العريش قرب الحدود مع القطاع بعد سماحها للعبارة التي تقلهم بإنزالهم في ميناء نويبع. وطبقا للمراسل فقد توجهت 12 حافلة تقل الحجاج من نويبع إلى العريش حيث أعدت السلطات المصرية مراكز إيواء ومخيمات لهم، ولم يتضح بعد ما إذا كان الحجاج سيدخلون القطاع من معبر رفح الذي غادروا منه أم من معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية. يأتي هذا التطور في وقت تمسكت فيه إسرائيل على لسان وزير الدفاع إيهود باراك بإخضاع الحجاج الفلسطينيين -البالغ عددهم 2250- لتدقيق أمني وفرض مرورهم من معبر كرم أبو سالم، وفق ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية اليوم. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة قد قال إن أزمة الحجاج الفلسطينيين العالقين في طريقها إلى الحل، مشيرا إلى أن كافة الجهات العربية معنية بإيجاد حل سريع وعاجل للأزمة. وأوضح طاهر النونو في مؤتمر صحفي عقده بمدينة غزة أن "الإجراءات ستبدأ في الساعات القادمة من خلال نقل الحجاج المرضى وكبار السن إلى داخل الأراضي المصرية"، مشيرا إلى أن هذه خطوة أولى على طريق عدم بقاء الحجاج في عرض البحر خاصة مع بدء نفاد الماء والأدوية. تحركات عاجلة وأوضح أن الحكومة المقالة أجرت اتصالات حثيثة مع مصر والأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، وتقوم بتحركات عاجلة لتأمين عودة حجاج قطاع غزة بأمان وسلام عبر معبر رفح الحدودي. وأكد النونو أن معبر كرم أبو سالم مرفوض جملة وتفصيلا من جانب الحجاج والحكومة وأبناء الشعب الفلسطيني، قائلا "من حق الحجاج العودة بالطريق التي خرجوا منها، فأي مكان آخر يضعهم تحت خطر الاحتلال وعدوانه بكل أشكاله من ابتزاز واعتقال" مرفوض. وقبل ذلك قال الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري إن الحجاج رفضوا مطالب القاهرة بالموافقة على العودة عبر معبر كرم أبو سالم "حتى لا يتعرضوا للمضايقات والتحرشات الأمنية الإسرائيلية، حيث سبق أن تعرض العديد من أبناء الشعب الفلسطيني للاعتقال والمضايقات خلال العبور من معابر تحت السيطرة الإسرائيلية". وأفاد الحجاج أن معظمهم من أقارب وأهالي الشهداء وأنهم مطلوبون للسلطات الإسرائيلية. من جانبه وعد رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية الحجاج بالعمل على عودتهم قريبا عبر معبر رفح. وقال مكتب هنية إنه يجري اتصالات مكثفة مع القيادة المصرية وجهات عربية ودولية أخرى لتأمين عودة الحجاج. وقالت حماس إن امرأة عمرها 62 عاما توفيت بعد مرضها على متن السفينة التي تقطعت بها السبل لليوم الثاني. احتجاجات وقد احتشد آلاف الأشخاص على الجانب الفلسطيني من معبر رفح أمس بينهم أقارب الحجاج مطالبين السلطات المصرية بالسماح للحجاج بالعبور. وردد المحتشدون هتافات ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي, محذرين مما أسموه الرضوخ لمطالبها. وكانت السلطات المصرية سمحت للحجاج مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري بالمرور من معبر رفح لأداء مناسك الحج. واحتجت إسرائيل حينها على السماح لهم بالمرور, غير أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أكد أن بلاده "غير معنية" بالاحتجاج الإسرائيلي. يشار إلى أن معبر رفح بين مصر وغزة مغلق منذ سيطرة حركة حماس على القطاع في منتصف يونيو/حزيران الماضي.