امتلأت زنازين السجون البريطانية بالمتهمين بأعمال الشغب التي اجتاحت لندن ومدناً أخرى خلال الأيام القليلة الماضية، حيث بلغ عدد المعتقلين أكثر من 1500 شخص أكثرهم من لندن وحدها، في وقت ارتفع عدد الضحايا إلى خمسة أشخاص بعد إعلان وفاة شخص أمس، وفيما خيم الهدوء النسبي في لندن وباقي المدن لليلة الثالثة على التوالي، قدرت الخسائر التي منيت بها بريطانيا خلال خمس ليال من أعمال الشغب بحوالي 1.6 مليار دولار. وينتمي المعتقلون إلى مناطق مختلفة من إنجلترا منذ بدء الاضطرابات السبت الماضي، من بينهم 1051 في لندن، ووجهت تهم الإخلال بالنظام العام ضد 371 شخصاً منهم، مما اضطر المحاكم إلى العمل طوال الليل لبحث مئات القضايا، وخيّم هدوء نسبي على لندن لليلة الثالثة على التوالي، بعد أن نشرت الشرطة 16 ألف شرطي في شوارع الأحياء الساخنة. وأعلنت الشرطة أن رجلاً في الثامنة والستين من العمر، كان أُصيب بجروح خطيرة أثناء محاولته إخماد حريق خلال أعمال شغب في غرب لندن، توفي متأثراً بجروحه في المستشفى. وقالت صحيفة «ديلي ميرور» إن «أعمال الشغب بددت حقنة الانتعاش التي قدمها زفاف الأمير وليام وكيت للاقتصاد البريطاني، ودمرت آلاف الشركات، وشوّهت سمعة البلاد بأعين السياح الأجانب». وأضافت أن «الناس العاديين سيدفعون الثمن كالعادة، فيما سيواجه أصحاب المحال التجارية الصغيرة أضخم فواتير أعمال الشغب والنهب، والتي قدر الخبراء أنها ستكلف هؤلاء نحو 200 مليون جنيه استرليني قيمة الأرباح المفقودة والأضرار التي لحقت بمتاجرهم».