أعلنت ايران انها أجرت يوم الاربعاء تجربة ناجحة لاطلاق صاروخ محلي الصنع يضع الاقمار الصناعية في مدارها حمل على متنه عددا من الكائنات الحية في خطوة قد تثير قلق القوى الغربية التي تخشى من أن تصنع طهران قنبلة نووية. وقال الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد اثناء مراسم كشف النقاب عن ثلاثة اقمار صناعية جديدة وانجازات اخرى في تكنولوجيا الفضاء ان الجمهورية الاسلامية تأمل في ارسال رواد للفضاء قريبا. وفي اشارة الى خصوم ايران قال "مجال كسر النظام العالمي المهيمن هو ساحة العلوم والتكنولوجيا." وكان الرئيس الايراني قد صرح يوم الثلاثاء بان بلاده مستعدة لارسال اليورانيوم المخصب الى الخارج لاعادة تخصيبه الى مستويات اعلى فيما بدا انه تخفيف لموقف بلاده في النزاع النووي. وتخشى دول غربية من أن ايران تسعى لبناء قنابل نووية ومن أن تكنولوجيا الدفع الذاتي طويل المدى المستخدمة في وضع الاقمار الصناعية في مدارها يمكن ايضا أن تستخدم في اطلاق رؤوس حربية. وتقول ايران انها لا تعتزم القيام بذلك. وتقول ايران خامس أكبر مصدر للنفط في العالم ان برنامجها النووي لتوليد الكهرباء فقط وقال أحمدي نجاد يوم الثلاثاء ان ايران مستعدة لارسال اليورانيوم المخصب للخارج مقابل الحصول على الوقود النووي ولكنه لم يحدد مااذا كانت ايران ستوافق على الترتيب الذي اقترح العام الماضي. وبدا أحمدي نجاد لاول مرة يتخلى عن شروط طهران القائمة منذ وقت طويل لابرام اتفاق مع القوى العالمية وقالت الولاياتالمتحدة ان ايران اذا كانت جادة فعليها ان تبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم الاربعاء بأن روسيا سترحب بقبول ايران لعرض مبدئي توسطت فيه الاممالمتحدة لارسال اليورانيوم الى الخارج للتخصيب. وقال لافروف للصحفيين في موسكو عندما سئل عن تصريحات احمدي نجاد "اذا عادت ايران الى البرنامج الذي اقترح في اكتوبر فحينها سنرحب بذلك." ويعتقد محللون ان ايران تحاول كسب الوقت بسبب العقوبات التي تلوح في الافق حتى تتفادى المزيد من الضغوط الداخلية. وذكروا ان أحمدي نجاد يؤيد الاتفاق لانه يريد كسب بعض الشرعية بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها التي فجرت احتجاجات مناهضة لحكومته. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاسبوع الماضي ان حكومات اجنبية تتحرك للتوصل الى توافق في الاراء لفرض عقوبات جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي. لكن الرئيس الايراني لم يذكر الخلاف النووي يوم الاربعاء. وقالت قناة (برس تي في) التلفزيونية الايرانية الناطقة بالانجليزية "اجرت ايران تجربة ناجحة لاطلاق الصاروخ المحلي الصنع كاوشكر-3 (المستكشف-3) حامل الاقمار الصناعية." وبثت لقطات للصاروخ وهو ينطلق من منطقة صحراوية. وأضافت أن الصاروخ سينقل بيانات الكترونية ولقطات حية للارض. وقالت ان الصاروخ حمل كبسولة تجريبية وان هذا أول اطلاق لصاروخ يحمل "كائنا حيا". وأظهرت قناة تلفزيونية اخرى مملوكة للدولة ما بدا كأنه فأر وسلحفتان وديدان. وقال أحمدي نجاد "هذا تقدم هائل... ونأمل في ان نتمكن من ارسال روادنا الى الفضاء قريبا." وكان يتحدث من قاعة مؤتمرات في طهران حيث تم الكشف عن الاقمار الجديدة وصاروخ اخر حامل للاقمار الصناعية يسمى سيمرغ ( العنقاء). ويتزامن الحدث الذي بثه التلفزيون الحكومي على الهواء مع عشرة ايام من الاحتفالات الوطنية بالذكرى 31 للثورة الاسلامية عام 1979. وقبل عام بالضبط اطلقت ايران قمرا صناعيا محلي الصنع وقالت ان اطلاق العام الماضي للقمر الصناعي اوميد كان لاغراض الاتصالات والبحث السلمية. وفي ديسمبر كانون الاول قالت ايران انها اختبرت اطلاق صاروخ سجيل2 المطور طويل المدى. وقال وقتها رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون ان عملية الاطلاق تمثل قلقا بالغا بالنسبة للمجتمع الدولي وأكد على تشديد العقوبات. وجاء في تقرير لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يوم الاثنين ان ايران وسعت قدراتها الصاروخية ذاتية الدفع ومثلت تهديدا كبيرا للولايات المتحدة وقوات الحلفاء في منطقة الشرق الاوسط. ولمواجهة ما تراه واشنطن تهديدا ايرانيا يقول مسؤولون أمريكيون ان الولاياتالمتحدة وسعت نظم الدفاع الصاروخية البرية والبحرية في منطقة الخليج وحولها.