مساء الثلاثاء الماضي، كان العشرات من المهندسين اليمنيين في أمانة العاصمة يتدافعون في مكاتب وأروقة النقابة لاستلام بطاقات حضور المؤتمر الثاني لفرع النقابة في العاصمة والذي لم يكن يفصلهم عنه سوى ساعات قليلة. في نفس الوقت كانت اللجنتان- التحضيرية والإشرافية- تعقدان اجتماعاً طارئاً أفضى إلى ترحيل موعد المؤتمر الذي كان مقرراً عقده الاربعاء الماضي إلى أجل غير مسمى. ولم يكن هناك من وسيلة لإبلاغ الأعضاء بقرار التأجيل سوى رسائل «SMS» بين بعض الأصدقاء. رئيس اللجنة التحضيرية، المهندس زكي حاشد برر أسباب التأجيل بعدم استكمال التحضيرات، بالإضافة إلى قلة عدد الأعضاء الذين تسلموا بطاقات المؤتمر حتى تلك الساعات والذي قدره بأقل من 900 عضو، في حين كانت التوقعات تشير إلى احتمال وصول العدد إلى نحو 2500 عضو، مع أن المؤتمر كان له أن ينعقد بمن حضر بعد تأجيله مرتين متتاليتين. وبخلاف ما يتردد بين بعض المهندسين ينفي المهندس زكي تعرض اللجنة التحضيرية لضغوط من قبل اللجنة الإشرافية، التي يرأسها وزير الأشغال العامة والطرق، للقبول بالتأجيل، ويؤكد بأن القرار كان توافقياً، ولكنه يحمّل اللجنة الإشرافية تقصيرها في الإشراف والمتابعة والبعد عن اللجان التحضيرية خلال عملية التحضير، قبل أسبوع من موعد انعقاد المؤتمر كانت احتمالات التأجيل واردة بعد تسريب أخبار تفيد بوجود نوايا لدى بعض الجهات المؤثرة بالتأجيل، حينها كان أمين عام نقابة المهندسين اليمنيين السابق أكثر وضوحاً في تشخيص ما يجري حيث اعتبر ضيف الله أن المشكلة الرئيسية لا تكمن في الإعداد والتحضير لأن الجميع يعلم أن هذه العملية قد اكتملت منذ شهور مع إمكانية معالجة بعض القصور وأن «التوافق» الذي يكتمل أو يتم وهو ما نسعى جميعاً للوصول إليه دون الإضرار بالقاعة والتقاليد الديمقراطية التي يسعى المجتمع إلى تبني قيمها وأدوات عملها. ويعتبر المهندس ضيف الله، أن تأجيل المؤتمر يعني وجود من لا يريدون لهذه النقابة أن تستعيد وضعها ولا يريدون الاحتكام للقاعة ويراهنون على تسوية تأخذ شكل الصفقة مع آخرين. وأضاف: نقابتنا لا تزال حتى الآن في حكم «المخطوفة»، والمؤتمر العام القادم كفيل بمعالجة الكثير من الإشكالات.. من جانبه أوضح عضو اللجنة الإشرافية الدكتور حمود الظفيري - استاذ الخرسانة المسلحة وهندسة الجسور بكلية الهندسة بجامعة صنعاء، أن اللجنة الإشرافية انتخبت من بين المجموعات وتنحصر مهمتها في الإشراف والمتابعة لأعمال اللجان الميدانية - التحضيرية - وهي تعتمد في رأيها على ما يقدم إليها من هذه اللجان وهي داعمة بشكل رئيسي. وقال الدكتور الظفيري أن قرار التأجيل الذي اتخذ في اجتماع مع اللجنة التحضيرية يهدف للوصول إلى تنظيم المؤتمر بشكل فاعل بما يؤدي إلى تحقيق مصلحة العمل النقابي ومنتسبي النقابة. وأشار الظفيري إلى أن القوام الذي كان معتمداً في الفترة الماضية والبالغ 4850 عضواً كان مبالغا فيه وهو ما استلزم اتخاذ آليات أكثر دقة في فرز وتسجيل الأعضاء الذين سيشكلون قوام المؤتمر القادم.. وأضاف: لا يوجد مانع قانوني من ضم منتسبين جدد إذا ارتأى الإخوة في اللجان ذلك. يشار إلى أن المؤتمر الأول لفرع النقابة عقد في 1994م دخلت بعدها النقابة في حالة غياب شبه كامل ليشهد العام الماضي أولى المحاولات الجادة من قبل المهندسين لإعادة الحياة إلى نقابتهم.