أعلن علماء بريطانيون أنهم أنتجوا أول سلالة في العالم من الدجاج المعدَّل وراثيا، والمقاوم لانتشار مرض إنفلونزا الطيور، ونشروا نتائج تجربتهم في مجلة "ساينس" (العلوم) المتخصصة. وقال فريق العلماء البريطانيين إن التجارب والدراسات التي أجروها أظهرت أنه من الممكن إنشاء مزرعة من الطيور المعدلة وراثيا والمقاومة للأمراض التي تسببها الفيروسات. وكشف فريق الباحثين كيف أنه قام بإدخال مورِّثة اصطناعية في مجموعة من الدجاجات، وبتلك التقنية تم إدخال جرعة صغيرة من فيروس أنفلونزا الطيور في خلايا الدجاجات التي أُخضعت للتجربة. وتبين بعدئذ أن الدجاجات قد أُصيبت بفيروس الأنفلونزا، لكن الفيروس لم ينتشر في المدجنة التي أُجريت فيها التجربة، غذ تبين أنه غير مضر ببقية الطيور التي لم تُعطى الفيروس. وعبَّر العلماء عن اعتقادهم بأن التعديل الجيني الذي أجروه غير مضر لا بالدجاج ولا بالأشخاص الذين قد يتناولون مثل تلك الأنواع من الدجاج المعدَّل وراثيا وفق التقنية المذكورة. وفي مقابلة مع بي بي سي، قالت البروفيسورة هيلين سانج من جامعة إدنبرة في اسكتلندا ببريطانيا إن التعديل الوراثي قد يكون طريقة أفضل بكثير من التلقيح للحماية من فيروس أنفلونزا الطيور، وذلك لأن تقنية التعديل الجيني تعمل حتى وإن ظهرت سلالات معدلة من الفيروس. وأضافت: "هذه التقنية تحمي سربا بأكمله أو مجموعة كبيرة من الطيور ضد خطر الإصابة بالأنفلونزا. هذا أمر مثير حقا لأن أنفلونزا الطيور تشكل تحديا حقيقيا بالنسبة لإنتاج الدواجن، وفي حال تطبيق التقنية الجديدة في مجال الإنتاج، فإنها سوف تحمي إنتاجنا من الدواجن على نطاق واسع ضد الأنفلونزا". إلا أن مربيّ الدواجن تلقوا نبأ التقنية الجديدة بشيء من الترقُّب والحذر. فقد قال بيتر برادنوك من المجلس البريطاني للدواجن إنه يتعيَّن إجراء المزيد من البحث لتقييم أثر مثل هذه التقنية على الحيوانات وجدواها على المدى البعيد، حتى قبل أن يفكر منتجو الدواجن باستخدامها. وأضاف بقوله إنه وحتى بعد ذلك كله، فسوف يتعيََّن على الشركات الأخذ بالحسبان وتقييم ردود فعل المستهلكين. وقال: "يجب أن نجري نقاشا مستقيضا بشأن ما إذا كان المجتمع يود أن يكون هنالك حيوانات معدََّلة وراثيا، حتى من أجل هذه الفائدة المحتملة والجيدة جدا". وفي حال رغب القائمون على صناعة الأغذية والمزارع في بريطانيا باستخدام مثل هذه الطريقة لإنتاج الدواجن في البلاد، فسوف يحتاجون للحصول على موافقة مسبقة من "الهيئة البريطانية لمواصفات ومقاييس الأغذية"، والتني ستقوم بدورها بإجراء تقييم مفصََّل للسلامة قبل طرح المنتجات المعدَّلة في الأسواق.