شهدت ساحة التغيير بصنعاء مساء أمس الاثنين حفلاً خطابياً وفنياً كبيراً احتفاءً بالذكرى ال 37 لحركة 13 يونيو التصحيحة المجيدة بقيادة الشهيد إبراهيم محمد الحمدي شارك فيه آلاف الشباب والمعتصمين في الساحة وبحضور عدد من رفاق الشهيد وأفراد أسرته وأسر شهداء 15 أكتوبر وعدد من الأدباء والمثقفين والقيادات الشبابية والحزبية . وتضمن برنامج الاحتفال العديد من الكلمات والفقرات الفنية أبرزها كلمة رفاق الشهيد ألقاها اللواء نصار الجرباني قائد حركة 15 أكتوبر بالاضافة إلى كلمة نقيب الصحفيين اليمنيين الأسبق عبدالباري طاهر . وكان لشباب الساحة حضورهم حيث ألقيت كلمة المنظمين للحفل ألقتها سماح ردمان نائبة المجلس التنسيقي لقوى الثورة السلمية (نصر) بالاضافة إلى كلمة اللجنة التنظيمية للثورة ألقاها علي الديلمي وكلمة شباب الثورة ألقاها شهاب الشرعبي . وكان لأسرة الشهيد حضورها بكلمة لحمدي يحيى الحمدي وكلمة أخرى لعصام علي قناف زهرة بالاضافة إلى عدد من القصائد الشعرية والفقرات الفنية حيث تم عرض فيلم وثائقي عن حياة القائد الشهيد متناولاً محطات عامة من حياته الشخصية والعامة بالإضافة إلى عرض مسرحي . وتناولت كلمة اللواء نصار الجرباني محطات هامة من حياة القائد الشهيد في التواضع والزهد ونكران الذات وكذلك أهم المنجزات التي تحققت على الصعيد التنموي من خلال اقرار أول خطة خمسية تنموية شاملة وأول مشروع حقيقي لبناء جيش وطني قوي ولاؤه الأول والأخير للشعب والوطن من خلال تطهير الجيش من مراكز النفوذ والسلبيات القبلية والمناطقية وتطوير مهارات ومعارف الجيش بما يجعل منه جيشاً محترفاً وشريكاً أساسياً في عملية التنمية . وأوضح اللواء الجرباني أن الثورة الشبابية الشعبية أعادت الاعتبارلحركة 13 يونيو ومشروعها الحضاري النهضوي الذي وضع أسس بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي عمل علي صالح على تدميرها والقضاء عليها في اطار مشروعه الاستبدادي الفردي العائلي الدموي للاستيلاء على مقدرات البلاد ونهب ثرواته . ونوه الجرباني لما تحقق على صعيد العمل التعاوني الأهلي ولجان التصحيح المالي والاداري والاستثماري الأمثل للموارد العامة للدولة في ظل محدوديتها وتحقيق الاستقلال للقرار السياسي الوطني بعيداً عن سيطرة القوى الاقليمية والدولية لافتاً لما تحقق على مستوى اعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة والنتائج التي قطعها في هذا المجال خصوصاً في ظل الثقة والتعاون بين الزعيمين إبراهيم الحمدي وسالم ربيع علي . ودعا الجرباني شباب الثورة في مختلف الميادين والساحات والقوى السياسية ومختلف القوى المؤيدة للثورة إلى الإنضواء تحت ائتلاف موحد ينسق الثورية ويوجهها نحو تحقيق أهدافها خصوصاً وأن الثورة تمر بأهم مراحلها المتمثلة بمرحلة الحسم . من جهته أكد الأستاذ عبدالباري طاهر أن حركة 13يونيو التصحيحية جاءت امتداداً طبيعياً لثورة السادس والعشرين من سبتمبر وحملت مشروعاً حضارياً لبناء اليمن الجديد الضامن للمساواة والحرية والعدالة الاجتماعية لكل أبنائه . وأشار طاهر إلى أهم المنجزات التي حققتها الحركة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وكذلك تحقيق الحضور الاقليمي والدولي الفاعل لليمن . ووصف طاهر تجربة الشهيد الحمدي التي لم تتجاوز ثلاث سنوات وبضعة شهور بأنها العصر الذهبي لليمن . فيما أوضح علي الديلمي عضو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية أهمية احتضان ساحة التغيير بكل ائتلافاتها ومكوناتها لهذه الفعالية الاحتفائية بحركة يونيو باعتبارها حركة هدفت إلى تصحيح مسار الثورة اليمنية واعادة الاعتبار لمشروعها الحضاري . ونوه الديلمي لدلالة الاحتفاء والالتفاف الجماهيري الكبير حول الشهيد الحمدي ومشروعه الحضاري من الشباب الذين لم يعرفوه ولم يعايشوا مرحلته . من جهتها قالت الأخت سماح ردمان أن هدف الاحتفاء بذكرى 13 يونيو هو من اجل استلهام العبرة والعضة من أحداث تاريخنا، واستلهام المعاني الحقيقية للحركة ومشروعها الوطني وأهمها قدرة الشعب على صنع المستحيل عندما يمتلك إرادته ويشعر بكرامته وعزته. وأكدت ردمان على أهمية السير بهذه الثورة إلى غاياتها بتحقيق أهدافها في إسقاط النظام والبدء بتأسيس الدولة المدنية المؤسسية الديمقراطية الحديثة ، وعدم الحياد عن هذه المطالب مهما كانت التضحيات ،مشددة على ضرورة مواجهة كل المحاولات الهادفة على إجهاض الثورة أو تحويل مسارها أو إعاقتها عن بلوغ كل أهدافها. وأكد أن نجاح الثورة يكون بالوحدة والتلاحم وعدم الإصغاء أو الانجرار وراء دعوات الفرقة والتمزق، والاستمرار على مواصلة الثورة بكل فعالياتها وعنفوانها حتى تحقيق كل مهامها. وقالت :" ليس من المصادفة أن القوى الداخلية والخارجية التي خططت ونفذت جريمة اغتيال الشهيد الحمدي ورفاقه عام 1977 واغتالت معهم مشروعنا الوطني النهضوي، هي ذاتها وبعينها التي تجاهد اليوم وبكل طاقتها لإجهاض هذه الثورة السلمية المباركة التي نخوضها اليوم،ولكن هيهات لهذه القوى الخبيثة أن تحقق مآربها مرة أخرى. وتحدثت ردمان عن منجزات الحركة التصحيحية في كافة المجالات ، والازدهار الذي شهدته بلادنا مع الخطوات الأولى لتأسيس الدولة المدنية الحديثة. أما الشاب شهاب الشرعبي فقال في كلمة القها في الفعالية إن الاحتفاء بحركة يونيو التصحيحية هذا العام يأتي وشعبنا عاقد العزم على إنجاز ثورته السلمية، وفي لحظة تاريخية تعيشها اليمن وهي تستعيد كرامتها وحريتها، بعد أن اعتبرها نظام الطاغية علي صالح ميراث يورثه لأبنه، ويوزعه على أفراد عائلته وأسرته وأنسابه ومقربيه. وأضاف الشرعبي إن الحضور التلقائي والعفوي للشهيد الحمدي اليوم في مختلف ساحات النضال يجسد المكانة الكبيرة والحضور المتميز لهذا القائد ومشروعه التاريخي في قلوب الملايين. وأشار إلى أنه رغم مرور 37 عاما على قيام حركة يونيو التصحيحية الخالدة إلا أن ثورة 15 يناير 2011 جاءت امتدادا لها خصوصا أن معظم أهداف ومطالب الثورة الشبابية الشعبية هي ذات الأهداف التي تصدرت أجندة حركة 13 يونيو 74م. وأكد الشرعبي أن الشعب اليمني عرف طريقه ومصمم على تحقيق أهداف ثورته ، داعيا الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة السعودية وغيرهم من القوى المحلية والدولية أن يدركوا زمن الوقوف أمام أرادات الشعوب قد ولى إلى غير رجعه، وعليهم ان يعيدوا حساباتهم الخاطئة والكف عن حبك المؤامرات ،والتدخل في الشئون الداخلية لبلادنا . أما المهندس خلدون شرف العامري أكد في كلمة القها بأسم التكتلات في ساحة التغيير إن خروج الناس للساحات والميادين منذ أربعة أشهر هو استمرار لمسيرة القائد الشهيد إبراهيم محمد الحمدي سلمية بيضاء ، كما كانت مسيرة التصحيح المالي والأداري مفتاحا لتصحيح كل المسارات. وقال العامري أن فترة حكم الحمدي كشمعة أضأت ليل شديد العتمة ، استطاع خلالها الحمدي إعادة الاعتبار لأهداف ثورة 26 سبتمبر ليجعل منها نبراسا يستضاء به. وأكد أن الشباب خرجوا اليوم لتجسيد روح الشهيد الحمدي والمضي على خطاه لنعيد للوطن الكرامة والعزة. من جهته قال حمدي الحمدي أن إبراهيم الحمدي ليس ملكا لأسرته وإنما ملكا للشعب اليمني. مشيرا إلى أنه تولى زمام الحكم والحركة التصحيحية وهو لم يزال شابا هو ورفاقه علي قناف زهرة وآخرين. وتحدث عصام قناف عن قيم وفكر حركة 13 يونيو ، واخلاق رجال الحركة والانجازات التي حققتها .