كيف يمكن أن تنتهي الحياة على كوكب الأرض؟! يضع العلماء العديد من السيناريوهات المحتملة والمحزنة عن كيفية انتهاء الحياة على كوكب الأرض، الحياة البشرية على أقلّ تقدير. وفي حال كنت تستبعد خطر الروبوتات القاتلة، أو نشوء حرب نووية، أو غزوًا فضائيًّا ما، ففي المقابل هناك بعض الاحتمالات الأكثر واقعية، بل ربما واقعية أكثر مما ينبغي، كالتهديدات الوبائية. ففي كلّ عام، تظهر مسببات جديدة للأمراض المميتة، وفي حال نسينا تفشي فيروس سارس، أو فيروس أنفلونزا الطيور، أو فيروس MERS، فجميعنا، دون شك، يلاحق أخبار الوباء الأخير، فيروس كورونا. هذا الفيروس الذي أخلى المدن والجامعات والمدارس، وألقى بظله الثقيل على السفر والتجارة والاقتصاد، وألزمنا بيوتنا. لذا، دعونا في هذا المقال نستعيد معلوماتنا عن الفيروسات وخطورتها، حروبها على الجنس البشري، طرق قتلها. ما هي الفيروسات؟ أتى مصطلح “الفيروسات” من اللغة اللاتينية، وهو يعني “السمّ” أو “السائل اللزج”. وهي ذات أبعادٍ صغيرةٍ جدًّا ومتباينة، حيث يتراوح قطرها ما بين 20 نانومترًا إلى 400 نانومتر. كما أنّ لها أشكالٌ مميزة، وتكون بشكل عام تكون إما على شكل قضبان أو خيوط. وهي تحتلّ موقعًا تصنيفيًا خاصًّا بها؛ فهي ليست حيوانات، ولا نباتات، ولا تتبع أيضًا للكائنات بدائية النوى كالبكتيريا، لذلك تُصنَّف ضمن مملكةٍ خاصة بها. على العموم، يمكن القول إنّ الفيروسات الحقيقية هي عبارة عن حمضٍ نووي يُشكّل مادتها الوراثية، وهو إمّا RNA أو DNA، ويكون على شكل سلسلة مفردة أو مزدوجة، محاط بغلاف بروتيني يُدعى كابسيد، وقد يكون هذا الغلاف مكونًا من مواد دهنية (ليبيدية) عند بعض أنواع الفيروسات. كما قد تحتوي بعض أنواع الفيروسات على بروتينات أُخرى، والتي قد تعمل أثناء تخليق الحمض النووي الفيروسي كعمل الإنزيمات. والفيروسات هي طفيليات أساسية، أي أنّها تعتمد على الخلايا المضيفة للحصول على المواد الخام والطاقة اللازمة لتخليق الأحماض النووية، وتخليق البروتين، وجميع الأنشطة البيوكيميائية الأُخرى التي تسمح للفيروس بالتكاثر والانتشار. إذًا، طالما أنّ الفيروسات لا تستطيع البقاء على قيد الحياة بشكلٍ مستقل، فهل هي كائناتٌ حية أم غير حية؟
كائنات حية؟ إنّ الإجابة على هذا السؤال ليست بالسهولة التي يتخيلها الكثيرون، فهي ما زالت تثير الكثير من الإشكالات بين العلماء. لكن دعونا قبل أن نجيب، نسأل، ما هي الحياة بالضبط؟ إنّ تعريف الحياة بشكل دقيق هو أمرُ صعب المنال، لكن يتفقّ معظم العلماء على أنّ الحياة تتضمن وجود صفات معينة، بالإضافة إلى القدرة على التكاثر. فالكيان الحيّ يجب أن يكون في حالةٍ ما بين الولادة والموت، كما أنّ الكائنات الحية تتطلب درجة من الاستقلالية البيوكيميائية، والقدرة على الاستمرار في أنشطة التمثيل الغذائي، والتي تنتج الجزيئات المختلفة والطاقة اللازمة للبقاء على قيد الحياة. أما بالنسبة للفيروس فهو قد يتواجد في حالتين متمايزتين. فعندما لا يكون على اتصالٍ مع الخلية المضيفة، يكون كامنًا تمامًا، وقد يبقى كذلك لفترات طويلة. وخلال هذه المدّة، لا يحصل داخل الفيروس أي أنشطة بيولوجية تدّل على الحياة. إذًا، وهو على هذه الحالة، لا يمكن أن يكون أكثر من جسيم عضوي ساكن. يُطلق على الفيروسات في هذه الحالة غير الحيّة اسم الفيريونات Virions. لكن، عندما يتحقق الاتصال بين الفيريون مع الخلايا المضيفة المناسبة يصبح نشطًا، ويطلق عليه اسم الفيروس. وهنا، يقوم الفيروس تقريبًا بما تقوم به الكائنات الحية الأُخرى، مثل التفاعل مع البيئة المحيطة، وتوجيه جهوده نحو التكاثر.