التغيير : مر التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المعارض منذ تأسيسه مثل هذا اليوم قبل 17 عاماً , بالعديد من المنعطفات السياسية الهامة رغم انه كان موجودا ( تحت الطاولة ) كغيرة من الأحزاب والتيارات السياسية اليمنية قبل الوحدة ، لكن لم يعرف عنه قبل ذلك انه كان حزباً بل جماعة من ( الأخوان المسلمون ) في اليمن . وقد شكلت الصبغة الإسلامية للتجمع ركيزة هامة لانتشاره في أوساط الناس ، في مجتمع مسلم ومحافظ , رغم صبغة التشدد التي رافقت بعض قياداته لفترة طويلة . الإصلاح كان ضد دستور الوحدة ثم انخرط في العمل السياسي شيئاً فشيئاً ودخل الانتخابات وبات يمارس السياسة بصورة معقولة وهذا ما جعله يتجاوز العديد من الصعاب . واهم مرحلتين في عمر هذا الحزب الذي رعاه مبكرا الشيخ الكبير عبد الله بن حسين الأحمر , هما علاقته بالرئيس علي عبد الله صالح والمؤتمر الشعبي خلال مرحلتين ما قبل وما بعد الوحدة .. والثانية علاقته بأحزاب المعارضة وبالأخص الحزب الاشتراكي اليمني وخاصة منذ ما بعد انتخابات 97م البرلمانية . في المرحلة الأولى كان الإصلاح نصيراً قوي الشكيمة للرئيس والمؤتمر ضد الخصوم خلف الحدود الشطرية ومشارك في معاركها ضد الاشتراكيين وأصحاب الجبهة , ربما انطلاقا من موقف عقائدي أكثر من سياسي .. وظل كذلك حتى الحرب الأهلية في صيف العام 1994مونعرف العديد من التفاصيل بشأن ذلك التحالف الذي أخذت عليه بعض الملاحظات في بعض المراحل وكانت بعض القيادات تقول أو تفعل شيئاً يحسب على الحزب برمته ومن ابرز ذلك ما صدر عن الشيخين عبد المجيد الزنداني وعبد الوهاب الديلمي وحماسهما لطرف ضد أخر من الإخوة المختلفين وغياب منطق العقلانية والظهور بمظهر الداعي إلى الحرب كما يحدث في المسلسلات الدينية التي كتبت وأنتجت بصورة شوهت الإسلام ! ورغم تلك المواقف القوية والمساندة من الإصلاح للنظام والتي لولاها لكان ربما لم يستطع تحقيق انتصاراته السياسية والعسكرية .. فقد مثل العام 97م الطلاق لتلك العلاقات السياسية القوية وظل الإصلاح بعد إقصائه من الحكم في ضوء نتائج الانتخابات قوياً في الميدان , لكنه ظل أيضا " مدوخاً " , أي يعاني الدوار ولم ينخرط ف بالعمل السياسي المعارض إلا بعد مرور بضع سنوات كان خلالها ربما غير مدرك طريقه تماماً . تلك التطورات في العلاقة وضربه سياسياً من قبل المؤتمر بالقضاء على بنيته التحتية ومصانع كوادره وهي المعاهد العلمية , مثل تجربه هامة لهذا الحزب ليمارس السياسة ويحدد معالم نشاطه المستقبلي الذي تمثل فيما بعد في انخراطه في المعارضة وفي إطارها الأخير " اللقاء المشترك " الذي يعد اكبر أحزابه وأهمها بلا شك . الإصلاح اليوم معارضا قويا لكنه حتى اللحظة لم يستطع أن يثأر لنفسه سياسياً من حليفه السابق وربما هو يسعى ويتحين الفرصة التي لم تأت بعد. وهذا مرهون بمدى مكانه العلاقة بين الأحزاب التي تمثل هذا التكتل . ولعل أحداث 11 سبتمبر مثلت مرحلة مهمة في تجربة الإصلاح الذي عرف كيف يتفادى المواقف الدولية التي ترتبت على تلك الأحداث ضد الأحزاب والتيارات الإسلامية .. وفرملت تلك المرحلة كثيرا من تشدد قيادات إصلاحية هذا عوضاً عن شروط التحالف في المعارضة !