كشف المنتخب البرازيلي عن وجهه الحقيقي الذي طال انتظاره وألحق بنظيره التشيلي خسارة قاسية 3-صفر في المباراة التي جمعت بينهما على ملعب ايليس بارك في جوهانسبورغ الاثنين 28-06-2010 أمام قرابة 54 ألف متفرج وبلغت الدور ربع النهائي من مونديال جنوب إفريقيا. وسجل جوان (35) ولويس فابيانو (38) وروبينيو (59) الأهداف. وتلتقي البرازيل في الدور التالي مع هولندا في مباراة مرتقبة سيكون مسرحها مدينة بورت اليزابيث يوم الجمعة المقبل. وكان المنتخب البرتقالي تخطى سلوفاكيا 2-1 اليوم أيضا. وقدم المنتخب البرازيلي عرضا هجوميا ممتعا بعيدا كل البعد عن البراغماتية التي اعتمدها في الدور الأول حيث جاءت عروضه مخيبة لآمال عشاقه الكثر حول العالم، وتعرض لاعبوه لانتقادات واسعة في الصحف المحلية. والواقع أن مشاركة دانيال الفيش بدلا من ايلانو وراميريس مكان فيليبو ميلو لإصابة اللاعبين، أعطت مفعولا سحريا لأن كلاهما أكثر حركة من الغائبين وإن كان ايلانو سجل هدفين. وقام راميريس بالتحديد بمجهود خارق دفاعيا وهجوميا وصنع الهدف الثالث ببراعة متناهية عندما سار بالكرة من منتصف الملعب وراوغ مدافعين قبل أن يمرر الكرة باتجاه روبينيو الذي تابعها بلمسة واحدة بعيدا عن متناول الحارس التشيلي. بيد أن المنتخب البرازيلي سيفتقد جهود راميريس ضد هولندا لنيله الإنذار الثاني في مباراة اليوم. وعاد إلى صفوف المنتخب البرازيلي صانع الألعاب كاكا والمهاجم روبينيو الأول، بعد وقفه في المباراة الأخيرة ضد البرتغال، والثاني بعد إزاحته في المباراة ذاتها، في حين لم يتعاف الثنائي ايلانو وفيليبو ميلو من الإصابة، فغابا عن المباراة كليا شأنهما في ذلك شأن جوليو باتيستا. في المقابل، شهدت الصفوف التشيلية عودة المهاجم همبرتو سوازو الذي يتعافى تدريجيا من الإصابة ليخوض أول مباراة أساسية له في البطولة بعد أن لعب 45 دقيقة فقط في دور المجموعات. وأكمل المنتخب البرازيلي سطوته على نظيره الأمريكي الجنوبي حيث كان فاز عليه ذهابا وإيابا 4-2 و3-صفر على التوالي في التصفيات المؤهلة إلى العرس الكروي الحالي. بدأ المنتخب التشيلي المباراة من دون أي عقدة نقص في مواجهة منافسه الأعرق منه كثيرا واستحوذ على الكرة وتبادل الكرة بثقة عالية. بيد أن المنتخب البرازيلي الذي وقف متفرجا في الدقائق الخمس الأولى حصل على فرصة رائعة عندما استغل هجمة مرتدة سريعة قادها دانيال الفيش ومررها أمامية باتجاه لويس فابيانو الذي توغل داخل المنطقة لكنه سددها ضعيفة لم تشكل أي خطورةعلى المرمى (6). ثم أطبق أبطال العالم خمس مرات على المرمى التشيلي، وأطلق حيلبرتو سيلفا كرة قوية طار لها الحارس التشيلي وزولها ركلة ركنية (9)، ثم أخرى من كاكا من مشارف المنطقة لم تشكل خطورة حقيقية (10). وسنحت أول فرص حقيقية لتشيلي عندما مرر الكسسي سانشيز كرة في غفلة الدفاع البرازيلي ليطلقها همبرتو سوازو بين يدي جوليو سيزار (13). ثنائية "السامبا" وطار جوان برأسه لركلة ركنية رفعها مايكون خارج الخشبات الثلاث (27). لكنه عوض خطأه بعد سبع دقائق عندما ارتقى فوق الجميع ليزرع الكرة برأسه في المرمى (34). وبعد أربع دقائق استغل المنتخب البرازيلي هجمة مرتدة سريعة وصلت فيها الكرة على الجهة اليسرى لروبينيو ومررها على مشارف المنطقة باتجاه كاكا ومنه بلمسة سحرية باتجاه لوبيس فابيانو الذي انفرد بالحارس وراوغه وأودع الكرة داخل الشباك، رافعا رصيده إلى ثلاثة أهداف بعد ثنائيته في مرمى كوت ديفوار في الدور الأول. وأطلق ميشال باستوس كرة بيسراه زاحفة مرت إلى جانب القائم (41). وفي مطلع الشوط الثاني أجرى بييسلا تغييرين فأشرك خورخي فالديفيا لاعب العين الإماراتي ورودريغو تيلو في محاولة لتعديل النتيجة. وإذا كان فالديفيا تحرك في وسط الملعب، فإن فريقه لم يجد اللاعب الذي يستطيع إنهاء الهجمات داخل الشباك. ثالث الأهداف وانطلق راميريز بسرعة مخترقاً دفاعات تشيلي حتى شارف على منطقة الجزاء ليمررها لروبينيو الذي سددها بأريحية تامة داخل مرمى الحارس برافو (59). وأطلق فالديفيا كرة قوية من خارج المنطقة علت العارضة بقليل (66). ثم بدأ الاستعراض البرازيلي وراح لاعبو السامبا يستعرضون مهاراتهم الفنية العالية وشكلوا خطورة على مرمى تشيلي من دون أن ينجحوا في زيادة غلتهم من الأهداف. واستدار سوازو على نفسه وراوغ لوسيو وأطلق كرة قوية طار لها جوليو سيزار وحولها ركلة ركنية (75). وسجل روبينيو هدفا لم يحتسبه الحكم بداعي التسلل (76)، ثم رأسية لنيلمار الذي دخل مكان لويس فابيانو فوق العارضة (84). والمبارة هي الثالثة بين المنتخبين في نهائيات كأس العالم وخرجت البرازيل فائزة 4-2 في نصف نهائي عام 1962 في تشيلي بالذات و4-1 في الدور الثاني من مونديال 1998 في مباراة لعب خلالها مدرب البرازيل الحالي كارلوس دونغا. وعموما، التقى المنتخبان 66 مرة حتى الآن ففازت البرازيل 47 مرة وتشيلي 7 مرات فقط مقابل 12 تعادلا. أما المواجهة الرسمية الأولى بينهما فتعود إلى كوبا أميركا عام 1916 وتعادلا 1-1