تفاءل بعض الناس كثيرا عندما ساهمت السمعة التي اكتسبها صاحبنا ، في أن يتبوأ موقع الأمين العام للحزب الكبير الذي المنصب لم يصل إليه سوى المخضرمون من القيادات في الحزب والذين كانوا اكبر من مواقعهم ، لا اصغر منها قولا وفعلا . غير انه ومع مرور الأيام ومنذ المؤتمر العام الخامس ، بدأ الناس يشعرون بالإحباط تجاه القيادة التي أنتجها المؤتمر ، فهي باهتة حد الفتور ، وفاترة حد السلبية ، وسلبية حد الانعدامية وانعدامية لا توازيها سوى فلسفة رأسها غير الفلسفية وغير المستقيمة على أي خط كان ولا تشفى غليل من يقرأها أو يسمعها وكأنها تغني وتغرد ليس خارج السرب فحسب ، بل خارج الواقع والحياة . باعتقادي وأنا احد كوادر وأبناء هذا الحزب العريق واعتز بذلك يقول ذلك النص الخيالي إن الأمر ليس مستغربا البتة ، فمن لا يعرف الصقر يشويه ، لكنه في الأصل غراب مش صقر وقالوا كثيرا عن الغراب أمثلة وأقوالا وهو يوصف بالغباء وصوته مصدر للتشاؤم . وقيل قديما " غراب البين " و " قال الحافظ: (غراب البين نوعان: أحدهما غربان صغار معروفة بالضعف واللؤم، والآخر كل غراب يتشاؤم منه، وإنما لزمه هذا الاسم، لأن الغراب اذا بان لأهل الدار ووقع في مواقع بيوتهم ليلتمس ما تركوا، تشاءموا منه، وسموه (غراب البين) إلى أن قال: (وليس في الأرض بارح ولا قعيد، ولا شيء مما يتشاؤم منه، إلا والغراب عندهم أشأم منه). هذا ما قاله أبو عمرو الجاحظ، وله فصل طويل في الغربان نجده في كتاب الحيوان، ومما يليق بهذا المقام فصل للبديع الهمداني المشهور وهو: (ما أعرف لفلان مثلا الا الغراب، لا يقع الا مذموماً على أي جنب وقع ، ان طار فمقسم الضمير، وان وقع فمروع بالنذير، وان حجل فمشية الأمير، وان صاح فصوت الحمير، وان أكل فدبرة البعير). وقد أكثر الأدباء والشعراء من ذكر الغراب، وأصناف الغربان كافة والعرب تسمى الغراب: (ابن داية) لأنه اذا وجد دبرة في ظهر البعير أو قرحة في عنقه، سقط عليها ونقرها وعقرها حتى يبلغ الدايات. وفي كتاب (حياة الحيوان) للدميري: غراب البين هو الغراب الأبقع، قال الجوهري (هو الذي فيه سواد وبياض) هذا والغراب أنواع، فمنه الغراب الأسحم، والغراب الأعصم، وهو قليل الوجود، والغراب الأبقع وزاغ والغداف، والعقعق. وقال صاحب كتاب (المجالسة): سمى غراب البين لأنه بان عن نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام. وقال المقدسي في كتابه المسمى (كشف الاستار في حكم الطيور والازهار) في صفة (غراب البين): هو غراب أسود ينوح نوح الحزين المصاب، وينعق بين الخلان والاحباب، اذا رأى شملا مجتمعا نادى بشتاته، وان شاهد ربعاً عامراً أنذر بخرابه ". وهذا الحزب العريق بحاجة الى من ينقذه من الغرق في تيارات " الشيزوفرينية " واهواء النائمين في الصحو والصحاين في المنام .. وبالله التوفيق.