مكرم محمد أحمد بمنصب نقيب الصحفيين المصريين، وسط توقعات بأن تشهد النقابة انقساما داخليا نظرا لتنوع اتجاهات أعضاء مجلس النقابة الجديد ومواقفهم تجاه الحكومة. وفاز مكرم ب70% من أصوات الناخبين البالغ عددهم 3582 من أصل 5099 يحق لهم التصويت، وبفارق كبير عن أقرب منافسيه المرشح المستقل رجائي الميرغني، وشهدت هذه الانتخابات أعلى نسبة مشاركة في تاريخ نقابة الصحفيين بلغت 70% في النقابة العامة بالقاهرة و93% في النقابة الفرعية بالإسكندرية، وأشرف على الانتخابات 42 قاضيا. تنفيذ الوعود وقال صلاح عبد المقصود الصحفي الإخواني ووكيل النقابة في المجلس المنتهية ولايته للجزيرة نت إن الصحفيين يأملون أن يترجم النقيب ومجلسه الجديد أمال الصحفيين في معركة إلغاء قوانين الحبس في قضايا النشر، وتعديل لائحة الأجور وإصلاح المؤسسات الصحفية. ورفض التعليق على سؤال بشأن ما تردد عن عقد صفقة بين الإخوان المسلمين والنقيب الجديد على حساب المرشح المستقل رجائي الميرغني الذي أعلن الإخوان سابقا دعمهم لترشيحه. وتعهد مكرم عقب فوزه بأن يكون نقيبا لكافة الصحفيين على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية، وقال إنه سيبدأ فور توليه المنصب بإدارة حوار مع الحكومة لإنهاء أزمة الأحكام القضائية الأخيرة بالحبس، الصادرة ضد نحو عشرة صحفيين. أبرز التحديات وتمثل ملفات أجور الصحفيين وإلغاء مواد حبس الصحفيين ودور النقابة في قضايا الإصلاح السياسي والاقتصادي وحقوق الإنسان، أهم التحديات أمام النقيب ومجلسه الجديد، خاصة مع تصاعد المواجهة بين الصحفيين ونظام الحكم على خلفية الأحكام القضائية الأخيرة بحبس نحو عشرة صحفيين فى قضايا نشر. وقال مصدر في النقابة للجزيرة نت إن فرز الأصوات بدأ فور إغلاق الصناديق فى الخامسة من ظهر السبت، ومن المتوقع أن تعلن اليوم الأحد أسماء الفائزين بعضوية المجلس. وكان أربعة مرشحين تنافسوا للفوز بمقعد النقيب، لكن المنافسة الحقيقية انحصرت بين رجائي الميرغني مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط (رسمية) الذي يمثل التيار المستقل، ومكرم محمد أحمد النقيب الأسبق والمحسوب بقوة على النظام الحاكم. دعم حكومي ونجح مكرم قبل يومين في الحصول على موافقة الحكومة برفع البدل النقابي الذي يتقاضاه الصحفيون شهريا مئتي جنيه -أي بأكثر من 50%- وهو ما اعتبره البعض دعما مباشرا لمكرم وتناقضا مع تعهد الحكومة بعدم التدخل لصالح أحد المرشحين. لكن الاتحاد الدولي للصحفيين انتقد هذه الخطوة، ودعا الحكومة إلى الحفاظ على نزاهة وحرية الانتخابات. كذلك انتقد "تيار الاستقلال النقابي" وحركة "الصحفيون الأحرار" حصول مكرم على زيادة البدل النقابي. وتراوحت وعود المرشحين بين حزمة قضايا سياسية وأخرى خدمية، بدءا بفتح ملف حرية التعبير وإلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر، واستقلالية النقابة عن السلطة، وصولا إلى الاهتمام بالتدريب المهني، وتقديم الخدمات الطبية والاجتماعية. بدوره أعرب جلال عارف نقيب الصحفيين المنتهية ولايته عن أمله في أن تشهد المرحلة القادمة تكاتف الجميع مع نقيب الصحفيين الفائز من أجل العمل على دعم الاستقلال النقابى، ومواصلة تحقيق الإنجازات وتنفيذ قرارات مؤتمرات الصحفيين.