تمسك الرئيس المصري حسني مبارك بالسلطة واستقالت حكومته رسميا يوم السبت في حين خرج متظاهرون الى الشوارع مرة أخرى يطالبون برحيله. وأمر مبارك قوات ودبابات الجيش بالنزول الى المدن مساء الجمعة وفرض حظر تجول في محاولة لاخماد احتجاجات الشوارع في أكبر الدول العربية سكانا والمتحالفة مع الولاياتالمتحدة. ومازالت النيران تشتعل في مبان حكومية منها مقر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم صباح يوم السبت بعد أن أضرم متظاهرون تحدوا حظر التجول النار فيها يوم الجمعة. وتناثر الحطام في القاهرة بعد أن شارك عشرات الالوف في مظاهرات تطالب بانهاء حكم مبارك الذي بدأ قبل 30 عاما في تحول غير مسبوق للاحداث في الدولة المحكومة بقبضة قوية. وطلب الجيش من المصريين يوم السبت عدم التجمهر ومراعاة حظر التجول الذي فرض في محاولة لانهاء الاحتجاجات التي اندلعت في شتى أنحاء البلاد مطالبة بانهاء حكم مبارك. وأورد التلفزيون نقلا عن بيان للقوات المسلحة "تناشد القوات المسلحة الجميع الالتزام بعدم الوقوف في تجمعات بالشوارع والميادين الرئيسية والالتزام بقرار حظر التجول." وأضاف البيان "المخالفون سيتعرضون للاجراءات القانونية." ووفقا لاحصاءات أجرتها وكالة رويترز قتل 54 شخصا عندما خاض المتظاهرون معارك كر وفر مع شرطة تستخدم الطلقات المطاطية والغاز المسيل للدموع والهروات وليست هناك بيانات رسمية. وقالت مصادر طبية ان 1030 شخصا على الاقل أصيبوا بجروح في القاهرة وتندلع المزيد من الاحتجاجات في مختلف ارجاء البلاد ومن المتوقع ان تتزايد وظهر مبارك على شاشات التلفزيون مساء يوم الجمعة مطالبا الجماهير بالتزام الهدوء وواعدا بمعالجة مظالم الشعب. وأقال الرئيس الحكومة لكنه أوضح انه يعتزم البقاء في السلطة. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان مجلس الوزراء المصري وافق يوم السبت بالاجماع على خطاب استقالته تنفيذا لخطاب مبارك في وقت متأخر من مساء الجمعة. واضافت الوكالة ان مجدى راضى المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء صرح بأن احمد نظيف رئيس وزراء الحكومة المنتهية ولايتها طلب من الوزراء الاستمرار فى تسيير اعمال وزاراتهم الى حين تشكيل حكومة جديدة. لكن نحو 200 متظاهر تجمعوا في ميدان التحرير يوم السبت لتأكيد مطالبهم برحيل مبارك في أول اشارة واضحة على أن من هم وراء التحركات في الشارع غير راضين عن تصريحاته. وردد المتظاهرون هتافات تقول "ارحل.. ارحل" وتجمعوا في التحرير على مرأى من القوات. ورددوا "سلمية سلمية". واصطفت الدبابات في الشوارع المؤدية الى ميدان التحرير. واحترقت ناقلة جنود مدرعت وتناثر في الميدان الحطام والاطارات المحترقة والاخشاب المتفحمة التي كانت تستخدم كحواجز مساء الجمعة. ويشكو المتظاهرون وأكثرهم من الشبان والفقراء من سكان المدن والطلاب من القمع والفساد واليأس الاقتصادي في عهد مبارك الذي يتولى السلطة منذ 1981 بعد أن اغتال اسلاميون سلفه أنور السادات. وامتدت تداعيات الاحتجاجات التي جاءت في أعقاب احتجاجات أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي قبل أسبوعين الى مختلف أرجاء الشرق الاوسط حيث يمكن أن يواجه حكام اخرون ينفردون بالسلطة تحديات مماثلة. كما تمثل الاحتجاجات معضلة بالنسبة للولايات المتحدة. وكان مبارك (82 عاما) حليفا مقربا من واشنطن ومتلقيا لمساعدات أمريكية على مدى عقود مبررا حكمه المطلق جزئيا بالاشارة الى تهديد من جانب متشددين اسلاميين.