انتهى الشاعر والباحث اليمني علوان الجيلاني من وضع اللمسات الأخيرة ل(المدونة الغيثية) التي سيتم إطلاقها على الشبكة الإلكترونية بتاريخ 24 يوليو 2010م.. وهو التاريخ الذي يوافق ذكرى وفاة القطب الصوفي الكبير أبي الغيث بن جميل.. الملقب ب(شمس الشموس) الذي توفي في 26 جمادى الأولى سنة 651ه.. إطلاق المدونة الغيثية أيضاً يتوازى مع إكمال الجيلاني لكتابه (شموس الشموس أبو الغيث بن جميل... حياته وتحولاته) وهو كتاب يرصد سيرة أهم شيوخ التصوف في اليمن منذ ولادته في بلاد حجور وتمرده شاباً.. يشتغل مع مجموعة من اللصوص بقطع الطريق.. وحتى توبته وانضمامه إلى الشيخ علي بن أفلح في زبيد.. ثم تلمذته للشيخ الكبير علي الأهدل... وصولاً إلى مكانته الكبيرة التي اكتسبها في اليمن وخارجه ، وأثره على نشر وتوسيع التعليم في القرن السابع الهجري من خلال مؤسسات الأربطة والزوايا التي أنشأها أو أمر تلاميذه وأصحابه بإنشائها في تهامة وحجة، وحراز، وإب، وتعز، وحضرموت، وعدن، ومكة، والمدينة، وشرق إفريقيا.. والهند... مع دراسة شاملة لعلاقته بحكام عصره ثم أثره على تلاميذه الذين وفدوا للدراسة على يده في رباطه الشهير بدير عطاء (شمال مدينة الحديدة بحوالي 70 كيلو متراً) من أمثال (الشيخ أحمد بن علوان، والفقيه إسماعيل الحضرمي، والفقيه أحمد بن موسى عجيل، والشيخ موسى النهاري، والشيخ باعباد الحضرمي، والشيخ أحمد بن أبي الجعد الأبيني، والشيخ ابن أبي الحديد الدمشقي، والإمام المؤرخ عبد الله بن أسعد اليافعي) وغيرهم. يشمل الكتاب أيضاً دراسة لأقوال شمس الشموس ومراسلاته... واهتمام المؤرخين وكتاب الطبقات والتراجم به في اليمن وخارجها... وهذا الكتاب يعد ثمرة جهد عشرة أعوام قضاها الجيلاني في البحث والتنقيب عن حياة هذا العلم الذي يعد من أهم أعلام التصوف في العالم الإسلامي. الجدير بالذكر أن المدونة التي ستنطلق مترافقة مع صدور الكتاب ستحتفي بنصوص تاريخية وشعرية.. وكتب ورسائل.. ومخطوطات تنشر لأول مرة.. وهي تلقي أضواء كاشفة على جوانب مهمة من التاريخ والثقافة اليمنية التي ظلت لردح طويل من الزمن قابعة في ظلام التجاهل والتهميش.