في الوقت الذي يواجه فيه اليمن ضغوطا دولية متزايدة للحيلولة دون تحوّله إلى مأوى جديد لأعضاء تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية, ها هو محافظ أبين -معقل هذا التنظيم باليمن- يؤكد ضعف القوات الحكومية بالمنطقة وينفي وصول تعزيزات عسكرية إليها. ففي مقابلة له مع مراسلين غربيين من بينهم مراسل صحيفة إندبندنت البريطانية دونالد ماسنتاير قال أحمد بن أحمد الميسري إن خطر القاعدة في المناطق الجبلية لمحافظته تعاظم خلال الأشهر الستة الأخيرة, وإنه ليس هناك ما يكفي من العتاد والجنود في أبين لمواجهة ذلك. وتبرز الصعوبات التي كشف أكبر مسؤول في أبين عن وجودها في محافظته، مدى المشاكل التي تعترض الاستمرار في الحرب على ما يسمى الإرهاب في هذه المنطقة النائية الوعرة, التي يعد نهجها القبلي والديني المحافظ وانتشار الفقر المدقع في ربوعها أرضية خصبة لازدهار الفكر الراديكالي المتشدد. ورغم التقارير الواردة من صنعاء بأن الحكومة أرسلت تعزيزات إلى مناطق مثل أبين لقمع المقاتلين المتمردين, فإن المحافظ يؤكد أنه لم ير أي شيء يدل على ذلك. ويردف الميسري قائلا "ليس هناك أي تعزيزات عسكرية جديدة ولا قوات إضافية", مشيرا إلى أنه يفتقر للمروحيات الضرورية لتعقب المقاتلين في حالة وقوع أي حادث خارج زنجبار عاصمة المحافظة. ويصر المحافظ على أن ما يحتاجه اليمن بصورة ملحة هو مساعدة المجتمع الدولي في تنمية البلد, مشيرا إلى أن القصف الجوي والقوات العسكرية ليست هي الحل. وعن أنجع السبل لمواجهة تنظيم القاعدة يقول المحافظ "نحتاج مزيدا من الدعم لتحفيز القبائل على طردهم (عناصر القاعدة), فالحكومة لا تمتلك الموارد الضرورية لذلك" . وزيرستان جديدة ورغم اعتراف الميسري بأن القصف الجوي الذي نفذته طائرات يمنية على مخيم لعناصر القاعدة في محافظته قبل أسابيع كان له "وقع جيد" لأنه أدى إلى مقتل حوالي 15 من أتباع القاعدة, فإنه أكد أن ذلك القصف كان له كذلك "وقع سيئ" بعد أن تكشف أنه أدى إلى مقتل 45 مدنيا بينهم 18 امرأة وطفلا. وعبّر المحافظ عن استيائه من عدم تقديم السلطات المركزية في صنعاء اعتذارا رسميا عن قتل المدنيين, مشيرا إلى أن من شأن تقديم الاعتذار أن يخفف من الاحتقان والتوتر الذي نجم عن ذلك القصف. وإذا لم تقدم السلطات اعتذارا عن القتلى المدنيين فإن ذلك سيؤدي إلى تغاضي الناس عن القاعدة, على تعبيره. وعلق مراسل صحيفة ديلي تلغراف باليمن أدريان بلومفيلد, الذي حضر المقابلة مع الميسري، على كلام المحافظ قائلا إن من شأنه أن يسبب قلقا عميقا في واشنطن, التي أشار إلى أن الخيار الوحيد المتاح أمامها هو أن تترك القوات اليمنية تقود المعركة ضد تنظيم القاعدة. ونسب المراسل لمحللين يمنيين قولهم إن محافظات أبين وشبوة ومأرب تمثل هلالا شرقي صنعاء وعدن يتعذر بسط سلطة الدولة عليه, بل إن بعض المحللين أطلقوا على هذه المنطقة اسم "وزيرستان الجديدة". وفي تقرير آخر لها عن اليمن, قالت ديلي تلغراف إن النظام اليمني يستغل الحرب على القاعدة لطلب المساعدات الأجنبية وقمع معارضيه.