أكدت الحكومة الفلسطينية المقالة التي يرأسها إسماعيل هنية أنها تجرى اتصالات حثيثة مع الجانب المصري والأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي وتقوم بالتحركات اللازمة لتأمين عودة حجاج قطاع غزة إلى بيوتهم في أسرع وقت ممكن. وقال الناطق باسم الحكومة طاهر النونو اليوم السبت أن:"الحكومة تتابع بقلق شديد الأوضاع الصعبة التي يعاني منها حجاج بيت الله العائدين إلى غزة ولا زالوا في عرض البحر بشكل يعرض حياة العشرات منهم وخاصة كبار السن للخطر". ودعا النونو مصر إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الحجاج وإنهاء معاناتهم بشكل فوري، مشدداً على أن معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي مرفوض جملة وتفصيلاً من جانب الحجاج والحكومة وأبناء الشعب الفلسطيني. الى ذلك حذرت حركة حماس على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري من المخاطر المترتبة على استمرار أزمة الحجاج. وقال أبو زهري خلال مؤتمر صحفي عقده عصر اليوم في غزة:" إن استمرار هذه الأزمة تنذر بكارثة إنسانية خطيرة تستهدف حياة الحجاج وسلامتهم بسبب أجواء البرد القارص". ودعا جميع الأطراف المعنية ببذل كل جهودها لضمان عودة الحجاج بشكل أمن. وناشد جامعة الدول العربية وجميع المؤسسات الحقوقية ببذل جميع الجهود وممارسه كل الضغوط لإنهاء معاناة أزمة الحجاج في قطاع غزة العالقين في البحر. وطالبت مؤسسات فلسطينية وشخصية سياسية مسئولة جميع الأطراف المعنية بتذليل العقبات أمام عودة الحجاج عبر معبر رفح تفادياً للمخاطر الناجمة عن عودتهم من معبر كرم ابو سالم . وطالب أمين عام حزب الشعب الفلسطيني النائب في المجلس التشريعي بسام الصالحي بضرورة عودة حجاج قطاع غزة بنفس الطريق التي خرجوا بها من القطاع، مؤكدا ان التلاعب بقضيتهم أمر مرفوض. ودعا الصالحي الجانب المصري الضغط على حكومة إسرائيل بالعمل الى تأمين عودتهم بسلام، موضحا ان الأزمة كانت قائمة وتم تأمين خروجهم، فيجب تأمين عودتهم بسلام. واجبر الحجاج الفلسطينيين طاقم السفينة على عدم العودة الى الأردن وأصروا على البقاء في البحر أو الدخول الى مصر ، وهددوا بحرق العبارتين في عرض البحر ان ازداد الضغط عليهم حسب ما قال كمال النيرب أمين عام لجان المقاومة الشعبية الموجود على متن إحدى العبارتين . من جانبه قال عضو المجلس التشريعي الفلسطيني خميس النجار -أحد حجاج قطاع غزة- إن نحو 1200 حاج من القطاع ما زالوا عالقين في عرض البحر قبالة ميناء نويبع المصري. وأوضح النجار في اتصال هاتفي مع قناة الجزيرة أن السلطات المصرية مازالت تشترط عليهم التوقيع على تعهد بدخول القطاع من معبر كرم أبو سالم، وليس معبر رفح الذي غادروا منه. ويرفض الحجاج العودة إلى ديارهم عن طريق المعبر الحدودي المصري مع إسرائيل ويطالبون بالمرور من معبر رفح بين مصر والقطاع، وذلك بسبب مخاوف من أن يتسبب المرور من المعبر الإسرائيلي بمخاطرة كبيرة للحجاج الذين أفادوا بأن معظمهم من أقارب وأهالي الشهداء ومطلوبين للسلطات الإسرائيلية. وكانت مصر قد سمحت لهؤلاء الحجاج بمغادرة قطاع غزة عن طريق معبر رفح لأداء فريضة الحج في الأراضي السعودية. وقد احتجت إسرائيل حينها رسميا لدى الحكومة المصرية على عبور الحجاج، لكن وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط أكد أنه "غير معني" بالاحتجاج الإسرائيلي بل إن ما يعنيه هو تمكين الحجاج الفلسطينيين من أداء الحج.