أقر محامي الدفاع عن الأمير السعودي المتهم في بريطانيا بقتل مرافقه، بأن الأخير ارتكب الجريمة، غير أنه جادل في حجة الادعاء بأن موكله لم يقم بذلك بنية القتل، وذلك في المرافعة النهائية لمحامي الدفاع والادعاء في القضية المرفوعة أمام محكمة الجنايات المركزية بالعاصمة البريطانية. وقال محامي الدفاع، جون كلسي فراي، إن موكله الأمير السعودي، سعود بن عبد العزيز بن ناصر آل سعود، إن الأدلة حول مقتل مرافق الأمير، بندر عبدالعزيز، ليست موضع جدل أو خلاف، وأن على الأمير أن "يعيش نتائج مقتل مرافقه" غير أنه بالتأكيد لم يعتزم قتله أو إيذاءه. وطُلب من هيئة المحلفين، في المحكمة التي تنظر في القضية منذ نحو أسبوعين، أن يقرروا ما إذا كانت القضية قضية جريمة قتل عمد أم قتل غير متعمد. وللقيام بذلك، على هيئة المحلفين أولاً أن تحدد الحالة العقلية للأمير ونواياه خلال عملية قتل بندر عبدالعزيز. وكان بندر عبدالعزيز قد قتل جراء الضرب المبرح، حيث كشف عن وجود آثار لطمات على الوجه والأذنين بالإضافة إلى كسور في الأضلع والرقبة ورضوض وانتفاخ في الدماغ. وذكّر محامي الدفاع هيئة المحلفين بأن التشريح لم يتمكن من تحديد كيفية مقتل عبدالعزيز، وأن إصابة واحدة كانت كفيلة بموته، وهي الإصابة في الرقبة، وأنها قد تكون نجمت عن إمساك الأمير برقبة عبدالعزيز من حنجرته. وقال إن ما قام به الأمير خطأ فادح، وتساءل: "ولكن هل هو عملية قتل عمد؟" يشار إلى أن الادعاء العام البريطاني اتهم الأمير السعودي، الموقوف في لندن منذ فبراير/شباط الماضي، بقتل مرافقه، بصورة رسمية، وذلك نتيجة الضرب المبرح، مشيراً إلى وجود "عنصر جنسي" يقف خلف الحادث. وقال الادعاء، في جلسة سابقة، إن الأمير سعود "مستعد للاعتراف بجريمته،" كما عرض أدلة تؤكد أن المتهم "شاذ جنسياً" وكان يلجأ لخدمات جنسية للمثليين، كما أشار إلى أن جثة بندر تحمل آثار علاقة جنسية يحتمل أنها جرت مع الأمير الذي أقام مع الضحية في غرفة واحدة بأحد الفنادق. وذكر الادعاء أن الأمير كان في بريطانيا ضمن جولة استجمام عالمية، كانت ستقوده في وقت لاحق إلى المغرب وجزر الملديف ومدن أوروبية أخرى، مصطحباً معه المجني عليه. وبحسب ما أورده الإدعاء، فإن الأمير تشارك نفس الغرفة مع بندر، وخرج معه للتسوق أكثر من مرة، كما سهرا معاً حتى ساعات متأخرة في الملاهي الليلية والحانات "رغم أنهما ليسا صديقين" وفقاً للمدعي العام جوناثان ليدلو. وأضاف ليدلو: "العلاقة بين الرجلين كانت قائمة على الاستغلال، وقد قام الأمير بالاعتداء على بندر عدة مرات جسدياً وجنسياً،" كما عرض أمام لجنة المحلفين تسجيلات فيديو تظهر قيام الأمير بضرب مساعدة خلال وجودها في المصعد عدة مرات، ما يدل على أنه كان معتاداً على ضربه.