اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن رجل الدين الاميركي المتشدد اليمني الأصل أنور العولقي القيادي بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية واتباعه، سيكونون الهدف التالي بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على يد قوات خاصة اميركية في باكستان مطلع الشهر الجاري. ونسبت صحيفة ديلي تليغراف الصادرة الاربعاء إلى كاميرون قوله أمام لجنة برلمانية إن العولقي واعضاء جماعته المرتبطة بتظيم القاعدة في اليمن "يجب انهائهم، وأنا لا أشك في أنه شخص خطير للغاية يقف وراء بعض المؤامرات الأخيرة التي شهدناها". واضاف كاميرون "سيكون من مصلحتنا إذا ما تمت مهاجمة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بشكل صحيح وانهائه، ولكن يجب أن نتصرف بما يتماشى مع القانون الدولي في ذلك". وتعتقد الاستخبارات البريطانية أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية هو الفرع الأكثر خطوة في شبكة تنظيم القاعدة. وكانت تقارير صحفية حذّرت من أن العولقي، المولود في الولاياتالمتحدة لأبوين يمنيين والبالغ من العمر 40 عاماً، وضع خطة لضرب بريطانيا انتقاماً لمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن. وادرجت الولاياتالمتحدة اسم العولقي إلى لائحة التصفيات بعد اتهامه بالوقوف وراء سلسلة من الهجمات الارهابية، واوردت تقارير أنها نشرت في اليمن طائرات من دون طيار مزودة بصواريخ لاغتياله بعد أن اتهمته بالوقوف وراء عملية قاعدة فورت هود بولاية تكساس الأميركية والتي راح ضحيتها 13 جندياً أمريكياً، والمحاولة الفاشلة في كانون الأول/ديسمبر الماضي لتفجير طائرة ركاب فوق مدينة ديترويت الأميركية، ومحاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها السفير البريطاني في اليمن. الى ذلك كشفت صحيفة ديلي تليغراف الصادرة الاربعاء أن الولاياتالمتحدة كثّفت محادثات السلام المباشرة مع حركة طالبان، وعقدت ما لا يقل عن ثلاثة اجتماعات مع شخصيات يُعتقد أنها قريبة من زعيم الحركة الملا عمر في قطر وألمانيا في الأيام الأخيرة. وقالت الصحيفة إن المحادثات بدأت قبل مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في الثاني من أيار/مايو الماضي، ويعتقد دبلوماسيون اميركيون وبريطانيون أن موته يمكن أن يعطي زخماً اضافياً للمحادثات وانسحاب قوات منظمة حلف الأطلسي (ناتو) من افغانستان، والذي من المقرر أن يبدأ في تموز/يوليو المقبل. واضافت أن الرئيس الاميركي باراك أوباما يتجه إلى الاعلان عن سحب عدة آلاف من القوت الاميركية من أصل 100 ألف جندي أميركي ينتشرون في افغانستان، فيما أبدى رئيس الوزراء البريطاني استعداده لأن يحذو حذو حليفه ويسحب قسماً من قوات بلاده من افغانستان البالغ عددها نحو 10 آلاف جندي ينتشر معظمهم في اقليم هلمند. وكانت المحادثات السابقة بين الجانبين انهارت بعد الكشف عن أن القائد الطالباني الذي تم نقله جواً بطائرة تابعة لحلف الأطلسي إلى كابول كان صاحب متجر حاول كسب بعض المال، كما تعثرت محاولات أخرى للحوار بعدما تعذر التأكد من هويات مبعوثي طالبان. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول غربي في كابول قوله إن الولاياتالمتحدة "كانت على اتصال مباشر مع حركة طالبان في اعقاب التغير الجذري الذي ادخلته على سياستها الخارجية هذا العام واحجامها عن وضع شروط مسبقة، وتخفيف حركة طالبان في المقابل من مطالبها بعدم الانخراط في مفاوضات سلام قبل انسحاب القوات الأجنبية من افغانستان". وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون اعلنت في شباط/فبراير الماضي أن بلادها لن تصر على وضع شروط مسبقة للحوار مثل اعلان طالبان عن التخلي عن تنظيم القاعدة وقبول الدستور الافغاني. وقالت الصحيفة إن الدبلوماسيين البريطانيين يعتقدون أن الاميركيين انتقلوا إلى موقع أقرب إلى موقف لندن، والتي شجّعت على فتح حوار مباشر مع قادة طالبان المؤيدين للسلام.