نظم الحزب الديمقراطي اليمني عصر أمس الثلاثاء منتداه الأسبوعي الثاني تحت عنوان "تطورات الاحداث الأخيرة في (تعز - والحصبة)وانعكاساتها على مسار الثورة الشبابية السلمية" . وقد دار النقاش في المنتدى الذي شارك فيه نخبة من السياسيين والاعلاميين والناشطن الحقوقيين وعدد من قيادات شباب الثورة – حول محورين الأول بعنوان" تطورات الأحداث الأخيرة في كلا من محافظة تعز, ومنطقة الحصبة أمانة العاصمة وما نجم عنها وانعكاسات ذلك على مسار الثورة الشبابية السلمية " – وجاء المحور الثاني بعنوان "الدور المطلوب من الشباب الوقت الحالي لحسم الثورة" – وكان المحور الثالث بعنوان "العوامل السياسية والإعلامية الخارجية وأثرها على مسار الثورة الشبابية" . وقد افتتح النقاش بكلمة افتتاحية للأستاذ عبدالسلام الفقية الأمين العام المساعد للحزب الديمقراطي اليمني كلمة افتتاحية رحب فيها بالحاضرين مؤكداً بأن الحزب لم يباشر اقامة فعالياتة الاسبوعية الا بعد اكتسابة الشرعية الثورية التي بدأت باقامتة مؤتمرات صحفية وندوات عامة واصدارة صحيفة "الديمقراطي" وتدشين موقعة على شبكة الانترنت. وتطرق الفقية للحديث عن تطورات الاحداث في محافظة تعز وكذلك منطقة الحصبة امانة العاصمة .. مبينا ان هذه الاحداث تبين أن الثورة الشبابية تمر بمرحلة خطيرة وهو الأمر الذي استند الية الحزب في اقامة الندوة التي تهدف الى كشف المستور ومعرفة مكامن الاخطاء وتقويمها وصولا الى المعالجات السليمة لتصحيح مسار الثورة السبابية الشعبية السلمية .. متمنيا ان يفضي النقاش الى نتائج وتوصيات دقيقة يهتدي بها الشباب في المرحلة المقبلة. وقد سرد الزميل الصحفي أحمد الزكري رئيس اللجنة الاعلامية للتحالف المدني للثورة الشبابية – بعضاً من التطورات التي شهدتها ساحة الحرية بتعز مؤخراً مبينا مدى القسوة والرعونة التي تعامل بها النظام في قصف المعتصمين. وقال الزكري :ما شهدتة تعز كان متوقعا اذ أنة عبارة عن نتيجة لتراكم جملة من الاخطاء التي رافقت عملية الاعتصام منذ الايام الاولى لانطلاق الثورة – والتي منها حسب قولة أن الحماس الثوري الكبير الموجود لدى الشباب ينقصة التخطيط والتكتيك ومعرفة متطلبات الثورة وما يجب ان يقوم بة الشباب في الفترة القادمة, الى جانب الاخطاء التي ارتكبتها الاحزاب السياسية والمتمثلة في تنصلها عن مساندة الشباب وتركيزها على اهتماماتها السياسية على حساب الثورة, بالاظافة الى كثرة التكتلات والحركات داخل ساحات الاعتصام ووغياب التنسيق فيما بينها .. مبينا أن هذه الاخطاء عملت على افتقاد الشباب لرؤية الواضحة للثورة ومداها وعملية عكسها على ارض الواقع . وتطرق رئيس اللجنة الاعلامية للتحالف المدني للثورة الشبابية للحديث عن عن الاحزاب ومالعبتة من ادوار خلال مرحلى الثورة سلبا وايجاباً .. وقال : الواجب على هذه الاحزاب اعادة النظر في سياساتها وطبيعة ادائها الثوري .. ومسألة علاقتها بالشباب والمسارعة الى تصحيح تلك الاخطاء في اقرب وقت ممكن . من جانبة قال الناشط السياسي وليد العديني الحقيقة نحن امام مشكلة كبيرة تشهدها ساحات الاعتصام في عموم الجمهورية وتتمثل في تعدد التكوينات الشبابية وغياب التخطيط والتنسيق فيما بينها .. معتبرا ما حصل في تعز الذي شبهه بما حصل في "الاربعاء الدامي" عندما قام مجموعه من الشباب بالزحف باتجاة رئاسة الوزراء بصنعاء وتعرضوا للقصف بطريقة وحشية – كان نتيجة لهذه المشكلة . وكشف العديني عن قيام مجموعة من قيادات الاحزاب بالانسحاب من ساحة الحرية بتعز قبل تعرضها للاعتداء من قبل قوات النظام بفترة وجيزة معتبراً ذلك مؤامرة مدبرة مسبقاً .. مبينا أن هناك قوى في الثورة تعمل على جر الشباب الى مربع العنف وذلك بهدف اثارة الرأي العام وحتى تتمكن من التباكي فيما بعد . كما كشف العديني عن قيام قيادة الفرقة الالى مدرع بتجنيد عدد من شباب الثورة .. مؤكدا أن الذين لديهم مؤهلات من الشباب يجندون لمدة ثلاثة اشهر ثم يتخرجون برتب عسكرية .. في حين يجند الشباب العاديين ثلاثة اشهر ويتخرجون كجنود عاديين .. محذرا من مخاطر هذه العملية وما يضمرة القائمون على ذلك للثورة وللشباب في الفترة القادمة . وعن تطورات الاحداث في منطقة الحصبة قال العديني : انا ارى ان ما يحصل في الحصبة ليس سوى صراع بين الابناء الذي وصفهم ب"الورثة" معتبراً ذلك صراع شخصي يعيد الى الاذهان ما حصل في 5 نوفمبر 1967م . واشار العديني الى وجود مؤامرة على الثورة من قبل بعض الاطراف والشخصيات السياسية والتي تسعى الى التحضير الى الاعلان عن المجلس الوطني الانتقالي معتبرا الاعلان عن المجلس العسكري واصدار البيان الاول جزء من المؤامرة يكشف عن مرحلتها الاولى.. مطالبا الشباب بالتنبة لهذه المخططات والعمل على وضع حد لها . أما الاستاذ والكاتب الصحفي المعروف محمد صالح الحاضري فقد ركز حديثة عن المؤثرات الخارجية السياسية والاعلامية وانعكاساتها على الثورة الشبابية – مبينا بالتفصيل كافة الاثار السلبية والايجابية ذات الصلة بذلك.. مستعرضا العديد من الامثله مما شهدتة المنطقة العربية في الفترات الماضية . وقال الحاضري المطلوب من القوى الثورية الموجودة حاليا في الساحات – ان تتطور من الناحية القيمية والفكرية .. مشيراً ان وصولها الى هذا المستوى من التطور سيعينها على تجاوز الاخطاء وادراك ما يجب عليها فعلة في سبيل انجاح الثورة في قادم الايام . وتطرق الحاضري الى غلبة الوجود الديني والقوى التقليدية في الثورات مقابل غياب التواجد للقوى التقدمية مبيناً أثار ذلك وانعكاساتة على مسار الثورة الشبابية سلبا وايجابا ..مشيرا الى غياب دور المثقفين في الثورة .. موضحا ان عملية تغييب المثقف كانت متعمدة من قبل القوى الدينية التي لا تحبذ الفكر الفلسفي .. وقال الحاضري: هناك العديد من المثقفين والكتاب ضلوا طوال العشرين سنة الماضية يكتبون ويناقشون كافة القضايا والمشكلات التي يشهدا المجمع وقد طرحوا الكثير من الرؤى والافكار القيمة .. مضيفاً كان حريا بالشباب الرجوع الى تلك الرؤى ومناقشتها والاستفادة منها بشتى الطرق والوسائل .. وساق الحاضري جملة من الامثلة عن دور الثقافة والفكر في صنع تحولات الأمم والشعوب .. مشيرا الى خطورة سيطرة القوى الدينية على الثورة .. مؤكدا ان ما الاساس الذي نحتاجة هو دولة وطنية تمتلك فكر وطني ومدني . واختتم حديثة بالقول : اعتقد انة وفي حال استوعبت كافة الاطراف الموجودة حاليا على الساحة اهمية وجود دولة مدنية فإن من شأن ذلك ان يذيب كافة الخلافات والمشكلات والخصومات الموجودة فيما بين تلك الاطراف الوقت الحالي . بعد ذلك فتح باب النقاش حيث قدمت العديد من الداخلات حول موضوع المنتدى من قبل كلا من الزميل توفيق الجند, والاخ محمد العماري, والزميل محمود الهجري رئيس تحرير صحيفة "الديمقراطي" والزميل محمد جبران عضو الدائرة الاعلامية بالحزب الديمقراطي اليمني, والزميل الصحفي محمد شمسان رئيس المجلس التنسيقي لقوى الثورة السلمية, والاخ لؤي القرشي, والاخ فؤاد السامعي, والاخ نجيب الوشلي مسئول العلاقات والتوزيع بصحيفة الديمقراطي .. كما طرحت العديد من التساؤلات من قبل الحاضرين والمشاركين . واختتم المنتدى الذ اقيم في مقر الحزب الديمقراطي اليمنيبصنعاء بكلمة ختامية للزميل رياض السامعي عضو الدائرية السياسية بالحزب الديمقراطي اليمني.. هذا وسيتم نشر تفاصيل ما تم مناقشتة في المنتدى بشكل عام في العدد القادم من صحيفة"الديمقراطي"لسان حال الحزب الديمقراطي اليمني . ويأتي هذا المنتدى في إطار الفعاليات السياسية التي عكف الحزب الديمقراطي اليمني على تنظيمها منذ تدشين نشاطه السياسي في اليمن قبل حوالي الشهرين .. حيث سبق له وأقام العديد من المؤتمرات الصحفية والندوات .. كما قام بإصدار صحيفة "الديمقراطي" الناطقة باسمة .. ويعتزم الحزب إلى جانب تنظيم منتداه هذا بشكل أسبوعي إقامة العديد من الفعاليات والأنشطة السياسية المختلفة خلال المرحلة القادمة.