوطني الذي يعد صمام امان للدفاع عن امن الخليج الذي اضحى مهددا من قبل الهلال الشيعي الفارسي، ومن ثم فضرب الامارات للجيش الوطني هو ضرب لأمن المملكة والامن القومي الذي هو جزأ من الامن الوطني ولا ينفصل عنه.