اتهم علي عثمان طه، نائب الرئيس السوداني، كلا من العقيد الليبى معمر القذافي واليمنالجنوبي (قبل الوحدة اليمنية) في عهد علي سالم البيض بأنهما أول من وضع اللبنة الأولى في انفصال جنوب السودان. وقال طه، خلال لقائه ليلة أمس بالقاهرة مع نخبة من السياسين والصحفيين المهتمين بالشأن السوداني: إن أول شحنة سلاح حصلت عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان في عهد زعيمها الراحل جون جارانج كانت من القذافي، وثاني الشحنات كانت من اليمنالجنوبي في عهد علي سالم البيض الذي حكم اليمنالجنوبي خلال الفترة من 1986 وحتى عام 1990. وألمح طه إلى وجود محاولات أجنبية خبيثة لا تزال تسعى إلى تمزيق أوصال العالم العربي تحت دعاوى الديمقراطية وحقوق الإنسان، معتبرا أن العالم العربي ضعف عندما غاب دور مصر خلال الحقبة الماضية، وحذر طه من استمرار محاولات التدخل الأجنبي في شئون العالم العربي، قائلا: "نحن في السودان عندما تركنا وحدنا سهل التهام جزء عزيز من أرضنا، وهو في ذات الوقت جزء من الوطن العربي ويمس الأمن القومي المصري "فى إشارة إلى انفصال جنوب السودان. وحول الثورات العربية التى بدأت بتونس ومصر مرورا بليبيا اكتفى على عثمان طه نائب الرئيس السودانى بالقول إن للحكومات والانظمة أجلا مكتوبا تماما مثل ما للانسان أجل مكتوب..ولكن بعض الانظمة والحكومات لاتريد القبول بذلك ظنا منها أنها ستخلد على ظهر الارض. وأكد نائب الرئيس السودان أزلية العلاقات التى تربط مصر والسودان معترفا بأن السودان يتأثر بكل مايحدث فى مصر سلبا وايجابا وستبقى هذه القاعدة مستمرة مستقبلا وردا على سؤال حول مايسمى بالثورة المضادة فى مصر ووجود فلول تسعى لاحداث الفوضى قال طه إننا فى السودان نقدر وندعم الثورة المصرية محذرا فى نفس الوقت مما يسمى بالفلول لانهم من وجهة نظره يستخدمون أساليب أشد مكرا ودهاء..كما أنهم يتخفون وسط المواطنين. ودعا طه الاحزاب والقوى السياسية فى مصر الى عدم تبديد جهودها فى الانشغال بالجدل الدائر حول الدستور أولا أو الانتخابات أولا، مشيرا الى أن على هذه القوى والاحزاب أن تسعى الى حد أدنى من الاتفاق حتى يمكن التفرغ لمواجهة ما يتهدد مصر من أخطار خارجية. وقال إن العالم العربى ينتظر ماستسفر عنه الثورة المصرية من نتائج خاصة فى مجال تحقيق الامن والاستقرار والتنمية وذلك لان العالم العربى كله يتأثر دائما بما يحدث فى مصر وأوضح على عثمان طه أن زيارته الحالية لمصر تأتى بهدف التحاور مع النخبة "لاننا ندرك حجم مصر ومدى تأثيرها عربيا وإقليميا ودوليا".