دعا سعيد الشهري الرجل الثاني في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العربي، السعودي الجنسية والذي ينشط في اليمن، المسلمين في شبه الجزيرة العربية الى الجهاد وهنأ في كلمته ب"الغزوة المباركة" التي نفذها الشاب النيجيري عمر فاروق عبدالمطلب في اشارة الى محاولة التفجير الفاشلة التي استهدفت طائرة اميركية يوم عيد الميلاد. واشار الشهري في رسالة صوتية نقل مضمونها اليوم الاثنين موقع "سايت" المتخصص في رصد المواقع الاسلامية اليمنيين الى الوحدة في دعم "المجاهدين" وشكر حركة "الشباب المجاهدين" في الصومال على ارسال مقاتلين للقتال الى جانب القاعدة في اليمن وكان الشهري المعروف بابي سفيان الشهري انضم الى قيادة القاعدة في اليمن بعد عودته من معتقل غوانتانامو وخضوعه لبرنامج المناصحة الذي تخصصه السعودية للمتطرفين. وقال الشهري ان تنظيمه يتطلع الى السيطرة على باب المندب الاستراتيجي بالتعاون مع المجاهدين في الصومال. وقال ان التحركات الدولية تجاه الوضع في اليمن وخصوصا اجتماع لندن الشهر الماضي "يبين لنا اهمية هذه الحرب العقائدية لعدونا وما تعني له جغرافية المنطقة وخاصة البحرية منها". واشار الشهري بشكل خاص الى "اهمية باب المندب (الذي يفصل بين البحر الاحمر وخليج عدن) الذي لو تم لنا باذن الله السيطرة عليه واعادته الى حاضرة الاسلام لكان نصرا عظيما ونفوذا عالميا". واضاف الشهري "عندها سيغلق الباب ويضيق الخناق على اليهود لانه من خلاله (باب المندب) تدعمهم اميركا عن طريق البحر الاحمر". وتوجه بكلامه الى "المجاهدين" في الصومال، قائلا "لنتعاون كل في ثغره فنحن واياكم على ضفتي باب المندب". وكان الكاتب الأميركي توماس فريدمان، قال إن ضعف الحكومة أدى إلى إصابة ما سماه جهاز مناعة النظام وبالتالي أتاح الفرصة لانتشار ما وصفه بفيروس تنظيم القاعدة في البلاد. وقال في احدث مقالاته إنه كان يتوقع أن يكون زعيم القاعدة أسامة بن لادن في استقباله عند وصول الطائرة التي استقلها إلى صنعاء، مضيفا أنه من حسن حظه أن صنعاء لا تشبه كابل ولا اليمن تبدو كأفغانستان. ومضى الكاتب في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز في التعبير عن دهشته لمشاهدته متطوعين أميركيين يعملون ضمن المؤسسات المدنية مثل مؤسسة يمن أوبزيرفر الصحفية التي قال إنها تعج بالأميركيين. ووصف القاعدة بالفيروس الذي إذا ما أصاب منطقة دلل على نقص في جهاز المناعة لديها، مشيرا إلى أن اليمن لا بد وأنه يعاني من تلك الأعراض، في ظل ضعف الحكومة المركزية في صنعاء وعدم قدرتها على السيطرة على الأطراف والمناطق القبلية في الأرياف. وقال فريدمان إن عناصر القاعدة الذين يقدر عددهم بحوالي خمسمائة مقاتل يجدون ملاذا آمنا في المناطق الجبلية الوعرة جنوبي وشرقي اليمن وأنحاء أخرى، في ظل ضعف سطوة السلطات الحكومية في تلك الأنحاء. من اجانب آخر من المتوقع ان يناقش مجلس الشيوخ الاميركي غدا الثلاثاء مشروع قانون بشأن اليمن اقترحه السيناتور جون كير المرشح الأسبق للرئاسة. يحث المشروع الحكومة اليمنية على تعزيز واستمرارية جهودها في مكافحة تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية. ويؤكد التزام واشنطن بتقديم العون لمنع انهيار الدولة في اليمن، وعدم تحوله الى ملجأ آمن للارهابيين? وكذا مساعدة شعب وحكومة اليمن للتعامل مع التحديات المترابطة الامنية والتنموية والاقتصادية. ويعيد تأكيد الاالتزام بملاحقة وتفكيك وهزيمة القاعدة والحركات المرتبطة بها عالميا. ويدعو الحكومة اليمنية لتعزيز جهودها لمواجهة الفساد واحترام حقوق الانسان والعمل مع مواطنيها والمجتمع الدولي لمواجهة العوامل التي تقود الى عدم الاستقرار. ويدعو المجتمع الدولي للتنسيق الوثيق وتعزيز برامج المساعدات في اليمن. وكشف خبراء أميركيون في مجال مكافحة الإرهاب أن تنظيم القاعدة الذي أنهكته الهجمات الصاروخية التي تشنها طائرات أميركية بلا طيار، تحوّل إلى عمليات أصغر يصعب اكتشافها. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن خبراء في مجال مكافحة الإرهاب أن الغارات التي تشنها الطائرات من دون طيار ساهمت في ملاحقة قادة التنظيم وقتل البعض منهم، ومنعه من تنظيم هجمات تهدف إلى إسقاط أعداد كبيرة من الضحايا. غير أن تنظيم القاعدة بات يظهر قدرته على اختراق الاجراءات الامنية الاميركية في عقر دار الولاياتالمتحدة، وقد اثبت ذلك في حادث إطلاق النار في قاعدة فورت هود العسكرية في تشرين الثاني'نوفمبر الماضي ،ومحاولة التفجير الفاشلة التي استهدفت طائرة ركاب أميركية متوجهة من أمستردام إلى ديترويت. وقال مدير الاستخبارات الوطنية دنيس بلير إن تكتيكات القاعدة الجديدة قد تكون "أقل إذهالاً" غير أنه من الصعب اكتشافها وإعاقتها، وقال إن وكالة الاستخبارات قلقة من ان بعض الأميركيين قد يسافرون إلى الخارج للخضوع إلى التدريب ثم يعودون إلى الولاياتالمتحدة ويقوموا بهجمات "إرهابية".