تنتشر في عدد من الهند منازل لمن يعرفون ب" الجنس الثالث"، وهو المكان الذي إن تساءلت عن موقع سكنهم، سيدلك عليه جميع من يعرفون منطقة "بيري والا باغ". وللمرة الأولى في تاريخهم، تم الاعتراف بهم ك"جنس ثالث"، وليس ذكرا أو أنثى، وهو ما يراه البعض اعترافا بهويتهم المستقلة عن باقي الأجناس. إلا أن جماعة الجنس الثالث لا زالت تواجه العديد من الانتقادات من قبل الجماعات المحافظة، والتي رأتها يوما موالية للمغول خلال حكمهم للهند في نهايات القرن التاسع عشر. وفي معتقداتهم، لا يمكن لهؤلاء التحدث أمام العامة، إذ أن ال"غوروجي" هو الوحيد المخول بالحديث، والتعبير عن رأي جماعته. تقول بافيترا، أحد المنتمين إلى الجنس الثالث في الهند: "نكسب قوتنا من الرقص في الحفلات والأعراس." ورغم ترحيب العائلات الهندية بمشاركة "الجنس الثالث" حفلاتهم، يبقى التخوف من اللعنة التي قد تحل بهم. تقول أنجالي غوبالان، رئيسة مؤسسة ناز الخيرية: "إن مثل هذه الأفكار هي التي تساهم في زيادة نبذ هؤلاء الأشخاص في المجتمع الهندي." وتضيف غوبالان: "بالإضافة إلى أنهم يبقون محل سخرية في المجتمع." ورغم حصول "الجنس الثالث" على حقهم في التصويت بالإنتخابات، إلا أنهم لا زالوا محرومين من حقهم في الميراث، والزواج، وتبني الأطفال. يذكر أن عددا كبيرا من أفراد "الجنس الثالث" قد لا يؤمن قوت عيشه، فينتهي بهم الأمر متسولين في الشوارع، أو يعملون في الدعارة.