رحّب الوسط الرياضي البحرينيوالعراقي بقرار رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم إسناد تنظيم "خليجي 21" لكرة القدم في مدينة البصرة العراقية، رغم أن البحرين لا زالت تقف على أطراف أصابعها في طابور الانتظار بصفتها الدولة الاحتياط ليتكرر المشهد للمرة الثانية، بعد إصرار اليمن على تنظيم "خليجي 20" بمحافظتي عدن وأبين. واستطلعت "العربية.نت" آراء عدد من الرياضيين البحرينيين والصحافيين العراقيين لتتعرف إلى موقفهم من تنظيم الدورة في البصرة التي تبدو فيها الأوضاع الأمنية شبه مستقرة لكنها ليست آمنة بنسبة كبيرة. المدرب عبد علي السكري اعتبر أن إقامة النسخة المقبلة من بطولة الخليج في البصرة فرصة حقيقية للعراقيين لتحسين أوضاعهم الرياضية وفتح آفاق أوسع لإقامة العرس الخليجي في جميع الدول المشاركة دون اقتصارها على دول معينة. وقال السكري إنه الوقت المناسب لإعادة البطولة إلى العراق بعد أن استضافتها في النسخة الخامسة بعيداً عن الحكم على الهواجس الأمنية التي قد تتغير بعد عامين من الآن. "تطمينات أمنية" وشدّد السكري على تقديم تطمينات أمنية قبل إقامة البطولة لضمان مؤشرات كبيرة للنجاح بخلاف ما حدث في اليمن حين تعذر عليهم استقطاب حكام أجانب وبالتالي تأثر البطولة بضعف هذا الجانب علاوة على هواجس المدربين والإداريين وبعض اللاعبين. وعن المعطيات الأولية لحدوث مشاكل أمنية في حال إقامة البطولة بالعراق، ضرب السكري مثالاً بالسيناريو الذي سبق استضافة عدن ل"خليجي20"، حين شككت وسائل الإعلام الدولية والإقليمية في قدرة اليمن على تأمين المسابقة، غير أن شيئاً من تلك المخاوف لم يحدث حتى ختام البطولة. وأضاف السكري أن في إقامة هذه النوعيات من البطولة في دول كاليمنوالعراق مكسباً كبيراً لتطوير جوانب البنية التحتية والمرافق وتطوير الملاعب وإقامتها. "اهتمام أكبر" وبدوره لم يجد مساعد مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم عدنان إبراهيم مانعاً من منح العراق شرف استضافة النسخة المقبلة من بطولة الخليج لكرة القدم إذا ما كانت الأمور مشابهة للنسخة العشرين باليمن، وقال: "إذا ما كانت الأوضاع في العراق كالأوضاع في اليمن أثناء استضافته "خليجي 20" فأنا بلاشك من مؤيدي منحها شرف استضافة البطولة". ومع تأييد إبراهيم، الذي قاد الأهلي للتتويج بلقب الدوري المحلي في الموسم الماضي، لإقامة النسخة المقبلة من كأس الخليج في العراق، إلا أنه يتمنى أن تقام في البحرين وقال: "صحيح أنني مع إقامة البطولة في العراق إذا ما كانت الأمور جيدة هناك من أمن ومنشآت، إلا أنني في الوقت نفسه أتمنى أن تقام البطولة المقبلة في البحرين، فبطبيعة الحال البحرين أكثر أماناً من العراق ولا يوجد أي مشاكل". وذكر إبراهيم أسباباً أخرى تجعله يتمنى أن يقام "خليجي 21" في البحرين، وقال: "بالنسبة لنا نتشرف باستضافة كأس الخليج هنا وكذلك ستحظى البطولة باهتمام أكبر إذا ما أقيمت في البحرين عن اليمن أو العراق"، ويضيف "إذا ما كانت الأمور طبيعية خاصة من الناحية الأمنية وكانت الحكومة العراقية قادرة على أن تنجح في استضافة البطولة فلا مانع من ذلك. هناك مناطق كثيرة آمنة في العراق أعتقد أنه من الأرجح أن تقام البطولة، إذا ما كانت ستقام هناك، على إحدى هذه المناطق". "أربيل الأنسب" لكن رئيس جهاز الكرة السابق بنادي الحالة البحريني ناجح عبيد كان له رأي مختلف، فهو يرى أن اختيار البصرة لإقامة البطولة بعد عامين يقف على شكوك أمنية ومخاطر محتملة عطفاً على الوضع العام في المنطقة بحسب المعطيات المستشفة من وسائل الإعلام الدولية، مفضلاً إقامة "خليجي21" في منطقة أكثر استقراراً أمنياً كأربيل التي سبق وأن أقيمت عليها مباريات تصفيات كأس آسيا للشباب للمجموعة الثالثة، كما خاض المنتخب العراقي مباراة ودية مع فلسطين في المنطقة نفسها وافق على أثرها المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي بالإجماع على طلب الاتحاد العراقي لكرة القدم السماح للعراق باستضافة المباريات الدولية للمنتخبات الوطنية والأندية في مدينة أربيل. ولم يُخفِ عبيد أمنياته بإقامة النسخة الواحدة والعشرين في المنامة وتأجيل إقامتها في العراق لدورة أو اثنتين، خصوصاً أن البحرين كانت المحطة المفترضة قبل إعطاء اليمنوالعراق حق الاستضافة. تفاؤل عراقي وفي المقابل قال الصحافي العراقي أحمد عبدالوهاب من جريدة "الملاعب" إن العراق يجب أن يمنح الفرصة لاستضافة دورة الخليج الحادية والعشرين، خصوصاً أنها سبقت اليمن في المشاركة، وهي قادرة على تنظيم البطولة بشكل راقٍ ومميز، وشعبها مضياف وسيرحب بكل الخليجيين. وأضاف عبدالوهاب "أعتقد أن البصرة تعد من المدن العراقية الهادئة ولا يوجد بها اضطرابات أمنية كثيرة.. وهي قريبة من الكويت ويعرفها أهل الخليج جيداً، وستكون استضافة كأس الخليج فرصة جيدة للاعتناء بالبنية التحتية الرياضية فيها". وبدوره قال مؤنس عبدالله، الصحافي بجريدة "الصباح"، إن بلاده متعطشة لتنظيم دورة الخليج، وستقوم وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية العراقية بتوفير كل متطلبات الاستضافة في فترة قياسية بحسب تصريحات المسؤولين، الأمر الذي يدعو إلى التفاؤل ويعطي انطباعاً إيجابياً بأن الدورة ستخرج بصورة زاهية.