أدخل العنصر القبلي الأزمة اليمنية نفقاً مجهولاً، بعدما انقسمت مواقف القبائل بين مطالبة بإسقاط النظام ومؤيدة لبقائه، فقد انضم مؤتمر بكيل، وهي ثانية أكبر قبيلة في اليمن بعد قبيلة حاشد، إلى صف المطالبين بالتغيير وإسقاط النظام، وذلك بعد أقل من يوم واحد على إعلان عدد كبير من مشائخ قبيلة حاشد، التي ينتمي إليها الرئيس علي عبدالله صالح، موقفاً مماثلاً، حيث طالب الشيخ حسين الأحمر الرئيس بالرحيل بعد 33 عاماً من الحكم، ما دفع العديد من مشائخ القبيلتين إلى التبرؤ من هذه المواقف، مؤكدين وقوفهم إلى جانب النظام والرئيس . وكان بيان لمؤتمر بكيل الذي يتزعمه الشيخ أمين العكيمي قد أكد: “وقوفه إلى جانب أبناء الشعب حتى تحقيق كل مطالبه وطموحاته بالطرق السلمية ويدعو الرئيس إلى تنفيذ مطالب الشعب المشروعة واتخاذ قرارات هامة وعاجلة تجسيداً لروح أهداف الثورة والوحدة اليمنية وفق مبادئ العدل والمساواة والحرية وتغليب المصلحة العامة على كل المصالح، وسرعة تقديم المتهمين بقتل الأبرياء إلى محاكمة عاجلة ومعالجة الجرحى وإطلاق المعتقلين وحماية المتظاهرين والمعتصمين المسالمين” . واعتبر البيان أن خروج المتظاهرين المطالبين بالإصلاح والتغيير بالطرق السلمية حق مشروع لكل أبناء الوطن ولابد من الاستماع والاستجابة لمطالب أبناء الشعب والعمل على تحقيقها، كما أيد بيان هيئة علماء اليمن، وأكد دعمه لتنفيذ ما ورد فيه من رؤى ومقترحات . ورفض عدد من مشائخ قبيلتي حاشد وبكيل ما أعلنه حسين الأحمر عن انضمام مشائخ القبيلتين إلى صفوف المطالبين بإسقاط النظام، وأكدوا أن حسين الأحمر لا يمثلهم ولا يعبر عنهم، بل يعبر عن رأيه الشخصي . ونقل عن الشيخ مجاهد القهالي، وهو معارض سابق للرئيس صالح وعاد مؤخراً من الخارج ليلتحق بالحزب الحاكم، رفضه لإعلان انضمام مشائخ حاشد إلى صفوف المطالبين بإسقاط النظام، معتبراً أن “من أعلن ذلك شأن يخصه ويعبر عن رأيه الشخصي”، وأكد أن “مشائخ حاشد يقفون مع النظام وانه لا يوجد أحد يحق له أن يتحدث باسم حاشد أو يدعي الوصاية عليهم”، كما أشار إلى أن “اليمن يعيش مخاضاً ديمقراطياً أساسه حرية الرأي والرأي الآخر” . وقال الشيخ خارف الحاشدي إن قبيلة حاشد مع الرئيس صالح، وان الحديث الذي صرح به حسين الأحمر لا يمثل مشائخ حاشد . أضاف: “نحن على مبدأ واحد بالوقوف مع الرئيس علي عبدالله صالح ولن يأتي الدهر بأفضل منه ونحن سنفديه بأولادنا ومن لا يريد علي عبدالله صالح فليشرب من البحر” . أما الشيخ مبخوت المشرقي فأكد استعداد جميع قبائل بكيل للقتال إلى جانب الرئيس صالح والدفاع عن وحدة الوطن وأمنه واستقراره . إلى ذلك دعت المعارضة المنضوية في إطار تكتل اللقاء المشترك إلى “ثلاثاء غضب” غداً احتجاجاً على ما وصفته بالمجازر التي ارتكبتها قوات الأمن خلال التظاهرات الأخيرة التي شهدتها مدينة عدن، حيث وصل عدد القتلى إلى نحو تسعة قتلى، واستنكر بيان للمعارضة “المجزرة الدموية البشعة التي شهدتها عدن يوم الجمعة والتي تورطت في أحداثها الدموية كل من القوات الخاصة والأمن المركزي وقوات النجدة، عبر إطلاق الرصاص الحي عشوائياً على المتظاهرين سلمياً في المدينة وعلى منازل المواطنين واقتحام بعضها بالقوة ودهس بعض المتظاهرين ومنع إسعاف الجرحى منهم، ما أسفر عن سقوط 9 شهداء وجرح العشرات من المتظاهرين والسكان” . على صعيد آخر، تظاهر العشرات من ذوي المعتقلين في الأمن السياسي أمام مبنى الأمن السياسي في منطقة حدة بالعاصمة صنعاء، وذكرت مصادر مطلعة أن المعتقلين الذين يطالبون بإطلاق سراحهم محتجزون على ذمة علاقتهم بتنظيم القاعدة . وفي تطور آخر، وبينما كان الرئيس صالح يلتقي بأعضاء الكتلة البرلمانية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، هاجم مصدر مسؤول بالحزب الأعضاء الذين قدموا استقالتهم منه، واتهمهم ب”الانتهازية”، ووصف المصدر الأعضاء المستقيلين وعددهم 12 نائباً ب”الشوائب والطفيليين” الذين قال إنهم “عجزوا عن إحداث أي تطور داخل التنظيم بقدر ما حاولوا جاهدين إحباط الأوفياء من أعضائه وأنصاره” . ميدانياً، شيع أهالي مدينة عدن أمس اثنين من ضحايا المواجهات الأخيرة، قتلا بالرصاص الجمعة، في ظل انتشار كثيف للدبابات والعربات المصفحة، وقال شهود عيان إن الآلاف شيعوا القتيلين بدون وقوع مواجهات مع قوات الأمن . تزامن ذلك مع اعتقال أربعة عناصر قيادية بارزة في الحراك الجنوبي على خلفية الأحداث التي شهدتها عدن الجمعة، وهم السفير قاسم عسكر جبران، يحيى الشعيبي، عيدروس محسن جبران، وعبدالخالق صلاح، وبحسب مصادر أمنية فإن الاعتقال جاء بعد تحقيقات مع عدد من المطلوبين تم ضبطهم خلال المواجهات الأخيرة .