قال تقرير أعدته لجنة الحريات بنقابة الصحفيين اليمنيين إن السلطات الأمنية صعدت من حملة مصادرة الصحف المستقلة والحزبية منذ اشتداد الاحتجاجات الشعبية التي تشهد اليمن منذ أكثر من شهرين ، مشيرة في تقريرها إلى أنها رصدت حوالي 28 حالة مصادرة واحتجاز خلال أقل من شهرين تعرضت لها 14 صحيفة مستقلة ،وصحيفة معارضة واحدة . ووفقا للتقرير ، فقد انعكس استنفار السلطات الأمنية بشكل سلبي على الصحافة والصحفيين ،حيث زادت الاعتداءات والانتهاكات بحق الصحافة والصحفيين لتصل حد القتل. وقال إنه بات واضحا مؤخرا أن السلطات الأمنية أوكل إليها مهمة المصادرة اليومية للصحف واحتجازها وموزعيها وحتى سائقي السيارات التي تنقل الصحف إلى المحافظات ، وهو الهم الذي تتعامل معه نقابة الصحفيين بشكل يومي، من خلال التواصل مع الجهات الأمنية لإطلاق صحيفة هنا أو هناك وإعلان موقف رافض ومندد بتلك الوقائع. و ذكر التقرير " فيما يقل عن الشهرين رصدت النقابة حوالي 28 حالة مصادرة واحتجاز خلال الفترة من 6 مارس إلى 30 ابريل تعرضت لها 14 صحيفة مستقلة ،وصحيفة معارضة واحدة هي صحيفة الثوري، واعتمدت في رصدها على البلاغات التي تصلها من الصحف ومتابعتها اليومية ". و أوضح " يتضح من خلال الرصد أن 9 حالات مصادرة للصحف تمت من قبل النقطة الأمنية بنقيل يسلح، وخمس حالات من قبل السلطات الأمنية بعدن ،وخمس حالات من قبل السلطات الأمنية بتعز ،وخمس حالات من قبل السلطات الأمنية وبلاطجة في أمانة العاصمة. وثلاث حالات قامت بها السلطات الأمنية بالحديدة ،وحالة واحد قامت بها نقطة أمنية تقع بين مدينتي ذمار ويريم ". و لفت إلى أنه " لوحظ أن معظم حالات المصادرة نفذها قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي،إضافة إلى أقسام شرطة،فيما سجلت حالة واحده نفذها بلاطجة في العاصمة صنعاء ". و أفاد " جاءت صحف الأولى ، والأهالي ،اليقين، وإيلاف والشارع في المرتبة الأولى بين الصحف الأكثر مصادرة ب3 حالات مصادرة ، ومن ثم صحف الثوري ،و حديث المدينة والمصدر بحالتين ، فيما تعرضت سبع صحف آخري لحالة مصادرة واحدة هي (النداء،الديار،القضية،الشاهد، أخبار اليوم، الأمناء،والتحديث) ". وتابع " كما رصدت حالتي إتلاف وحرق لصحيفتي إيلاف وحديث المدينة، حيث أتلفت عناصر أمنية في نقطة تقع بين ذمار ويريم تتبع قوات الحرس الجمهوري نسخ من صحيفة إيلاف، فيما أحرق مدير أمن مديرية سنحان 3000 نسخة من صحيفة حديث المدينة. و بحسب التقرير " فإن زيادة عن الخسائر المادية والمعنوية للصحف من هذه الحملة فأن الضيق بدا واضحا لدي مسئولي الصحف والنقابة معا، وهو الأمر الذي جعلنا نلتقي اليوم للوقوف أمام هذا التصعيد الأمني والتشاور حول آليات التصعيد لمواجهة هذه الحملة الشعواء ضد الصحف المستقلة والحزبية ". وكانت عقدت النقابة أمس السبت لقاءً مع رؤساء تحرير الصحف المستقلة والحزبية لمناقشة حملة المصادرة المتصاعدة من قبل السلطات الأمنية ضد الصحف. وفي اللقاء أوضح رؤساء التحرير الأضرار المادية والمعنوية التي تتكبدها الصحف جراء هذه المصادرة الممنهجة والتي تشرف عليها لجنة أمنية عليا. وقال بيان عن اللقاء " إن نقابة الصحافيين وهي تجدد رفضها المطلق لحملات المصادرة شبه اليومية للصحف من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية بعد أن كانت هذه المهمة موكلة لوزارة الإعلام فأنها تدين مثل هذه المصادرة التي تعدت على الحريات وألحقت الخسائر الباهظة بالصحف والصحفيين العاملين بها ". وطالبت النقابة وزارة الداخلية بتعويض الصحف عن الخسائر التي لحقت بها، مالم فأنها ستلجأ إلى القضاء ومقاضاة كل من يقف وراء هذه الحملة التعسفية. مؤكدة أنها ستصعد لمواجهة هذه الحملة بكل الوسائل المتاحة بالتعاون مع شركائها الإقليميين والدوليين حتى إنهاء هذه الحملة. و قال البيان " إن نقابة الصحفيين تؤكد على أهمية ما تم الاتفاق عليه مع رؤساء تحرير الصحف المستقلة والحزبية لمواجهة هذه الحملة المنتهكة للدستور والقانون والمرهقة ماليا للصحف ،وهي بصدد التشاور مع مستشارها القانوني حول الإجراءات القضائية المقر اتخاذها والجهات التي سترفع ضدها الدعوى القضائية ". و أكدت النقابة أنها ستقوم بالتواصل مع شركاؤها الدوليين، خصوصا الاتحاد الدولي للصحفيين لخلق نوع من التضامن والاستنكار الدولي ضد هذه الحملة، وممارسة نوع من الضغط على النظام الحالي لإيقاف عدائه وممارساته التعسفية ضد الصحافة والصحفيين.كما جاء في بيان اللقاء .