أكد سعادة السفير عبد الله بن حمد البادي سفير سلطنة عُمان بصنعاء:ان احتفال سلطنة عُمان في الثامن عشر من نوفمبر الجاري بالعيد الوطني التاسع والثلاثين المجيد باتي في ظل نهضة شملت مختلف جوانب ونواحي الحياة العُمانية، وأحدثت نقلة نوعية تاريخية أصبحت السلطنة بموجبها دولة عصرية مكتملة الأسس وتحتل موقعاً بارزاً في خارطة المنطقة والعالم. احتفال بالمنجزات الكبيرة التي حققتها في ظل العهد المبارك لجلالة السلطان قابوس بن سعيد، تلك المنجزات التي تجسدت على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحققت للمواطن العُماني ما كان يصبو إليه من تقدم وازدهار ونهضة، بما بنته من صروح الارتقاء الاجتماعي والعمراني والإنتاجي، وما حققته من مكتسبات راسخة في كافة مجالات التنمية البشرية والبنيات التحتية والنمو الاقتصادي الشامل. مشيرا إلى إن مسيرة النهضة العُمانية حرصت على تحقيق كل ما يتضمن ازدهار الحاضر وتطور المستقبل، عبر نهج يقوم على تسخير كل الطاقات الممكنة، ومراعاة الخصوصية العُمانية، والتدرج في مراحل البناء والتطور. وكان الاهتمام ببناء الإنسان العُماني أول وأهم أهداف العهد المبارك لجلالة السلطان قابوس، إدراكاً لحقيقة أن التنمية لا تتحقق إلا للإنسان وبه. وانطلاقاًً من ذلك تم إيلاء أعظم الاهتمام بالتعليم، والصحة، والرعاية الاجتماعية، والشباب، والعلم، والتراث، وغيرها من مجالات التنمية البشرية التي تلازمت مع تحقيق المشاركة الشعبية الفاعلة المثمرة عبر تجسيد مبدأ الشورى ونهج الديمقراطية. وتزامن ذلك مع تتالي المنجزات على مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، حيث جرى اكتشاف واستغلال الثروات العُمانية، واستكمال البنيات التحتية للدولة، وإيجاد اقتصاد قوي على أسس التخطيط العلمي السليم، فضلا عن بناء القوة الذاتية للسلطنة، وتعزيز الأمن والاستقرار، وإدارة السياسة العُمانية بحنكة وحكمة، مع الانفتاح المقتدر على العالم. وشكل كل ذلك منظومة متكاملة من عمليات البناء التي نهضت بالحاضر العُماني وجعلته نموذجاً حياً للقدرة والإنجاز. فيما تستمر الجهود لضمان المستقبل من خلال تحقيق المزيد من الإنجازات التنموية مع تركيز خاص على استمرار جهود البناء الإنساني العماني، وتنويع مصادر الدخل القومي، وضمان ديمومة مسيرة النهضة وتجددها المستمر. مشيرا الى انه :ومن دواعي السرور والغبطة أن تتجدد احتفالات السلطنة بعيدها الوطني المجيد، وعلاقات الأخوة العُمانية اليمنية المتميزة تزداد رسوخاً وتطوراً ونمواً في مختلف مجالات التعاون تحت رعاية خاصة من قيادة البلدين الشقيقين ممثلة في جلالة السلطان قابوس بن سعيد وفخامة الرئيس علي عبد الله صالح، الذين برزت في عهدهما الميمون علاقات السلطنة واليمن كنموذج مشرق لما يجب أن تكون عليه علاقات الأخوة بين الأشقاء والجيران. ولعل النمو الكبير الذي شهدته العلاقات الاقتصادية والتجارية بين السلطنة واليمن في السنوات الأخيرة يعد الدليل الأبلغ على التطور الذي تشهده علاقات البلدين، وسير هذه العلاقات في اتجاهها الصحيح المتفق مع روح عصر الاقتصاد والتجارة وتبادل المصالح وتحقيق التكامل والشراكة.وحول المصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين قال سعادة السفير عبد الله بن حمد البادي سفير سلطنة عُمان بصنعاء: لقد وصل حجم التبادل التجاري بين السلطنة واليمن في عام 2008 الماضي إلى رقم قياسي مقارنة بالسنوات التي سبقت، فبلغ حسب إحصاءات عُمانية 129.6 مليون دولار، منها 112.6 مليون صادرات عُمانية إلى اليمن، و 16.9 مليون صادرات يمنية إلى السلطنة. وتزيد هذه الأرقام في الإحصاءات الحكومية اليمنية التي قدرت حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام المذكور ب 206 ملايين دولار، منها 182.1 مليون دولار صادرات عُمانية لليمن، و 24.4 مليون دولار واردات من اليمن للسلطنة أي بزيادة ملحوظة عن حجم التبادل التجاري في سنة 2007م الذي بلغ 111 مليون دولار، وفي سنة 2006م حينما بلغ 78 مليون دولار. يذكر أن التبادل التجاري بين عُمان واليمن كان قد تضاعف بنسبة 800% خلال عقد التسعينات الماضي، وبدأت الأعوام منذ ذلك الحين تشهد حركة تواصل نشطة بين رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين، ما أدى إلى نشوء حركة استثمارات مشتركة ومتبادلة في عدد من المجالات التجارية والصناعية والخدمية، ساهم في انتعاشها تأسيس منطقة المزيونة التجارية الحرة بين البلدين، وإنشاء طرق للربط البري والبحري والجوي بين البلدين. وحول العلاقات اليمنيةالعمانية اكد سعادة السفير عبد الله بن حمد البادي سفير سلطنة عُمان بصنعاء:ان العام الجاري 2009م شهدت العلاقات العُمانية اليمنية الكثير مما يعززها، ويوسع مجالات التعاون القائمة ضمنها، ومن بين ذلك جاء انعقاد اجتماعات الدورة التاسعة للجنة الوزارية العُمانية – اليمنية المشتركة في فبراير الماضي، والتي جرى في ختامها توقيع ثلاث وثائق للتعاون في محالات النقل والتعليم الفني والتدريب المهني، كما شهد العام انعقاد الاجتماعين الثاني والثالث لمجلس رجال الأعمال المشترك اليمني العُماني، وتبادل عدد من الزيارات الهامة بين المسؤولين والوفود التجارية والاستثمارية في البلدين، وجاء افتتاح شركة طيران السعيدة لخط النقل الجوي صنعاء – صلالة في إبريل الماضي ليسهل حركة تنقل المواطنين بين البلدين ويسهم من ثم في إضافة عامل جديد لتعزيز وتطوير علاقات الأخوة المتجذرة بين السلطنة واليمن.