قتل 51 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 100 في تفجير استهدف مركزا للتجنيد تابع للجش العراقي في بغداد. وقالت مصادر أمنية وطبية عراقية إن انتحاريا فجر نفسه صباح الثلاثاء وسط حشد من المتطوعين أمام المركز الواقع في وسط العاصمة العراقية. وتوقعت مصادر الشرطة ارتفاع عدد القتلى في الهجوم الذي يعتبر الأكثر دموية خلال الأسابيع الأخيرة. ووقع الهجوم في ساحة الميدان قرب مقر وزارة الدفاع العراقية في منطقة باب المعظم، ونقل الضحايا إلى أربع مستشفيات بالعاصمة العراقية. وقال هيو سايكس مراسل بي بي سي في بغداد إن المهاجم الانتحاري وصل مشيا على الأقدام حتى مركز التجنيد حيث وقف مئات الشباب العراقيين في طوابير منذ مساء الاثنين. وأضاف مراسلنا أن الإقبال على التطوع في الجيش زاد مؤخرا مع ارتفاع نسب البطالة لتصل إلى نحو 60 %. وأشار إلى أن التفجير وقع في واحدة من أكثر مناطق بغداد ازدحاما وقرب محطة الحافلات الرئيسية في العاصمة العراقية. وقال إن وقوع الهجوم في ساعة الذورة الصباحية سهل على مايبدو للمهاجم الانتحاري الوصول إلى مركز التجنيد دون أي يثير أي شبهات. وبينما تناثرت أشلاء الضحايا في الموقع هرع الأهالي إلى المكان الذي طوقته الشرطة لمعرفة مصير أبنائهم. وقال صالح عزيز أحد المتطوعين الذي أصيب في يده إن التفجير وقع أثناء قيام ضباط الجيش بتسجيل أسماء المتطوعين. وذكر آخر ويدعى محمد جاسم أن المتطوعين باتوا ليلتهم امام مركز التطوع ليتمكنوا من تسجيل أسماءهم. وقال شاهد عيان ثالت من المتطوعين لوكالة فرانس برس إن المنطقة التي وقع بها الهجوم تخضع لإجراءات أمنية مشددة، مؤكدا أن اي شخص يريد الوصول الى هناك يخضع لعمليتي تفتيش يدويا وبأجهزة "السونار", معربا عن دهشته لوصول الانتحاري الى التجمع. وأضاف أحمد كاظم (19 عاما) أن المتطوعين موزعون في مجموعات بحسب المستوى الدراسي تضم الأولى منها خريجي المرحلة الاعدادية الذين لهم الاولية، موضحا ان الانتحاري استهدف هذه المجموعة. ووصف كاظم الذي لم يصب بأي اذى لكون مجموعته بعيدة قليلا عن الانفجار، الحادث بأنه "وحشي". وقال "رأيت النار تشتعل بالعشرات من رفاقي وهم يحاولون اطفاءها، واخرين مضرجين بالدماء ويأنون من الالم وهم على الارض". وأضاف أن سيارات الاسعاف وصلت الى المكان بعد دقائق قليلة لوجود مدينة الطب اكبر مستشفيات بغداد على مسافة قريبة جدا وقام الجنود بنقل الضحايا بالسيارات العسكرية. توتر وفتح باب التطوع في الجيش منذ أسبوع ويوم الأربعاء هو الأخير في قبول الطلبات وهو ما يفسر التزاحم على مركز التجنيد. ويعد مبنى التطوع الذي يضم قيادة عمليات الرصافة المقر الرئيسي لاستقبال المتطوعين في الجانب الشرقي لنهر دجلة. وجاء الهجوم بينما تستمر حالة الجمود السياسي في العراق نتيجة عدم التوصل إلى اتفاق لتشكيل الحكومة مذ إعلان نتائج الانتخابات التي جرت في مارس/آذار الماضي. كما يأتي بعد يوم واحد من تعليق المحادثات بين الكتلتين الرئيسيتين، القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق، أياد علاوي، وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته، نوري المالكي. يذكر ان القوات الأمريكية المقاتلة تستعد للانسحاب من العراق نهاية الشهر الحالي مع بقاء قوات لتدريب القوات العراقية واسنادها. تصعيد وشهدت بغداد ومناطق عراقية مختلفة في الأسابيع الأخيرة تصعيدا في الهجمات، إلا ان وتيرة العنف تراجعت بصفة عامة مقارنة بعام 2007. وتكررت الهجمات بصورة شبه يومية ضد قوات الجيش والشرطة العراقية في بغداد بصفة خاصة ومحافظة الأنبار مما أسفر عن مقتل نحو 30 شخصا في أول أسبوعين من شهر أغسطس /آب الجاري. ويقول مسؤولون امريكيون وعراقيون إن المسلحين يحاولون استغلال حالة التوتر السياسي في البلاد لتصعيد عملياتهم خاصة مع اقتراب موعد إنهاء المهام القتالية الأمريكية. وبحلول الشهر المقبل سينخفض عدد القوات الأمريكية في العراق إلى 50 ألف جندي بينما تعهدت واشنطن باستكمال انسحابها العام المقبل.