نظم شباب الثورة اليمنيةبأسيوط ، الأربعاء الماضي ، أمام ساحة جامع عمر مكرم أشهر مساجد أسيوط وقفة تأييد ومناصرة للثورة شارك فيها العشرات من الطلاب والباحثين اليمنيين الدارسين في جامعة أسيوط ، طالبوا فيها بتفعيل المجلس الانتقالي وسرعة الحسم الثوري وعبروا عن رغبتهم في توسيع دائرة التشاور والتنسيق بين مكونات الثورة لتجاوز العقبات والتحديات التي يواجهها تطوير وتفعيل آليات المجلس الانتقالي. وقال الدكتور عبد العزيز منصور أحد المنظمين لهذه الوقفة "إن وقفتنا هذه تهدف للتواصل مع شباب الثورة في الساحات داخل الوطن لإيصال رسالة واضحة من شباب المهجر بأنهم مع الثورة قلبا وقالبا وهم يؤيدون أي مبادرة لأجل الحسم الثوري بما فيها المجلس الانتقالي ونؤكد على ضرورة التصعيد الثوري السلمي". وكان الدكتور هاني المغلس قد ألقى بيانا خطابا صادرة عن شباب الثورة اليمنيةبأسيوط وتم نقله تلفونيا مباشر مع ساحة التغيير بصنعاء أكد المشاركون في الخطاب على أهمية توحيد الصف، ونبذ الفرقة والخلاف، والوعي بشروط مرحلة ثورية جديدة تتطلب تكتيل وتنظيم العمل الثوري، واعتماد خيار التصعيد السلمي طريقا وحيدا لتحقيق أهداف الثورة. وفيما يلي نص الخطاب الموجه من أنصار الثورة اليمنية في أسيوط إلى ساحة التغيير بصنعاء ومن خلالها إلى جميع الساحات : بسم الله الرحمن الرحيم أيها الثوار الأحرار في ساحات التغيير والحرية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته باسم أنصار الثورة الشعبية السلمية في مدينة أسيوط بجمهورية مصر العربية نجدد دعمنا وتأييدنا لكم، ونعبر عن وقوفنا ورائكم في درب النضال والحرية حتى تحقيق أهداف الثورة كاملة غير منقوصة. إن طريق الحرية عصيب، ومسالكها جد عسيرة، فالطغاة ما تركوا دربا للحرية إلا وزرعوا فيه أشواك الاستبداد، وألغام الفوضى والخراب، وانتم لا شك تدركون ذلك، فليس جديدا أو مفاجئا أن نجد اليوم في طريق ثورتنا تحديات، فالحرية دونها صعاب كثيرة، وأعدائها كثر، وطريقها شاق طويل، وقد لمسنا في صبركم وصمودكم وثباتكم عزيمة المؤمن بدينه، وثبات المخلص لوطنه، ورأيناكم تقبضون على جمر الحرية في وقت تحاول فيه بقايا النظام أن تسلط عليكم سياط الجوع والفوضى، وتحاول حرمانكم من ضرورات الحياة اليومية، فما اشد بأسكم وما أقوى عزائمكم، وما أجدركم بالنصر. لقد تداعى نظام صالح تحت صرخات الثورة السلمية وتضحياتها المستمرة، وها هو ذا يخفي ضعفه وهوانه خلف كبرياء زائف، وغرور مريض، ويثبت انه نظام لا يعتبر بسنن الله، ولا يكترث بدروس التاريخ، ولا يستمع لعقل أو منطق، ونظام كهذا ليس له إلا ثورة غضب متقدة تأخذه بغتة وتلقيه حيث يستقر الطغاة أذلاء صاغرين. نعبر لكم يا ثوار اليمن الأحرار، ويا أمل بلدنا بمستقبل مشرق، عن حرصنا على أن نراكم صفا واحدا مرصوصا كالبنيان، يشد بعضه بعضا، لا تفرقه الو لاءات الضيقة، أو الانتماءات الحزبية، أو الاختلافات السياسية، فجميعكم أبناء ثورة واحدة، عنوانها الحب والوئام، وهدفها يمن جديد قوي حر مستقر، من هذا المنطلق ندعوكم إلى نبذ كل ما يمكن أن يؤدي إلى الفرقة والتنازع، أو يعطل مسيرة الحرية، وتذكروا دوما أن إرادة الله عز وجل شاءت أن تكونوا انتم في الصدارة، وان تحملوا في هذا الظرف التاريخي أمانة وطن وتعبروا هبه إلى شاطئ الأمان، إن مستقبل الوطن يتوقف على قراراتكم في هذه اللحظة المصيرية، ينبغي أن يملأ كل واحد منكم إحساس بأنه يحمل على عاتقه وطن بأكمله، وان يتحرك ويفكر ويعمل بمقتضى ذلك، فمثل هذا الشعور هو العاصم من الفرقة والكفيل بأن يخلق روح التسامي ونكران الذات. في هذا الإطار لا يسعنا إلا أن نرحب بالمجلس الانتقالي الذي جرى الإعلان عنه قبل أيام كما نرحب بأي جهد وطني يخدم مسار التصعيد السلمي للثورة ويساعد على تحقيق أهدافها، وندعو من منطلق وطني صرف إلى توسيع دائرة الحوار والتشاور والتنسيق بين مكونات الثورة لتطوير صيغة المجلس الانتقالي الحالي كي يستوعب جميع مكونات الثورة ويكون قادرا على انجاز أهدافها كاملة. وبناء على ذلك أيضا ندعوكم أيها الثوار إلى اعتماد التصعيد السلمي سبيلا وحيدا لتحقيق أهداف الثورة، وتكتيل الجهود وتنظيمها وراء هذه الغاية، خاصة بعد أن ظهر تصلب النظام وعناده، وتواطؤ قوى إقليمية ودولية معه. إن العمل وفق الاعتقاد بإمكانية السقوط التلقائي للنظام، أو الرهان على صحوة ضمير الطاغية، لن يغني عن تقديم التضحيات شيئا، إن التضحية هي التي صنعت الثورة يوم أن كانت مشروعا في أذهان بضعة آلاف من الشباب، وهي التي جعلت الثورة فعلا ممكنا وبدونها لن تنجز الثورة أهدافها. أيها الأحبة إن النظام يتداعى ويتعلق تارة بحبال الفوضى، وأخرى بأهداب الخارج، ونحن نرى أن كل ضعف يلحق بالنظام يجب أن يترجم إلى قوة فعلية للثورة، وذلك رهن مجموعة من الشروط أهمها القدرة على التحرك السريع لملء الفراغ الذي يخلفه تراجع النظام، فالثورة هي التي ينبغي أن تملأ الفراغ في المحافظات والمديرات المختلفة، لا الجماعات المتطرفة أو الفوضويون من سدنة النظام. ندرك أيها الأحرار ما تعيشونه من معاناة إنسانية رهيبة على كافة الصعد،وندرك أن الثورة تتحرك في ظروف جد قاسية، لكن صمودكم المستمر يبعث فينا أملا متجددا بانتصار الثورة،ويملؤنا يقينا أن الانتصار سيكون كبيرا بحجم المعاناة التي تعيشونها اليوم."