أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أن وضع إسرائيل بعد اندلاع الثورات العربية بات «أصعب»، مشددا من جهة أخرى على أن الوحدة الوطنية «خط أحمر»، ومنوها إلى انه لن يقبل ب«تخريب مستقبل الأردن». وقال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال لقائه أول من امس مفكرين وأكاديميين وأدباء أردنيين إن «الأردن ومستقبل فلسطين أقوى من إسرائيل اليوم، والإسرائيلي هو الذي يخاف اليوم». وكشف العاهل الأردني عن رأيه في الثورات العربية في سابقة هي الاولى من نوعها فقال: «عندما كنت في الولاياتالمتحدة تحدث معي أحد المثقفين وقال إن ما يجري في الدول العربية اليوم سيصب في مصلحة إسرائيل، وأجبته أنني أرى العكس، فوضعكم اليوم أصعب من ذي قبل». واردف من جهة اخرى ان «الهوية الاردنية هوية جامعة لا مفرقة، وهي هوية عربية إسلامية تحتوي جميع أبناء وبنات الوطن». وأكد أن «الوطن البديل ليس له وجود إلا في عقول ضعاف النفوس فمثل هذا الحديث وهم سياسي، وأحلام مستحيلة»، مشدداً على أن «الأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين، وهويتنا عربية إسلامية، ونحن نعرف اتجاهنا وطريقنا واضحة لحماية مستقبل فلسطين، ولحماية حقوقنا بمستقبل القدس وحق العودة»، ومنوها الى ان الوحدة الوطنية «خط أحمر». وأشار الملك عبدالله الثاني إلى أن «ظهور موضوع الوطن البديل بين فترة واخرى غير مقبول على الإطلاق، ولا يجوز أن نتحدث بنفس الموضوع كل عام»، معرباً عن أسفه من «أناس كلما نحاول طمأنتهم يعودون لطرح نفس الموضوع. نريد أن نسير للأمام، ولدينا فرصة تاريخية أن نفتح صفحة جديدة». وقال: «أود أن أطمئن الجميع إنني لم أسمع من أي مسؤول أميركي أو غيره، أي ضغط على الأردن باتجاه حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن»، في إشارة إلى شائعات سرت عند بعض الأوساط الأردنية بشأن ذلك، مضيفاً: «أريد أن أطمئن الجميع لن يكون الأردن وطنا بديلا لأحد. وهل يعقل أن يكون بديلا ونحن جالسون لا نحرك ساكنا؟. لدينا جيش ومستعدون أن نقاتل من أجل وطننا ومن أجل مستقبل الأردن، ويجب أن نتحدث بقوة وان لا نسمح حتى لمجرد هذه الفكرة أن تبقى في عقول بعضنا». ورفض المتحدثون بعد كلمة العاهل الاردني الحديث عن وجود «تناقض» بين الهويتين الأردنيةوالفلسطينية، مشيرين الى «خصوصية العلاقة بين الطرفين». وأشاروا الى أنه «ليس هناك صراع بين هوية أردنية وهوية فلسطينية إلا من فئة قليلة تحاول تحويل مفهوم الهوية إلى مصلحة»، مؤكدين «أهمية الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية، حيث إن أي عبث بها يصب في مصلحة العدو». عبد الله الثاني يستقبل فسترفيليه . بوحث العاهل الأردني عبدالله الثاني أمس مع وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيليه، التطورات السائدة في الشرق الأوسط، وعلاقات التعاون بين البلدين والاصلاحات في الاردن. وأكد العاهل الاردني خلال مباحثاته مع الوزير الألماني، الذي يزور الأردن ضمن جولة له في المنطقة، «أهمية استمرار ألمانيا وأوروبا في دعم جهود تحقيق السلام الشامل وصولا إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وفق حل الدولتين»، مشدداً على أن «حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وشاملا يعالج جميع قضايا الحل النهائي بما في ذلك موضوعي القدس واللاجئين يشكل أولوية للأردن الذي يدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ونيل حريته واستقلاله». من جانبه، أشار وزير الخارجية الألماني إلى أن برلين «تشجع على تحريك عملية السلام وإخراجها من حالة الجمود والتوقف من خلال العمل على استئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي». وأكد فسترفيليه «دعم ألمانيا للإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يسعى الأردن إلى تحقيقها بما يؤمن مستقبل أفضل لجميع الأردنيين»، قائلاً إن «الخطوات التي قادها الملك باتجاه تسريع عملية الإصلاح السياسي جريئة وشجاعة»، ولافتاً إلى أن «ألمانيا والاتحاد الأوروبي يدعمان هذه الخطوات الإصلاحية ويعتبرانها مهمة ومتقدمة».