عقدت الجمعية اليمنية لمنتسبي الجايكا ندوة بعنوان " التجربة اليابانية في تطوير المجتمع " في قاعة ضباط القوات المسلحة. وقد قام السيد تاكيشي كوموري الممثل المقيم للوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) مكتب اليمن بتقديم محاضرة وفيلم عن التجربة اليابانية في تطوير المجتمع ، قائلا " إن مهمة الجايكا عند تقديم المساعدات هي تشجيع الناس على تطوير مجتمعهم بأنفسهم وطلب من المشاركين نقل الخبرات والمعرفة التي تم اكتسابها من خلال التدريب في اليابان الى كافة فئات المجتمع كل من خلال موقع عمله ". هذا وقدم السيد كوموري خلال المحاضرة والفيلم أمثلة عن الممارسات اليابانية الجيدة التي يمكن التعلم منها وعكسها على الحياة العملية في اليمن حيث تطرق في محاضرته عن: الطبيعة الجغرافية اليابانية والكوارث الطبيعية التي حلت في اليابان في الماضي وكيف أستطاع اليابانيين العيش والتغلب عليها من خلال الجهود الذاتية والمشتركة التي يتم تعليمها للأطفال والكبار للاستجابة بسرعة لكل الكوارث والمتغيرات. زراعة الأرز في اليابان التي حرص اليابانيين على إتقانها وتطويرها بأتباع أكثر الوسائل الحداثة التي تحافظ على جودة وأستمرار هذه المنتوج الزراعي. تاريخ المجتمع الياباني الذي حافظ على تقاليده الخاصة به وأستطاع منها تطوير منهج حياة وأخلاق سامية تؤكد أهمية احترام العمل وأدبياته وضرورة العمل الجماعي في فريق واحد متفاهم في ما بينهم بناء على تبادل وتقبل الآراء المختلفة. وهكذا فأن النموذج الياباني في بناء المجتمع قام على أساس المساهمة الطوعية للفرد في المجتمع الذي ينتمي إليه. أمثلة عملية لممارسات الفرد سواء في العائلة أو المدرسة أو الشركة أو المجتمع والتي تأتي ضمن المبادئ الأخلاقية الثلاثة 1) سيري (النظام) 2) سيتون (الترتيب) 3( سيكتسو (النظافة) : ففي العائلة يعلم الوالدين الأطفال أن يضعوا حاجياتهم الضرورية من لباس وأحذية بجانبهم عند النوم حتى يعتمدون على أنفسهم عند وقوع الزلازل ويستطيعون الخروج من المنزل بأنفسهم بدون مساعدة أحد: في المدرسة يعلم المدرس التلاميذ أن ينظفوا فصولهم الدراسية بأنفسهم: في الشركة أو مكان العمل يجب على الفرد أن يفرق بين الأشياء الضرورية والأشياء الغير ضرورية ويتخلص من الأشياء الغير ضرورية ويجب وضع الأشياء المهمة في المكان الصحيح حتى تستطيع إيجادها عند الضرورة في أسرع وقت ممكن: في المجتمع يتم القيام بتدريبات تجريبية ضد الكوارث يشارك فيها المجمتع بكل فئاته لأعدادهم نفسيا وعمليا لمواجهة الكوارث عند حدوثها. وفي ختام الندوة أكد السيد كوموري على الرغم من اختلاف الأرض والطبيعة والثقافة والمجتمع في اليابان عن نظيرتها في اليمن إلا أنه وجد من خلال عملة وعيشه في اليمن الكثير من التشابه بين المجتمع اليابانيواليمني والتي من خلالها يمكن للناس في اليمن التعلم من دروس التجربة اليابانية ، كما دعا السيد كوموري كل المشاركين للعمل من أجل خلق غد أفضل لكل الناس في اليمن. حضر الندوة وزير التعليم الفني والتدريب والمهني ووزير الثروة السمكية ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات ورئيس وأعضاء جمعية منتسبي الياجا وعدد من المسئولين اليمنيين. الجدير بالإشارة أن الجمعية اليمنية لمنتسبي الجايكا (ياجا) قد تأسست في عام 2005م من المسئولين اليمنيين الذين تلقوا تدريب في اليابان بهدف نشر الخبرات والمعرفة التي تم اكتسابها من خلال التدريب في اليابان في أطار برنامج التدريب الجماعي للوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا).