طلبت السلطات السياسية والأمنية الجزائرية من عائلة معمر القذافي بأفرادها الأربعة المقيمين في الجزائر منذ نحو شهر عدم الإدلاء بأي تصريح صحفي والكف عن جميع الاتصالات مع جهات خارج الجزائر، وذكّرتهم بأن إقامتهم لا تتضمن السماح بالنشاط السياسي والاعلامي. وقالت مصادر ان موفدين عن جهات رسمية عالية المستوى اتصلت بالعائلة أول من أمس واخبرتها بالموقف «الحازم» وخيّرتها بين البقاء في الجزائر لاجئين يحترمون التزاماتها الاقليمية والدولية أو مغادرة البلاد إن اختاروا غير ذلك. وأدان مراد مدلسي وزير خارجية الجزائر تصريحات عائشة القذافي معتبرا أنها «فعل غير مقبول»، وخرقا لأعراف الضيافة. وأكد من مقر الاممالمتحدة بنيويورك حيث يشارك في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة رفضه الادلاء بتصريحات محرّضة على العنف في ليبيا من بلاده، وتوعد باتخاذ الإجراءات اللازمة لعدم تكرار مثل هذه التصرفات، فيما سعت الجزائر لشرح الموقف لدى مجلس الامن. وقال مدلسي لوكالة الانباء الجزائرية الرسمية «بلغني التصريح الذي أدلت به عائشة القذافي لقناة الرأي الفضائية ولا يسعني سوى أن أعبر عن دهشتي أمام مثل هذا التصريح الصادر عن سيدة استقبلتها الجزائر مع باقي أفراد عائلتها لدواع إنسانية والذي يتعارض مع واجباتها تجاه البلد الذي استقبلها»، مضيفاً تأكيده بأن «هذا الظهور الإعلامي غير مقبول بالنسبة لنا وأنه سيتم اتخاذ قرارات حتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات في المستقبل». وشنت الصحف الجزائرية أمس هجوما على عائشة القذافي واعتبرت تصريحاتها لقناة الرأي التي تبث من سوريا غير لائقة وخرقا لقواعد الضيافة. وكانت ابنة الزعيم الليبي قد وجهت الجمعة عبر الهاتف خطابا حماسيا لانصار عائلتها بثته قناة الرأي أكدت فيه أن معمر القذافي بخير وانه حمل السلاح يقاتل إلى جانب شعبه ضد من سمتهم «الخونة وقوى الطغيان والاستعمار» . وذكرت بالاسم محمود جبريل رئيس الهيئة التنفيذية المؤقتة وعبد الحفيظ غوغة نائب رئيس المجلس الانتقالي وعبد الحكيم بلحاج رئيس المجلس العسكري لطرابلس ووصفتهم ب« الخونة الذين خالفوا يمين الولاء». ودعت عائشة القذافي في مداخلتها من مقر اقامتها بالجزائر إلى الثبات على القتال حتى «دحر اعداء ليبيا».