هوت أبرز أسواق المال العربية، الأحد، على وقع تأثرها ببوادر أزمة ديون سيادية دولية جديدة، وفتحت معظمها على هبوط حاد، تتصدرها الأسواق الإماراتية. ففي السعودية، أغلق مؤشر سوق الأسهم على ارتفاع طفيف لم يتجاوز 4.5 نقاط، بعد جلسة استمر التذبذب فيها بشكل واضح، إذ تراجع المؤشر إلى مستوى 6013 نقطة، قبل أن يعود ليستقر عند 6078 نقطة، بعد خسائر السبت التي بلغت 350 نقطة. وشهدت الجلسة تداول أكثر من 146 مليون سهم تقاسمتها أكثر من 81 ألف صفقة، تركزت على أسهم "سابك" و"كيان" و"الإنماء" و"سيسكو" و"وقاية" و"بترو رابغ" و"دار الأركان" و"المتكاملة." وبنهاية الجلسة، ارتفعت أسهم 57 شركة، على رأسها "اكسا" و"الأهلية" و"أسمنت الجنوبية" و"هرفي" و"الهندية" و"أسيج،" بينما تراجعت أسهم 75 شركة، في مقدمتها "سيسكو" و"الغذائية" و"التأمين العربية" و"المصافي" و"المجموعة السعودية" و"الأحساء للتنمية." وفي الكويت، ثاني أكبر بورصة عربية، أنهى مؤشر السوق يومه على تراجع بنحو 1.61 في المائة، ليستقر عند مستوى 5968 نقطة، بعد تعاملات بقيمة 25.8 مليون دينار، تحققت من تداول نحو 98.9 مليون سهم. وهوى أيضا مؤشر دبي 3.87 في المائة، إلى مستوى 1481 نقطة، تبعه مؤشر سوق أبوظبي، الأصغر من حيث القيمة السوقية، بنحو 2.53 في المائة، ليهبط إلى مستوى 2603 نقطة. وتراجعت مؤشرات أسواق الدوحة ومسقط والمنامة بنحو 2.54 في المائة، و1.87 في المائة، و0.33 في المائة على التوالي. ويأتي التراجع الكبير في مؤشرات الأسواق، على وقع خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة، بعد تأثر اقتصادها بأزمة سقف الدين الحكومي، وفقا لما يرى المحلل المالي حسان عبدالفتاح، الذي أكد أن "استجابة الأسواق للأزمة مبالغ فيها." وأضاف في اتصال مع CNN بالعربية "صحيح أننا شهدنا تراجعا هو الأسوأ منذ نحو عامين في مؤشرات الأسواق الأمريكية والأوروبية، ولكن ذلك مبرر بشكل أو بآخر، غير أن استجابة الأسواق العربية كانت مبالغة." ويوم الجمعة، ختمت الأسهم الأمريكية أسوأ أسبوع لها في أكثر من عامين، وهبط مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنحو 0.06 في المئة، كما هوى مؤشر ناسداك المجمع 0.94 في المائة. ويوم السبت، تلقت السوق السعودية خسارة قاسية في افتتاح تداولات الأسبوع، بعد ما جرى في الأسواق العالمية وخفض التصنيف الائتماني للديون السيادية الأمريكية، فخسر المؤشر 350 نقطة تعادل 5.46 في المائة من قيمته، ليغلق عند مستوى 6073 نقطة. وعن ذلك يقول عبدالفتاح، الذي يعمل محللا في شركة سمسرة "ربما نقول إن انخفاض الأسهم السعودية جاء متناسبا وحجم الحدث، لكن الأسواق الأخرى التي تراجعت أمس (الأحد) شهدت ردات فعل قوية، وعمليات بيع مذعورة مبالغ فيها."
