أعرب الاتحاد الاوروبي يوم الثلاثاء عن أسفه لقرار ليبيا تعليق تأشيرات الدخول لمواطني دول منطقة شينجن وهي 25 دولة اوروبية. وقال متحدث باسم المفوضية الاوروبية في افادة صحفية معتادة " نأسف لهذا الاجراء...لان اجراءات تعطيل تسليم تأشيرات الدخول هي اجراء من جانب واحد وغير متناسب." وأضاف "نأسف حقا انه حتى مواطنين من الدول الاعضاء في شينجن بالاتحاد الاوروبي كان بحوزتهم تأشيرات سارية منعوا من الدخول واعيدوا." ورفض المتحدث التعليق على تصريحات لوزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني اتهم فيها سويسرا باستغلال اتفاق شينجن واحتجاز اعضائه "رهائن" بفرضها حظرا على مسؤولين ليبيين وهو ما دفع طرابلس للرد. وقال فراتيني في لقاء نشر في صحيفة لا ستامبا "الحكومة السويسرية وضعتهم (المسؤولين الليبيين) في القائمة السوداء لشينجن. لكن هذا ليس اتفاق شينجن الذي نعرفه. بتصرفها هذا احتجزت سويسرا باقي الدول في منطقة شينجن رهائن." وصرح المتحدث باسم المفوضية الاوروبية بأن الدول الاعضاء في شينجن سيجتمعون يوم الخميس ليتخذوا قرارا بشأن الخطوة الليبية. ونمت الاستثمارات الاجنبية في ليبيا منذ رفع عقوبات الاممالمتحدة عن طرابلس في عام 2003 . وقال مسؤولون ليبيون يوم الاثنين ان ليبيا علقت اصدار تأشيرات دخول لمواطني دول شينجن في تصعيد فيما يبدو لنزاع دبلوماسي مع سويسرا. وبعض الدول الاعضاء في شينجن ليسوا اعضاء في الاتحاد الاوروبي مثل سويسرا. وجاء تعليق اصدار التأشيرات يوم الاثنين بعد يوم من نشر صحيفة ليبية تقريرا أفاد بأن ليبيا ستتخذ اجراءات صارمة ردا على قيام سويسرا باعداد قائمة سوداء بأسماء ممنوعين من دخولها تضم 188 مواطنا ليبيا على رأسهم الزعيم الليبي معمر القذافي وأفراد عائلته. وتخوض ليبيا نزاعا دبلوماسيا منذ شهور مع سويسرا بسبب اعتقال أحد ابناء القذافي في جنيف لفترة قصيرة في عام 2008 وما أعقب ذلك من اجراءات مساءلة قانونية بحق رجلي أعمال سويسريين يعملان في ليبيا. وفي اللقاء الذي نشر في صحيفة لا ستامبا الايطالية قال فراتيني ان ايطاليا التي اقام رئيس وزرائها سيلفيو برلسكوني علاقات وثيقة مع القذافي طلبت من طرابلس اعادة النظر في قرارها. وقال فراتيني ان الغرض من اتفاق شينجن أصلا هو حماية الدول الموقعة من المجرمين والارهابيين لا ممارسة الضغوط في قضايا ثنائية. وأضاف "ليس من الصواب ان تقوم سويسرا بلي شينجن لتصبح وسيلة ضغط.. هناك طرق اخرى لحسم المشاكل الثنائية مع ليبيا. "قرار (الاتحاد) السويسري الذي يساوي بين القذافي ومسؤولين ليبيين اخرين وبين الارهابيين الدوليين ربما كان يمكن تجنبه." ورفضت وزارة الخارجية السويسرية يوم الثلاثاء التعليق فورا على تصريحات وزير الخارجية الايطالي لكنها قالت ان سويسرا تطبق " سياسة مقيدة لاستصدار تأشيرات الدخول...منذ خريف عام 2009 بعد خطف مواطنين سويسريين واحتجازهما في مكان غير معلوم 52 يوما." وقالت أيضا ان دولا اخرى في اتفاق شينجن أيدت سياستها في اصدار تأشيرات الدخول. وكانت صحيفة أويا الليبية التي لها صلة قوية بنجل الزعيم الليبي قد أفادت يوم الاحد بأن ليبيا سترد على ما وصفته بأنه قرار سويسرا عدم منح تأشيرات دخول لقائمة ضمت 188 ليبيا بينهم القذافي وافراد عائلته ومسؤولين كبار اخرين. ونقلت الصحيفة عن مسؤول ليبي رفيع لم تكشف عن هويته قوله ان اجراءات قاسية تستند الى مبدأ المعاملة بالمثل ستتخذ اذا لم تتراجع سويسرا عن قرارها قبل فوات الاوان.